مع الأيام يتكشف لنا الأسباب الحقيقية لرفض حركة حماس لخطة يائير لابيد وزير خارجية إسرائيل و التى أطلقوا عليها إسم “الإقتصاد مقابل الأمن”.
فمن الواضح أن حماس تؤمن بالمثل أو المقولة التى تقول “عصفور فى اليد خيراً من عشرة على الشجرة”،فهى تُبقى على علاقتها مع إيران حتى لو ضحت بالسلام لها و للشعب الفلسطينى ،فالدعم و الإمدادات الإيرانية تراها خيراً و أبقى من السلام مع إسرائيل ،و حتى لو كان سلاماً مشمولاً بالتنمية الإقتصادية لقطاع غزة الذى يعانى الأمرين.
ففى ظل إشتداد ازمة النووى الإيرانى و المفاوضات الجارية بشأنه،و إحتمالية توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران للحد من برنامجها النووى الذى ترى فيه إسرائيل خطرا على أمن و إستقرار المنطقة و هى تدرك أنه خطر عليها فى المقام الأول لما يشكله من تغيير فى ميزان القوى فى المنطقة،و مع معارضة الإدارة الأمريكية لذلك.
فكرت إسرائيل و أعلنت على لسان وزير خارجيتها يائير لابيد عن خطة غزة “الإقتصاد مقابل الأمن” و ذلك ليس بهدف إقامة السلام العادل و الدائم و الشامل فى المنطقة و إقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية و لكن كان الهدف الحقيقى فيما وراء ذلك كما إتضح بمرور الأيام هو تحييد حركة حماس و الفصائل الفلسطينية عموما من شن أى هجمات على إسرائيل فى حال هجوم إسرائيل على إيران.
و لكن من الواضح أن هذه الخطة لم تقتنع بها حماس التى تقيم علاقات عميقة مع إيران خصوصاً و أن هناك إتفاقيات موقعة مع السلطة الوطنية الفلسطينية فيما قبل و لم تلتزم بها إسرائيل و هو ما أدى فى نهاية المطاف غلى عدم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما أن تكرار الإعتداءات على قطاع غزة ولد لدى الغزاويين شعورا بالمرارة و محاولة الثأر مما تعرضوا له من قذف و حصار على القطاع.
إذاً فقد ولدت خطة لابيد ميتة قبل أن تولد لهذه الأسباب و إذا كان ما أكتبه خطأ فلنرى الموقف فيما لابعد إنتهاء الأزمة الإيرانية و غلق قضية الملف النووى الإيرانى فهل تصمم إسرائيل ووزير خارجيتها على نفس الخطة فإذا حدث ذلك فستبرأ إسرائيل نفسها من هذه الإتهامات و سيكون هدف الخطة هو السلام و ليس تحييد حماس من الدخول فى الصراع الإيرانى.
فإذا أغلق الملف النووى الإيرانى و كفت إيران عن دعم حركة حماس و جدد لابيد خطته إذا فإننا سنكون أمام بداية جديدة فى عملية السلام فى المنطقة و لربما تنتهى بإقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية.
و لكن إذا هاجمت إسرائيل إيران و إنتهت الهجمة بتدمير البرنامج النووى الإيران و تدخلت حماس فى العملية بشن صواريخها على إسرائيل فإن الرد الإسرائيلى سيكون معروفاً للجميع و هو ضرب و قصف ما تبقى من قطاع غزة بعد القصف الإسرائيلى الأخير لها منذ بضعة شهور من هذا العام.
و نحن هنا نتمنى أن تنتهى أزمة الملف النووى الإيرانى مع عدم الدتخل فى شئون غزة و القضية الفلسطينية عموماً و بعده يجدد لابيد طرح خطته من جديد تجاه قطاع غزة وًيعم السلام فى المنطقة.
15 2 دقائق