التكنولوجيا و تأثيرها علي أخلاق شبابنا
بقلم/ حسن أحمد مكرم
مع تسارع وتيرة الحياة تتطور في المقابل التكنولوجيا، و يتطور معها العالم بشكل متسارع جدا، وهذا يظهر واضحا جليا في سيطرة الروبوتات الصناعية و الذكاء الاصطناعي، و إنترنت الأشياء و العوالم الافتراضية علي واقع حياتنا، و بالذات في ظل الثورة الصناعية الرابعة. و كما أن للتكنولوجيا إيجابيات كالسرعة و الإنجاز، و الدقة في أداء الاعمال، فإن لها أضرارا كثيرة، أهمها:
أنها تجعل الإنسان عبدا لها و خاصة إذا أساء استعمالها. و هذا يدعونا إلي طرح سؤال مهم جدا ألا و هو:
كيف سيبدو العالم بعد عشر سنوات في ظل هذا التطور التكنولوجي المتسارع؟ و هل تحتكر الروبوتات معظم المهام التي تقوم بها العمالة البشرية؟
لن نكون مبالغين إذا أطلقنا علي هذا العصر الذي نحيا فيه الآن عصر ( التيك توك ) و القنوات الفضائية ( اليوتيوبية )- هذا إذا صح التعبير- و التي أصبحت غثاءا كغثاء السيل، و في المقابل انعدمت الكثير من القيم و المبادئ أو كادت، حتي أن البعض أصبح يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) و ( فيسبوك ) و غيرهما استخداما خاطئا علي غير ما أنشأت من أجله، في الابتزاز و الجريمة و غيرها.
حتي أن مجموعة من الشباب يتنمرون و يبتزون إحدى الفتيات مستغلين نشرها صورتها علي مواقع التواصل الاجتماعي و التي قاموا بتركيبها علي صور مخلة بالآداب عن طريق أحد البرامج الحديثة، دونما اعتبار لدين أو قيم أو أخلاق، مما تسبب في رعب الفتاة و إقدامها علي الانتحار.
فيا أيها الشاب الذي يتبع عورات الناس، و فضائحهم و تنشرها في وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات، احذر لأن رسول الله-صلي الله عليه و سلم- يقول في صحيح الجامع: “من تَتَبَّعَ عورةَ أخيه تَتَبَّعَ اللهُ عورَتَهُ، ومن تَتَبَّعَ اللهُ عورَتَه يَفضَحْهُ ولو في جَوفِ بَيتِهِ”.
و اعلم أن من تتبع عورات الناس كان من شرار خلق الله إذ يقول الشاعر:
شرُّ الورى بمساوي النَّاسِ مُشْتَغلٌ **
مثلُ الذُّبابِ يُراعِي موضعَ العللِ
احذر أن تخسر دنياك و أخرتك لأن الله-سبحانه و تعالي- يأمرنا بستر العورات في قوله تعالي:
: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) [النور: 19].
بقلم الكاتب المصري/
حسن أحمد مكرم
27 دقيقة واحدة