لا شك أن المجتمعات باتت الآن فى أمس الحاجه إلى أفراد يؤمنون بأهمية العلم النافع للمجتمع والعمل الصالح المفيد لأفرادها وخصوصا فى ظل التقدم التكنولوجي الرهيب والإنفتاح على الثقافات المختلفة والإنتشار الرهيب لمواقع التواصل الإجتماعي والتى باتت سلاح ذو حدين لمن يستخدمه ، فهى قد تكون نبراس من نور يضئ طرق من أظلمت فى وجههم الحياة وباتوا بحاجة إلى من يأخذ بإيديهم سواء فى مواجهة صعوبات الحياة العامه اوالحياة العلمية والعملية ، أو قد تصبح كالدابة التى قتلت صاحبها فسوء الإستخدام يؤدى إلى تلك النهاية الحتمية بالتأكيد
فى الحقيقة إن الدافع لكتابة هذه الكلمات هو رغبة فى إعطاء كل ذي حق حقه من تسليط الضوء على نماذج مشرقة ومشرفة للإستخدام الأمثل لمواقع التواصل الإجتماعي لعل وعسى أن نكون قد أعطيناهم جزء من حقهم فى تعريف الناس بمجهوداتهم المضنية فى نفع المجتمع بما تعلمونه ويعلمونه ، وإثبات بالدليل العملي أنه ليس بالضرورة إنتشار مواقع التواصل الاجتماعي ذو أثر سلبى على المجتمعات ، وأيضا مع نهاية العام المنقضى ٢٠٢١ وقد كثر الحديث عن أكثر الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الإجتماعي وما يقال من هذا القبيل فكان يجب أن نتعرض لهذه النماذج النافعة ، أعترف قبل أن أتحدث عن هذه النماذج أن شهادتي فيهم مجروحة كونهم أصدقاء قبل اى شيئ ، ولكن يشهد الله أن كلماتى هذه لم تكن تتغير لوكان الوضع مختلف
أعلم تماما أن هناك الكثير من الأشخاص أصحاب محتوى مفيد ورائع يخدم أفراد المجتمع وبقوة وهم كثر قد يصعب حصرهم ، وآخرين أكثر للأسف أصحاب محتويات هابطة مبتذلة لا تهدف إلا لجمع الإعجابات والمشاركات وتحقيق الأرباح فقط ، حب المال والشهرة دافعهم الأول وهدفهم الأخير ، ضاربين بالقيم والمبادئ ومستقبل المجتمعات عرض الحائط بلا اى مبالاة بذلك
دعونا نتعرض لنموذجنا الأول( أ.حماده سعد ) وحش السيفيهات كما يحب أن يطلق عليه أو كما اطلق الشباب المتابعين له هذا اللقب ، هو شاب مصرى يبلغ من العمر ٣٢ عام ويعمل مدير مالي بشركة مقاولات كبرى بالخليج ، على الرغم من كونه بحسابات الدنيا قد حقق المراد من عمل ومسكن وعائلة وبالتالى لا حاجة لمزيد من التعب ،إلا أن الإيمان بأن الإنسان مهما فعل فى الدنيا فلن يخرج بها إلا بالعمل الصالح والدعوات الصادقة من الناس له ، ولأنه قد بداء طريقه كأي شاب بمعناه وشقاء فقد أخذ على عاتقه مساعدة الشباب فى الحصول على فرص العمل وبخاصة حديثى التخرج أو الباحثين عن الفرصة بالإضافة إلى المحاضرات التنموية فى مجال العمل للأخذ بإيديهم كى يصبحوا مؤهلين لسوق العمل ، ولكى يحقق هدفه فى مساعدة الآخرين لجأ الى الإعتماد عليه إستخدام التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الإجتماعي لسرعة الوصول إلى الشباب ، حماده لديه علي صفحته الشخصية آلاف المتابعين من الشباب وأيضا العاملين ، بصفة مستمرة يبعث رسايل إيجابية لبيئة العمل ويطرح عليها فرص عمل كثيرة وبالفعل حققت الكثير من فرص عمل للشباب وأيضا التطوير المهني لهم ، دائم التواصل معهم من خلال قناة اليوتيوب الخاصة به ومحاضرات يومية لساعات طويلة على برنامج الزوم بالإضافة الى الرد على رسائل الماسنجر ،لا يمل ولايكل من الإجابة على التساؤلات على متابعيه ،لا يبتغى من ذلك الإ رضا الله ومساعدة المجتمع فى ظهور شباب كثيرين مؤهلين لبيئة العمل وعمل قيمة مضافة لأماكن عملهم
نموذجنا الثانى هو (د. أبوبكر القاضي ) هو شاب مصرى يعمل طبيب أسنان بمستشفى الإسكندرية العام ،وهبه الله قدر كبير من القبول بالإضافه لقدرته الهائلة على إيصال المعلومات والشرح المبسط لكتب الأحاديث النبوية الصحيحة والسيره ، د. ابوبكر لديه إيمان راسخ بأن المجتمعات تتقدم بشباب ذو إلتزام خلقي وديني عالي ونظرا للإنفتاح الكبير على مواقع التواصل الإجتماعى فكان لابد من وجود أساليب تتميز بسهولتها للتواصل مع شباب الأجيال الحاليه ، ومواجهة الإنحرافات بالمجتمع ومنها المشاكل المجتمعية كالتحرش والإدمان والعنف والتطرف والتى تؤدى الى الضياع الأخلاقي للشباب بالمجتمع ، من هنا بداء د.أبوبكر بالتواصل مع الشباب عن طريق صفحته الشخصية وأيضا عن طريق محاضراته التى يبثها
على ساوند كلود او قناته على اليوتيوب ، يستقطع من وقته اليومى وبصفة مستمرة الكثير والكثير للتواصل مع المجتمع شباب أو كبار بشرح مبسط لكتب الأحاديث والسنن والتى دوما ما تنشد مجتمعات سوية خاليه من أى إنحرافات أخلاقيه أو بعد عن الدين ، هو لا يمل ولايكل عن التواصل مع الناس لا يبتغى إلا وجه الله وتقوية المجتمع أخلاقيا ودينيا ، وقد وفقه الله فى ذلك فلديه الألف من المتابعين فى كل مكان والكثيرين ممن تأثر بذلك وتغير سلوكه للأفضل والأرقى
فى الحقيقة مثل هذين النموذجين وقد يوجد مثلهم الكثير ، و هى بالفعل النماذج التى تستحق التكريم أو على الأقل تستحق الإشادة بمجهودها لتقديم الدعم النفسى لهم لمواصلة المسير وأقل ما يمكننا فعله أن نكتب عنهم ، حتى نساعدهم فى الإنتشار أكثر وأكثر وهذا جزء لا يتجزأ من دور الإعلام فى تنمية وتطوير وإصلاح المجتمع ككل ، وبخاصة أنها نماذج لا تضع الشهرة كغاية لها أو الربح كهدف رئيسى ناهيك عن جودة محتواها الذى تقدمه وفائدته للمجتمع
من الممكن أن يتبادر إلى الاذهان أنها كلمات للثناء عليهم نظرا لارتباطهم معي بالصداقة ، لكن الحقيقة غير ذلك فكل ما كتب هو أقل من وصف لمجهودهم ويمكن للجميع التأكد من ذلك بالبحث عنهم أو زيارة صفحاهتم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي
كفانا بكاء على اللبن المسكوب وكثرة الكلام عن النماذج السيئة بالمجتمع على مواقع التواصل ، وكفانا عويلا والصاق التهم بمواقع التواصل من إنها سبب في فساد الأجيال ، ولنبدل كلامنا عنهم بكلام عن النماذج الإيجابية والمشرفة على هذه المواقع ، إذا ما أردنا أن نقدم الدعم والمساعدة للمجتمع فى القادم ومساعدة المجتمع فى وجود أجيال تحمل فكر متقدم ومستنير مستمد من العلم الصحيح النافع والعمل المفيد الصالح للأفراد والمجتمعات .
بقلم / أمير أبوريه