تساؤلات كثيرة تطرح نفسها على الساحة الإقتصادية كيف يمكن تقييم الوضع الاقتصادي العالمي في ظل حالات؟ هل نحن في أزمة غذائية ؟ فلا يمكن أن تمر الأزمات والحروب الدولية مرور الكرام بدون التأثير والتأثر والشد والجذب من هنا وهناك، وظهور سياسات جديدة وتحالفات حديثة وانهيار تحالفات قائمة ، مما يجعل دول العالم في مهب الريح خاصة وأننا نتحدث عن دولتين هما سلتا الخبز العالمي (أوكرانيا وروسيا)، فالعالم يترقب أضراراً اقتصادية موجعة بسبب زيادة أزمة الغذاء في جميع أنحاء العالم ، مما أثر بالسلب على الأسعار وجعلها تقفز للأعلى. ووفقاً لتقرير البنك الدولي فهناك كارثة تهدد دولاً بعينها جراء أزمة الغذاء فهناك ما يقرب من 6 ملايين صومالي يواجهوا ما هو أسوأ من انعدام الأمن الغذائي.
فالمعطيات تٌعطي دلالات قوية بأن العالم يقترب من أزمات غذائية شديدة اللهجة ، فالاستثمارات العالمية أصبحت تتجه نحو التكنولوجيا والتجارة الالكترونية والإنترنت والعالم الافتراضي وأصبحنا لا نفكر في الاستثمارات الزراعية والصناعية إلا في أقل القليل وبات النزاع بين الشرق والغرب على كيفية تسخير التكنولوجيا لخدمة بني الإنسان ولكن يبقى السؤال كيف تستطيع التكنولوجيا أن تخدم الإنسان في السلع الأساسية بخلاف تساؤلات كثيرة منها كيف يستطيع العالم أن يكتفي ذاتياً من السلع الأساسية؟ كيف يمكن توفير السلع الأساسية؟ وكيف يمكن زيادة المساحة الزراعية.
فالعالم لم يعد في حاجة للعنف، والكون في حاجة للأهتمام به، فالتغذية تنخفض بمعدلات تدعو للتخوف والقلق. فالارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية قد يودي بفئات كثيرة إلى الفقر وسوء التغذية والأمراض، فهناك تضخم يصيب الدول النامية بصورة واضحة نتيجة لسوء إدارة الدول المتقدمة للصناديق والبنوك الدولية ، فمع بداية 2021 م قامت البنوك الغربية بضخ تريليونات من عملات مختلفة غير المدعومة مما ساعد على زيادة معدلات التضخم في العالم بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وواشنطن، عقوبات غير مسبوقة على روسيا، التي تعد من أبرز منتجي موارد الطاقة ومصدري المواد الغذائية في العالم.
وتتهافت المؤشرات الدالة على استمرار ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في العالم، نتيجة حتمية لاستمرار مسلسلات العنف في العالم وزيادة عدد السكان وقلة الموارد وارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية مع زيادة عدد المستهلكين في العالم وقلة عدد المنتجين وبروز قوى جديدة على الساحة الاقتصادية وانهيار كيانات أخرى وصعود وهبوط العملات المختلفة مع تذبذبات الأسواق وسوء تقدير للمواقف الاقتصادية لبعض الكيانات.
ومع زيادة التنافس العالمي بين العملات المختلفة وبخاصة عملات الكبار والتي منها الدولار واليورو والجنية الاسترليني والين واليوان والروبل، والكل يبحث عن مقعد اقتصادي قوي له في الأسواق العالمية بإختلاف مصادر قوة العملة فهناك دولاً زراعية وأخرى صناعية وأخرى تجارية وأصبحنا نحن الآن نبحث عن أنفسنا وعن السلع الأساسية، فلقد ضاع العالم واستحوذت عليه التكنولوجيا ببراثنها المختلفة وقواتها الجبارة واستقطعت منا أعماراً وآجالاً وأزمنة وأوقات عصيبة مما أفقدتنا توازننا وجعلتنا نلهث ورائها مما جعلنا فريسة سهلة أمام الغير ، فبات العالم يبحث عن سلع أساسية وسلع بديلة في ظل ضبابية المشهد بالنسبة للسلع الأساسية.
يا سادة نحن في أمس الحاجة للوحدة لحل المشكلات العالمية، فلسنا في جزر منعزلة بل نحن في قطعة إسفنجية شمالها يقترب من جنوبها وشرقها يلاحق غربها، فالنتحد لوقف نزيف انهيار الطبيعة في محاولة للقضاء على التصحر وتجريف التربة وقلة المساحة الزراعية وإلا فالعواقب وخيمة في ظل تضخم يبتلع الجميع بين أنيابة وارتفاع السلع الرئيسة مع انهيار كيانات سلة الغذاء في العالم. وهناك تساؤلات يجب العمل على حلها وأولها كيفية التعامل لتوفير السلع والغذاء في العالم فكيف يمكن زيادة المساحات الزراعية للقمح في دول العالم بدون الجلوس ووضع قرارات لدراسة جدوى الأراضي الزراعية الخصبة التي ستقوم بزراعة القمح، مع تحديد أسعار النفط والذهب في العالم والرقابة على الأسواق المختلفة. فالوقت قد حان لملاحقة ما تبقى من انهيارات متتالية يتكبدها العالم أثناء محاربتة للطبيعة وسوء إدارتة للمساحات المنزرعة مع ارتفاع أسعار النفط والذهب.