أخبار العرب والعالمأهم الأخبار

إلغاء احتفالات عيد الميلاد في الضفة الغربية: عندما يطغى الصراع على الفرح

كتب_أحمد زكي

بينما كان العالم يستعد للاحتفاء بموسم عيد الميلاد، شهدت الضفة الغربية قرارًا غير مسبوق بإلغاء الاحتفالات والمظاهر الاحتفالية المرتبطة بهذه المناسبة، نتيجةً لتصاعد التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذه الخطوة جاءت كرد فعل على حالة العنف المتزايدة، والتي ألحقت أضرارًا بالمجتمع الفلسطيني، سياسيًا واجتماعيًا، مما جعل أجواء الفرح تنحسر أمام مشاهد الحزن والصراع.

في قلب بيت لحم، المدينة التي ارتبط اسمها بولادة السيد المسيح، خيمت أجواء الحزن بدلاً من الأنوار والزينة التي كانت تملأ الشوارع والساحات. فقد أعلنت الكنائس والجهات المحلية إلغاء العديد من الفعاليات الاحتفالية، بما في ذلك إضاءة شجرة الميلاد والاستعراضات التقليدية، تعبيرًا عن تضامنها مع الضحايا والمناطق التي تعاني من التوترات الأمنية.

تصاعد التوترات وتأثيرها على الاحتفالات

الأحداث المتوترة التي شهدتها الضفة الغربية مؤخرًا، من اقتحامات مستوطنين إلى مواجهات مع القوات الإسرائيلية، تسببت في سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين، وهو ما أثار حالة من الغضب الشعبي. يقول الأب أنطونيوس، أحد القائمين على كنيسة المهد: “لا يمكننا الاحتفال بالفرح بينما يعاني إخوتنا من الألم والظلم. رسالتنا هي السلام، ولكننا اليوم نصلي من أجل العدالة.”

الجانب الاقتصادي والثقافي

إلغاء الاحتفالات أثر أيضًا على القطاع السياحي، حيث كانت هذه الفترة تمثل موسمًا ذهبيًا للفنادق والمتاجر والمطاعم. يقول أحد أصحاب المحال التجارية: “كنا نعتمد على تدفق الحجاج والزوار في موسم عيد الميلاد، ولكن الأحداث الأخيرة شلت الحركة تمامًا.”

ردود أفعال محلية ودولية

لاقى قرار إلغاء الاحتفالات تضامنًا دوليًا واسعًا، حيث دعت العديد من الجهات إلى التهدئة وضمان سلامة المدنيين. بينما اعتبر البعض أن هذه الخطوة هي رسالة احتجاج قوية على الوضع الراهن، مؤكدين ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي هذا الصراع المستمر.

يبقى أمل الفلسطينيين أن تعود أجواء السلام والمحبة التي ترمز إليها أعياد الميلاد، وأن تتحقق العدالة التي تنهي معاناة الشعب. ففي الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى الفرح، يظل سكان الضفة الغربية عالقين في دائرة الصراع، آملين بغدٍ أفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى