القمة العربية في الجزائر #٣١ عقدت أول نوفمبر ٢٠٢٢ بحضور ١٦ ملك ورئيس دولة منهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع أمير قطر وباقي القادة العرب
وغياب ملوك المغرب والبحرين والأردن وسلطنة عمان وأمير الكويت ورئيس دولة الإمارات
وقام الرئيس التونسي قيس بن سعيد في الجلسة الافتتاحية بتسليم رئاسة القمة من تونس الي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
لرئاسة قمة الحياة والموت لحسم مصير العرب
وإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقي من أطلال العالم العربي والإسلامي الذي يواجه حربا شاملة غير معلنة من الغرب وأمريكا وإسرائيل
وتداعيات حرب روسيًا وأوكرانيا علي الأمن والإقتصاد العالمي الذي يعاني من أزمة غذائية واشتعال أسعار الغاز والنفط
واندلاع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية العنيفة وهو ما يهدد عروش أنظمة الحكم في العالم
بناء علي البيانات وسجلات جامعة الدول العربية
فقد تم عقد ثمانية مؤتمرات للقمة العربية في مدن مصر ( القاهرة والاسكندرية وشرم الشيخ )
من أصل ٣٥ قمة عادية وطارئة عقدت منذ إنشاء الجامعة العربية
بدأت في قمة إنشاص عام ١٩٤٦ في شمال مصر
والدول المؤسسة لها كانت مصر ولبنان والاردن والعراق واليمن وسوريا التي تم تعليق عضويتها عام ٢٠١١ بعد الحرب الأهلية هناك كما هو الحال مع ليبيا أيضا
ثم جاءت المغرب ثانية في الترتيب بستة مؤتمرات في مدنها المختلفة مراكش والرباط والدار البيضاء
ثم جمهورية الجزائر التي عقدت ثلاث قمم عربية هناك
وآخرها القمة الرابعة الحالية
وثلاث قمم أيضا عقدت في بغداد منها قمة عام ١٩٧٨ ( مقاطعة مصر بسبب معاهدة السلام مع إسرائيل )
فيما كان يعرف بجبهة الصمود والتصدي بقيادة صدام حسين
وعقدت قمة أخري في بغداد ٢٠١٢ بعد احتلال أمريكا للعراق عام ٢٠٠٣
ثم قمتين لكل من بيروت لبنان والدوحة في قطر والخرطوم بالسودان وتونس العاصمة والرياض بالسعودية
ثم قمة وحيدة تم عقدها في كل من دمشق سوريا وفي الكويت بعد تحريرها
وقمة ٢٠١٠ بمدينة سرت الليبية قبل سقوط نظام معمر القذافي في عام ٢٠١١
ثم قمة نواكشوط ٢٠١٦ في موريتانيًا لأول مرة
لتكون القمة قد تم انعقادها في ١٢ دولة من اصل ٢٢ دولة من أعضاء الجامعة العربية
بما يعني عدم اسناد وتنظيم نصف الدول الأعضاء للقمة أبدا
وهذه الدول هي سلطنة عمان والإمارات والبحرين وجيبوتي وجزر القمر والصومال وفلسطين المحتلة واليمن
احدي الدول المؤسسة للجامعة والتي تواجه خطر انهيار الدولة اليمنية وانقسامهما دينيا وسياسيا
كما إنهارت ليبيا حاليا بعد تدخل حلف الناتو للحرب ضد نظام العقيد القذافي بناء علي طلب رسمي من الجامعة العربية وأمينها حينها عمرو موسي لمجلس الأمن الدولي في سابقة تاريخية غير مسبوقة
وقد تم نقل مقر الجامعة من القاهرة الي تونس بعد قمة بغداد ١٩٧٨
وكان الأمين العام هو الجزائري زويتن ثم التونسي الشاذلي القليبي
حتي عودة الجامعة لدولة المقر بقلب القاهرة في عام ١٩٩٠ بعد حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي لها بمساعدة التحالف الدولي الذي شاركت فيه مصر وسوريا والمغرب والسعودية ودول الخليج
بهذه القمة يكون العرب قد عقدوا منذ عام ١٩٤٦ منذ تاريخ انشاء الجامعة العربية وحتى الان ثلاثون قمة عربية عادية،
وتسع قمم عربية طارئة باختلاف مسمياتها وأهدافها نجحت منها فقط قمة الجزائر ١٩٧٣ في حشد العرب وسلاح النفط وانتصارهم في حرب ٦ أكتوبر المجيدة التي حررت سيناء المصرية
فيما ظلت هضبة الجولان السورية وفلسطين تحت الإحتلال حتي الآن
رغم عرض مبادرة السلام السعودية ( الأرض مقابل السلام ) منذ عام 2002
وتبنتها الجامعة العربية ثم رفضتها إسرائيل المدعومة أمريكيا من حينها وحتي تاريخه !!!
بعد قراءة المشهد الحالي لتقدير الموقف والنتائج لبيان مدي نجاح الجامعة العربية من عدمه في تحقيق أهدافها حسب ميثاقها الرسمي
من جمع العرب في أفريقيا وآسيا وحماية مصالحهم ووجودهم وحتي لغتهم العربية
يمكننا بكل أمانة القول بان الجامعة بكل مؤسساتها الثقافية والبرلمانية والمالية ومنظماتها المتخصصة وضعف ميزانيتها الدائم وامناءها الثمانية وأولهم المُؤسِس عبدالرحمن عزام وعبد الخالق حسونة ومحمود رياض والشاذلي القليبي
ثم عصمت عبد المجيد وعمرو موسي ونبيل العربي وصولاً الي الأمين الثامن أحمد ابو الغيط
هذه “الجامعة ” قد فشلت تماماً في تحقيق اي نجاح يذكر سواء علي مستوي الشعوب او الدول العربية التي تمزقت الي أشلاء ودويلات للمليشيات المسلحة بعد ضياع ارض وقضية فلسطين وانهيار دول الصومال والعراق وليبيا واليمن وسوريا
وصولا الي واقعنا المرير حاليا من الفتن والدسائس والحروب الاهلية والمذهبية الدينية والسياسية
هي الفرصة الأخيرة للعرب لإثبات أنهم ليسوا مجرد فقاعة هوائية وظاهرة صوتية أو كذبة إبريل
وكل شهور السنة علي مدار التاريخ
للمقارنة فقط مجلس التعاون الخليجي عقد ٦٦ قمة بكل دول المجلس الستة ( عمان وقطر والبحرين والكويت والسعودية والإمارات)
منها ٤٠ قمة عادية والبقية طارئة أو تشاورية مع قمم خليجية امريكي خلال ٤٣ سنة فقط منذ تأسيسه عام ١٩٨١
بينما قمم جامعة العرب عقدت نصف هذا العدد من الموتمرات خلال ٧٥ سنة ضعف المدة الزمنية
وهو ما يؤكد غياب الجدية والإرادة في جمع واتفاق حكومات دول العرب
الوطن العربي الكبير يواجه أكبر تحدي في تاريخه بعد الاستقلال عن الاستعمار الغربي
٢٢ دولة عربية تحارب بعضها في وضع أشبه بإمارات الأندلس المتناحرة قبل سقوطها
نحن أول أمة في التاريخ تهزم”نفسها”وتقدم خدمة لأعدائها المستمتعين جداً بذلك
وكانت قمة موريتانيا ٢٠١٦ بعد رفض المملكة المغربية استضافتها لأسبابها الخاصة
وقد شهدت مدينة شرم الشيخ المِصرية عقد القمة العربية العادية السادسة والعشرين ٢٠١٥ برئاسة مصر والرئيس المنتخب شعبيا عبد الفتاح السيسي
ختاما نقول ان الهدف الأساسي من إنشاء هذه الجامعة ” المفرقة ” لم يتحقق أبدا سواء بالمحافظة علي الشعوب او حدود الاوطان او تحرير فلسطين
أو حتي الحفاظ علي اللغة و الثقافة العربية
وبعد وصول الجامعة الي سن الستين في ٢٠١٨
يجب علينا إحالتها للمعاش والتقاعد
ليصبح هذا المبني الضخم في قلب القاهرة هو أكبر لحد
وشاهد علي القبور العربية
بعد دفن أحلام وحدة العرب
في مكان ثكنات الإنجليز القديمة والاستعمار الجديد اسرائيل وأمريكا