عن دار آمنة للنشر والتوزيع بالأردن يصدر كتاب
الأدارة الاستراتيجية وتطوير المدن الجديدة .. للدكتور محمد بغدادى .. ويعرض الكتاب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب
محمد بغدادي .. باحث دكتوراة
لا شك أن الإبداع والتغيير والاستمرارية هي من أهم سمات كبرى الشركات العالمية والتي استطاعت أن تحفر اسمها في مقدمة الشركات الإستثمارية والتي اخترقت مجالات عدة ودولاً متنوعة وحضارات وثقافات لا حصر لها ولم تستطع حدود الدول أن تقف عائقاً في تقدم هذه الشركات وهذه المنظومة، هذا الإكسير المتميز والذي يسمى بالإبداع، يمتاز بفعاليتة وقدراته الناجحة على إحداث التطور والتقدم المرغوب فيه والذي تطمح كل شركة ناجحة من الحصول عليه؛ لتعزيز الثقافة المؤسساتية في أقسامها المختلفة، وتطويع نفسها في ظل عالم يموج بالتغيير والتهديدات، كما تساعدها المرونة في التلون في الأسواق لإقتناص الفرص ومحو التهديدات، وهنا يتبادر للذهن تساؤل حول: ما هي العوامل الأساسية التي يجب توافرها في كل شركة حتى تصبح مبدعة ومبتكرة؟ كيف تقود التنافس في الأسواق؟ وكيف تلاعب وتناور المنافسين للتغلب على عوامل الضعف لدى الأسواق؟ لهذا نجد أن مجموعة بوسطن للاستشارات قامت بوضع قائمة بأهم الشركات المبدعة بناء على عدد من المعايير الأساسية، والتي منها: المرونة في التطوير، السرعة، واستخدام التكنولوجيا المعلوماتية والاطلاع اليومي على الأسواق لمعرفة إلى أين يذهب السوق المحلي والدولي؟.
فها هي شركة أبل وبعد رحيل مؤسسها سيف جوبز، استطاعت أن تحرز تقدماً ملحوظاً في التكنولوجيا العالمية. ففي عام 2015، أطلقت الشركة ساعة جديدة تسمى آبل الذكية والتي تتميز بالتصميم فائق الدقة، كما أطلقت ولأول مرة المحفظة الرقمية ، وهما منتجان سيغيران بلا شك خارطة الطريق نحو المستقبل. كما أن أنظمتها أصبحت متاحة لغيرها من العملاء في شتى أرجاء المعمورة، ما يعطيها مركزاً متميزاً ومحورياً جعلها في الصدارة في مجال الابتكار والتقنية والخروج من الصندوق المغلق. كما أن شركة جوجل إضافة إلى كونها من أكبر الصفحات الرئيسية على الإنترنت حول العالم ونجاحها الكبير في تغيير الطريقة التي تقوم عليها الإعلانات التقليدية، استطاعت أن تحتل الشركة مركز المقدمة في الحوسبة السحابية والمتنقلة في خطوة جريئة، وتساهم بطريقة مختلفة في تغيير مستقبل التعليم و التنقل و الطاقة.
وعندما نتحدث عن شركة مايكروسوف والتي قفزت لأعلى في سلم الابتكار عن طريق ابتكار”عدسة هولو” والتي تعمل على دمج الواقع الخيالي مع العالم الواقعي. وأطلقت عام 2015 نظام تشغيل حديث قام بحل مشكلات الشركة في السابق وهو نظام تشغيل Widows 10. كما استطاعت وبشهادة المراقبون شركة سامسونج كورية المنشأ أن تبتكر أجهزة تقنية قابلة للارتداء وتعمل على تصميم الأجهزة الذكية المختلفة، والتي منها: الثلاجات والتي تقوم بإرسال رسالة نصية للشخص عندما يترك الباب مفتوحاً، وغسالات أطباق تقرر هي متى تقوم بغسل الأطباق بناءً على دراسة الوقت المناسب لتوفير الطاقة، بخلاف المكانس الكهربائية الروبوتية والتي يتم التحكم بها عن بعد بفضل ساعتك الذكية. كما تخطط شركة تويوتا، وذلك بعد نجاح سيارة بريوس المهجنة التي قامت بتصنيعها، لإنشاء خلايا وقود الهيدروجين وفقاً لمتطلبات المستهلكين ذوي الاهتمام بالبيئة وعدم تلوث الهواء، حيث تستعد لطرح سيارات سيدان بتصميم مبدع وجديد تعمل بالهيدروجين في أسواق اليابان وأمريكا الشمالية، وأوروبا في خطوة لإنشاء سوقاً للسيارات والتي لا ينبعث منها الا بخار مائي فقط.
ومن عجب العجاب نجد أن شركة أمازون قد رفعت سقف التوقعات لدى عملائها في مجال التجارة الالكترونية. حيث يجب جمع مبيعات أكبر 12 شركة عالمية على الإنترنت لمعادلة مبيعات أمازون. خاصة في ظل ارتفاع برنامج التوصيل في غضون يومين، “أمازون برايم”، وتوسيع خدمات توصيل المشتريات للمستهلكين في أقل وقت ممكن، فضلاً عن المكانة التي حققها جهاز “كيندل فاير أتش دي أكس”، كبديل قوي لجهاز آي باد المتعارف، إضافة إلى طرحها فكرة جديدة بمراكز أمازون المختلفة بالتوصيل باستخدام طائرات بدون طيار خلال 30 دقيقة، كل هذا يضع الشركة في المقدمة قبل منافسيها بخطوات بعيدة للغاية.
كما تتصدر شركة بي أم دبليو لتصنيع السيارات المشهد في عالم السيارات ليس في ألمانيا فحسب بل أيضاً في العالم أجمع ، حيث حافظت على تقدمها وتطورها عندما أضافت ميزة القيادة الذاتية للسيارات، كما تضع الشركة لنفسها خطة استراتيجية مع بداية العام2020 وتقوم ببيع سياراتها التكنولوجية المتقدمة لأول مرة وفي سابقة هي الأولى من نوعها، كما تتميز الفئة 7، آخر أنواع سيارات بي أم دبليو ، بما يزيد عن 24 ابتكاراً حديثاً، مثل خاصية إيقاف السيارة عن بعد، فضلاً عن ميزة التحكم بمجرد حركة اليد في أي اتجاه، بخلاف أنظمة الترفيه والمعلومات وميزة التدليك الموجودة في المقاعد، وإخبارك إذا كانت أبوابك مغلقة أم لا .ها هو الإبداع يطرح نفسه في عقلية كبرى الشركات العالمية من أجل قراءة السوق وإدراك أين تقف من ركب التقدم التكنولوجي. وإلى أين تمضي الشركات العملاقة؟ وكيف يمكن قراءة المشهد في ظل تقلبات السوق؟ وكيف تحافظ على النجاح؟.
وبالتالي يرتبط نجاح الشركات العالمية بالكثير من العوامل الداخلية والخارجية، ومن أهم هذه العوامل البيئة، فالبيئة التى تنشأ فيها هذه النوعية من الشركات بمثابة الأرض بالنسبة لنبات يخرج ثمره فائق الجودة، وتختلف البيئة من إقليم لآخر ومن دولة إلى أخرى وتتميز دول المنطقة الأوروبية والولايات المتحدة ودول جنوب شرق أسيا ودول الخليج العربي بأنها إحدى البيئات التي تساعد على تطوير وتقدم هذه النوعية من الشركات، فأصبحت منبعاً لهذا النوع من الشركات فى العالم لما تقدمه من دعم من منظمات وشركات ومؤسسات متخصصة فى دعم ريادة الأعمال.