الدورى فى ميت عقبة
=============
وها قد وصلنا الى المشهد الأخير فى روايتنا الإسطورية وإسدال الستار معلنا النهاية بتتويج الزمالك بطلاً لمسابقة الدورى العام لموسم٢٠٢١_٢٠٢٢ وأصبح الهتاف يزف أرجاء المعمورة لكل مشجعى الأبيض فى كل مكان يرددون الدورى فى ميت عقبة الدورى فى ميت عقبة ، فى الحقيقة الحصول على بطولة الدورى العام لفريق عريق وكبير مثل الزمالك ذو باع فى البطولات المحلية والافريقية والأسيوية ليس بالحدث الأسطورى فى مجملة لكن إسطورى فى تفاصيله ، وذلك يتضح جاليا حينما نستعرض من البداية كيف تحققت البطولة وما هى الأجواء التى جعلت من تحقيق البطولة رواية إسطورية ، وكيف يمكنك بمجهودك وإيمانك بأهدافك وتأثرك بكلمات تعد بمثابه الدافع والمحرك لك لكى تصبح بطلا وتصنع الحدث بل تصبح أنت محور الحدث نفسة
البداية كانت دخول الزمالك لبطولة الدورى هذا الموسم محملاً بالعديد من المشكلات الكفيلة بهدم أى منظمة كروية مهما كانت قوتها أذا ماكان أعضاء هذة المنظمة عاديين لا تميز فيهم ولا قوة ، فقد بدء الموسم والزمالك قد حُرم من القيد لفترتين ولم يستطيع إبرام صفقات قوية لتدعيم الفريق للدفاع عن اللقب ، ثم دخول النادى فى العديد من المشكلات المادية من مديونيات لهيئات حكومية ومستحقات لاعبين حاليين وراحلين وقضايا متعددة كلها مالية بحته وفى ظل وجود أزمة مالية بالنادى أصلا ، ولاننسى أن مجلس إدارة الفريق موقوف من قبل وزارة الشباب والرياضة ومن دون معرفة الأسباب حتي الآن، ويديرالنادى لجان معينة من قِبل الوزارة ، هذة اللجان لا تملك اتخاذ قرارات طلويلة الآجل بل تسير الأعمال فقط حتى وجود مجلس منتخب ، دخل الفريق الموسم ولديه مشكلة فى الإدارة الفنية أيضاً فالأمور لم تكن جيدة فى ظل وجود المدير الفنى باتشيكو وإستقرار اللجنة المديرة للنادى على رحيل باتشيكو وعودة المدرب الفرنسى باتريس كارتيرون والذى لم يكن لدية الوقت الكافى لعمل معسكر إعداد للاعبين
بدء الدورى وبالتزامن مع بطولة افريقيا أيضاً ، واجهه الزمالك بدايات متعثره تمثلت فى تعادلات وهزائم للفريق من بداية الدورى وظهور اللأعبين بشكل غير جيد بالمرة ، وتلوح فى الأفق مشكلة أخرى وهى أنتخابات النادى والتى جأت نتيجتها بفوز المجلس السابق بالأنتخابات وعودة المستشار مرتضى منصور، والكل يعرف الخلاف الكبير بين المجلس والمدرب كارتيرون ، فيدخل الفريق فى نفق صعب للغاية فالمدرب لم يعد يركز مع الفريق ويبحث عن عروض خارجية وجاء ذلك بتأثير سلبى على أرض الملعب ، ويتمرد بعض اللاعبين الأساسيين للفريق ويمتنعوا عن التدريبات وعن المشاركة فى المباريات أيضا ويرحل بعضهم ويستمر الآخرون فى تمردهم ، وتحدث أولى المشكلات بخروح الزمالك من بطولة افريقيا من دور المجموعات وتتوالى النتائج السيئة فى الدورى ، حتى اصبح أكثر المتفائلين بفريق كره القدم أقصى طموحة هو الحصول على مركز مؤهل للعب فى إحدى بطولتى أفريقيا للموسم القادم ، كل هذة العوامل كانت تحيط بفريق واحد ويطمح الى تحقيق نتائج إيجابية لا أكثر ، العقل الطبيعى والمنطق يتنبأ بنهاية كارثية لهذا الفريق بنهاية الموسم ، لكن ذكرنا من قبل أنة الزمالك الإستثنائى والبطل فى ظل الظروف الصعبة إذاً فلنرى ماذا حدث بعد
ماحدث بعد ذلك هو الأسطورة بحق و الإعجاز والانجاز معاً ، فيقرر مجلس الإدارة إقاله المدير الفنى كارتيرون والتعاقد مع المخضرم جيسوالدوا فيريرا صاحب التاريخ السابق مع لفريق فى موسم ٢٠١٥ والذى حقق فيه الفريق الثنائية المحلية دورى و كأس الموسم وبعد غياب طويل ، القرار قوبل بالترحاب من البعض وبالإستياء من البعض الآخر ، يبداء الفريق مع المدرب الجديد بمباريات متلاحقة ولايوجد فترة كافية ليتعرف المدرب على اللاعبين ، فيسقط الفريق فى فخ التعادل والهزائم وبداية سيئة لم تكن متوقعة بالمره تزيد من أزمة نزيف النقاط لتؤكد انه موسم قد يكون كارثياً على الفريق بالفعل ، لكن المدرب المخضرم يبدأ فى التعرف أكثر على الفريق ويقرر الإستعانة بشباب النادى ويبداء فى إحكام قبضتة على الفريق وطريقة اللاعب الأفضل لتحقيق الفوز ومن هنا يبداء صناعة الحدث ، المدرب يحفز اللاعبين ويبث فيهم روح الفوز ويذكرهم بأنهم ابطال النسخة الماضية ويجب عليهم المحافظة على اللقب ، الجماهير فى المدرجات تزحف خلف الفريق فى كل مكان بتشجيع وهتاف غيرمسبوق، مجلس الإدارة يقف خلف الفريق بكل قوة ويقدم مايمكن لتسهيل مهام الفريق والجماهير ، وتقديم دعم مادى كبير متمثل فى مضاعفة مكافأت الفوز للاعبين
تبداء الأسطورة منذ مباراة الأهلي الغريم التقليدى فى الدورى العام فيحقق الفريق التعادل ويلعب مباراة كبيره ويكسر الحاجز النفسى من مباريات الدربى ، ومن بعدها تتوالى الإنتصارات فى مباريات الدورى الحالى وكأس الموسم السابق المؤجل ، ويصل الفريق للمباراة النهائية ويواجهه الغريم التقليدى النادى الأهلى ويحقق الفريق الفوز ويحصل على لقب كاس مصر لموسم ٢٠٢١ ، وتستمر الإنطلاقة ويتحول الزمالك إلى فريق وحش لايرحم أى منافس وفوز وراء فوز ويبتعد بالقمة عن أقرب منافسية حتى أخر اللحظات ويتوج باللقب الذى أظن أنه الأغلى والاقرب الى قلوب محبى الأبيض فى كل مكان وزمان ، وتتاكد المقولة المأثورة التى يعرفها الكثيرين التى تقول ” صدق حلمك تحققة ” وبالفعل صدقت المنظومة بأكملها حلمها وحققته بفضل من الله ثم مجهود الكل لاعبيين رجال أكفاء وإدارة فنية على أعلى مستوى وجمهور قمة فى الوعى والوفاء وإدارة نموذج يحتذى به فى إدارة الأزمات وتحقيق الإنجازات بقيادة المستشار مرتضى منصور ومجلسة
وأخيرا تحضرنى تلك المقوله للمعلق الكبير بلال علام فى مباراة حسم الدورى الموسم السابق ومع نهاية مباراة الإنتاج الحربى وقتها وفوز الأبيض الملكى قال وغرد
” الدورى فى ميت عقبة الدورى فى ميت عقبة الدوووورى في ميت عقبة ”
وأكاد أجزم أن هذة المقولة سوف تظل عالقه بالزمالك وبجمهورة إلى مدى بعيد ولن تقل أهمية عن مقولة
” يازمالك يامدرسة لعب وفن وهندسة ” ،
مبروك لكل جماهير الملكى فى كل مكان دورى هذا الموسم.
بقلم / امير ابورية