أهم الأخبارزاوية المرسال

الأنتحار مابين الحقيقة والغموض بقلم م / أمير الألفي

الأنتحار مابين الحقيقة والغموض

بقلم م / أمير الألفي

دعني أتحدث معك يا صديقي اليوم علي ظاهرة باتت منتشرة في العالم فجأة دون أي مسببات بل وأصبحت ظاهرة مخيفه أيضآ وحتي الأن ‏تعددت لها أسباب كثيرة ولكن دعني أسألك يا صديقي هل الأنتحار يعتبر الحل الأمثل لأنهاء كل المشاكل التي يمر بها الإنسان في المجتمع أم ‏أنه وسيلة للهروب وعن طريقها يخدع بها الشيطان الإنسان بأنه سيتخلص من كافة مشاكلة الدنياوية وسيستريح من ظلم هذا العالم البائس ‏لتنتظرة حياة أخري أجمل من التي عاشها علي الأرض فدعني معك لنتعرف علي مفهوم كلمة أنتحار وما الذي يؤدي بنا إلي ذلك.

ما مفهوم الأنتحار؟
هو ذاك الفعل الذي يؤدي صاحبه إلي التخلص من نفسه عمدآ دون أي تفكير منه عما سيفعله بنفسه. ‏
فهل تقدر حياتك يا صديقي العزيز أم أنك تراها بلا هدف وبالتالي تسعي إلي الأنتحار في محاولة منك التخلص من حياتك‎ ‎البائسة وهذا ما يخيله لك الشيطان. ‏
في كل عام يضع 703000 ألف شخص نهاية لحياته، وفي كل عام تزداد تلك الأحصائية العددية. ‏
‏ وخلف كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها وتترتب عنها آثار طويلة الأمد تطول أسر ‏هولاء الأشخاص المنتحرين علي الأمد البعيد.‏
وقد أجرت دراسة علي هذا الموضوع وأتضح أن الفئة العمرية التي يزداد بها الأنتحار مابين فئة الشباب حديثي التخرج ‏وشباب الجامعة الذي مازال يدرس في المراحل الدراسية أي مابين عمر 16 عامآ وحتي عمر 35 عامآ وهذا إن دل فيدل ‏علي أنه توجد مشاكل في الحياة تؤثر علي الشباب في هذا العمر. ‏
فدعني أوضح لك أن الحياة بطبعها مليئة بالضغوطات التي قد تصيب الإنسان بالأحباط الدائم ولكن دعني أوضح لك وجهه ‏نظري في تلك الصعوبات والضيقات التي نعاصرها في وقتنا الحاضر. ‏
لابد يا صديقي من التعامل مع الضيقات التي تمر بها ولتعلم أن لكل ضيقة مخرج ولكل ألم أكليل تناله بصبرك وأحتمالك ‏لتلك التجربة فكل منا يري يد الله سبحانه وتعالي في أي تجربة يمر بها سواء كان ذلك علي صورة تعزية بداخلك أو وجود ‏شخص قريب لك بجانبك أثناء التجربة أو الشعور بمحبه الأخرين فكل تلك الأشياء قد لا نستطيع أدراكها أثناء التجربة ‏ولكن يكفي شعورك بوجود الله بداخلك أثنائها ..

ومن حنان الله سبحانه وتعالي خلق بداخلك الطموح والعزيمة لتحقيق النجاح حتي إن لم تستطع ذلك الأن فيكفي بشعورك ‏بالأجتهاد في عملك والسعي الدائم لأثبات نجاحك للأخرين حتي وإن كان العالم كله ضدك فيكفي أن بأيمانك بالله سبحانه ‏وتعالي وشخصك سيعطيك القدرة علي مواجهه العالم أجمع لأثبات ذلك النجاح .‏
هناك عده عوامل إذا أهملنا بدراستها قد تؤدي إلي التسبب في أنتشار تلك الظاهرة ولذلك يجب علينا معرفتها والتنويه ‏عنها حتي لا تنتشر بالمجتمع ولابد من القضاء عليها حتي لا تسبب كوارث فيما بعد .‏
وهذه العوامل هي كالأتي :
1- الأضطراب النفسي .
2- الأدمان .
3- الشعور بالذنب دائمآ .
4- الأحباط وعدم الثقة بالنفس .
5- فقدان شخص عزيز .
6- الأهمال .
7- البعد عن الله والشعور بالأكتئاب.

• أولآ الأضطراب النفسي: ‏
يحدث الأضطراب النفسي نتيجة لعدم الثقة بالنفس دائمآ أو نتيجة لضغوطات نفسيه أو عصبية تصيب صاحبها ‏نتيجة لحدث ما أثر فيه أو الشعور بالقلق الدائم من المستقبل أو الخوف من الأخرين يؤدي إلي حدوث ذلك. ‏
لذلك لابد من السعي لمعالجة مثل هؤلاء ولابد من إعلامهم بمدي أهمية دورهم في المجتمع وكيفيه إزالة ذلك ‏الخوف وأسترجاع ثقتهم بنفسهم وبالأخرين. ‏

• ثانيآ: الأدمان: ‏
معني كلمه أدمان أنه إذا زاد وقت الشخص لفعل عاده معينه في حياته عن وقتها المسموح بها أو تكرارها أصبحت أدمان ‏له وقد تضر به علي الأمد البعيد.‏
والأدمان ينقسم إلي العديد من الأشياء منها عن طريق الوسائط المتعددة مثل الأنترنت / الموبايلات الحديثة. ‏
ومنها الأدمان الفعلي كالمخدرات بأنواعها وكل هذا يؤدي إلي نفس النتيجة وهي الأدمان والبعد عن الناس ويصبح ‏الشخص لها مستعبد طوال حياته مالم يكن له قرار أو عزيمة بالتوقف عنها حتي لا تؤدي به إلي الأنتحار فيما بعد.‏

• ثالثآ الشعور بالذنب دائمآ: ‏
هناك أناسآ يشعرون دائمآ بالذنب أتجاه الأخر وأتحجاه أنفسهم وذلك الشعور قد يزداد معهم ويؤدي بهم إلي الأنتحار هؤلاء ‏أيضآ يحتاجون منا الرعاية الكاملة والأهتمام بهم وأخراجهم من ذلك الشعور يتطلب دائمآ العمل معهم بأخراجهم من ذلك ‏الشعور ولابد من جعلهم يشعورون أنهم جزء لايتجزأ من المجتمع المحيط بهم. ‏
• رابعآ الأحباط وعدم الثقة بالنفس: ‏
الأحباط يصيب البعض أحيانآ عند الفشل في عمل شئ ما في الحياة ولابد من محاربة هذا الشعور وذلك بتقوية هؤلاء ‏الناس عن طريق مساندتهم وتشجيعهم الدائم في العمل أو في الحياة من حيث مواستهم والأحساس الدائم بهم وأشراكهم ‏في أي شئ حتي نساعدهم في القضاء علي ذلك الشعور فالحياة يا صديقي ليست سهله ولكنها تحتاج دائمآ للتشجيع ‏المستمر والمثابرة حتي النجاح ولابد من جعل هؤلاء الأشخاص يشعرون بثقتهم بنفسهم دائمآ عن طريق تقوية علاقتهم ‏بالله سبحانه وتعالي دائمآ فالله يري دائمآ تعبهم ويعوضهم أضعاف أضعاف ذلك الشعور. ‏

• خامسآ فقدان شخص عزيز: ‏
أما عن هؤلاء فلابد من الشعور بهم من حيث مشاركتهم مدي حزنهم ولابد لنا من العمل علي أخراجهم من ذلك الحزن ‏تدريجيآ عن طريق مشاركتهم في نشاط ما مثل السفر أو عن طريق ممارسة الرياضة أو وجودنا بجانبهم وأحساسهم بنا ‏معهم دائمآ يبدد هذا الحزن الذي بداخلهم. ‏

• سادسآ الأهمال: ‏
كثيرون في الحياة يشعرون أنهم دائمآ مهملين أو ليس لهم دور في المجتمع لذلك عملت الحكومة علي توفير النشاطات ‏اللازمة لجعل هؤلاء الأشخاص يتدربون في أعمال تفيد المجتمع وتفيد أنفسهم أيضآ مثل النشاطات الرياضية والنشاطات ‏الثقافية سواء عن طريق ندوات بين الشباب والحكومة وهذا ما يفعلة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي عن طريق ‏مؤتمرات الشباب وكيفية إدارة الحوار بينهم وبين المجتمع بل أيضآ عملت الحكومة علي توفير فرص عمل كثيرة للشباب ‏الذين يشعرون بذلك الشعور وهذا إن دل فيدل علي مدي أدراك الحكومة لهولاء الشباب وجعل منهم أشخاص ذو شأن في ‏المجتمع في المستقبل. ‏
• سابعآ البعد عن الله والشعور بالأكتئاب: ‏
إن وجود الإنسان في الحياة يستلزم افتقاره إلى الخالق الذي أوجده، وهو الله، الذي دلت المخلوقات على وجوده، وبرهن ‏على ربوبيته بإرساله الرسل، والوحي إليهم، واعتبار الانتحار معصية أو خطيئة، قائم على مبدء الإيمان بالله واليوم الآخر ‏ولأن الانتحار استعجال الموت بإزهاق الروح، وتصرف بإمر مرده إلى الله، ويكون الامتناع عنه، ووصفه بالخطيئة نتيجة ‏الإيمان بالله، والعلم بالجزاء على الأعمال في الحياة الأخري والمؤمن باليوم الآخر لا يجزع ولا يضجر ولا ييأس من روح ‏الله، ولا يرى في ذلك هروبا من الواقع لإيقانه بأن الموت ليس خلاصا من الحياة، وأن حياته لا تنتهي بالموت، وأن أي ‏عقوبة لقاتل نفسه لن تتحقق إلا في الحياة الأخري وإذ لا يمكن للناس معاقبة شخص ميت، كما أنه لا يعاقب أهل الميت ‏بوزر لم يرتكبوه، بل يكون قاتل نفسه متحملا وزر القتل، وما قد يترتب عليه من تعذيب نفسه، وإقلاق أسرته وأصدقائه ‏ومجتمعة، ولربما كانت وفاته سببا لتفويت حقوق والتزامات متعلقة بالآخرين.

فكل هذا بسبب شعور الشخص بالأكتئاب وبعده عن الله يؤدي بالتدريج إلي الأنتحار ولذلك وجب علينا حثهم علي علاقتهم ‏بربهم وترسيخ الأيمان بهم دائمآ وحثهم علي أن الأنتحار له حساب فيما بعد فهذا يعتبر كقاتل النفس وكلهم حاسبهم عند الله عثير ولذلك يجب التقرب من الله ومحاربه فكر الأكتئاب بعمل الخير دائمآ وزيادة الصلاه تبدد أي شئ من ‏الشيطان لذلك يا صديقي كن مؤمنآ بعمل الخير والسعي وراء المحبه وإسعاد الأخرين حولك يعطيك شعورآ بالنجاح الدائم ‏في الحياة. ‏
وهنا أتحدث عن رأيي وأقول من المعلوم أنه يمكن للإنسان أن يختار في حياته أشياء، وله حرية في أن يختار ما يأكل أو ‏ما يشرب أو ما يلبس لكن من المؤكد أن هناك قيود لهذه الحرية أيضآ وأن هذا الاختيار لا يتجاوز حدود الممكن فهو لم ‏يوجد نفسه، ولا يستطيع أن يحدد المواصفات التي يخلق بها، ولا يملك أمر الموت والحياة، فليس بمقدوره أن يقرر متى ‏سيولد، أو كم سيعيش، ولا أن يدفع عن نفسه الموت، إلى غير ذلك، مما هو عاجز عنه، فهو بلا شك مفتقر إلى ‏الآخرين، فليس له أن يخرق القوانين التي وضعها الله في هذه الحياة، ولا أن يتعدى على الغير، فحريته تستلزم احترام ‏حقوق الآخرين دائمآ. ‏
ومعرفته دائمآ أن الله قد وهب له الحياة، وهو الله خالق كل شيء، فالنفس ملك لله، وقتل الإنسان نفسه تجاوز لحدود ‏الاختيار الذي منحه الله له، واعتبار الانتحار معصية لله، بعني: أن مفهوم الحرية الشخصية، لا يخرج عن كون الشخص ‏عبدا مملوكا لله، وليس له مطلق الحرية في قتل نفسه. ‏‏

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي ( من قتل نفسآ بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعآ …. )
سورة المائدة … أيه 32
صدق الله العظيم

زر الذهاب إلى الأعلى