الخلافات الحدودية بين السعودية وأبوظبي وقطر1974:1934- دراسـة تاريخيــة للباحثة أسماء محمد شاكر أبو زيد.
كتب/ أبو الحسن الجمال
الخلافات الحدودية بين الدول لا تنتهي وخصوصا في الدول العربية فقد اندلعت حروب طائلة بسببها وكان يغديها التنافس الاستعماري وخصوصا بعد ظهور البترول والثروات المعدنية الأخرى.. الكل يتسابق إلى السيطرة على مصادرها والهيمنة عليها، ولاريب أن دراسة الخلافات والنزاعات الحدودية من الموضوعات المهمة التي تهتم بها الدراسات التاريخية والجغرافية والقانونية والسياسية، لما لها من أهمية كبيرة على الصعيدين الدولي والإقليمي ولما قد يترتب عليها من توتر فى العلاقات بين دول الجوار، ونشوب حروب ونزاعات مسلحة بين الدول وتدخل للقوى الخارجية التي تعمل فى كثير من الأحيان على تغذية هذه الخلافات لتحقيق أهدافها وما يترتب عليه من تهديد الأمن والاستقرار داخل الدولة. فالحدود فى الوطن العربي خُططت وفقاً للصراعات والمصالح الأجنبية الاستعمارية ونتيجة للخلافات الحدودية أصبحت النزاعات والصدامات المسلحة فى سبيل الحصول على مكاسب إقليمية واقتصادية أمراً حتمياً.
وقد نوقشت مؤخراً في كلية الآداب جامعة المنيا رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة أسماء محمد شاكر أبو زيد بعنوان “الخلافات الحدودية بين السعودية وأبوظبي وقطر1974:1934- دراسـة تاريخيــة”، بإشراف الأستاذة الدكتورة سوسن سليم إسماعيل، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب جامعة المنيا، وناقش الباحثة كلاً من الأستاذ الدكتور عبد المنعم إبراهيم الجميعي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب بجامعة الفيوم- رئيساً، والأستاذ الدكتور شريف محمد أحمد عبدالجواد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد في كلية الآداب بجامعة المنيا – مناقشاً، وقد أثنت لجنة المناقشة على الباحثة التي بذلت جهداً ملموساً في هذا البحث، مما حدا باللجنة أن تمنحها أعلى درجة وهي (الامتياز) مع التوصية بطبع الرسالة وتداولها بين الجامعات المصرية والعربية.
وقد رجعت الباحثة إلى المصادر الأصلية التي تنوعت مابين الوثائق غير المنشورة والتي إشتملت على (وثائق وزارة الخارجية وحكومة الهند ووثائق الخارجية وشئون الكومنولث)، إضافة إلى المراجع العربية والأجنبية ومجموعة من المقالات والأبحاث العلمية المنشورة فى الدوريات الأجنبية والعربية والمصرية التي ساعدت فى إخراج هذه الدراسة بالشكل العلمى.
قسمت الباحثة هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وقائمة بالمصادر والمراجع والملاحق.
ففي المقدمة أوضحت لنا سبب اختيارها لموضوع البحث وأهميته، وكذا استعرضت المصادر والمراجع التي إعتمدت عليها الدراسة، بالإضافة إلى صعوبات الدراسة.
وفي التمهيد والذى جاء تحت عنوان”إشكالية الحدود فى الخليج العربى حتى عام 1934” تناولت الباحثة فيه تعريف الحدود وماهيتها وأنواعها وظهورها فى المنطقة العربية، والأوضاع السياسية فى منطقة الخليج العربى قبل عام 1934 ويشمل الأوضاع السياسية فى كل من السعودية وأبوظبي وقطر قبل عام 1934، كما تناول أيضاً الخلافات الحدودية حول خورالعُديد ويشمل تعريفاً للخور والخلاف الحدودي بين أبوظبي وقطر قبل عام 1934، كما تناول التمهيد أثر التنافس البريطاني العثمانى فى الخليج على الخلافات الحدودية، وأثر تأسيس المملكة العربية السعودية فى نشوء الخلافات الحدودية.
في الفصل الأول الذي جاء تحت عنوان “الخلافات الحدودية بين السعودية وقطر من 1934 حتى عام 1965″، وقامت الباحثة بعرض الإدعاءات السعودية فى قطر، إلى جانب الخلافات الحدودية بين السعودية وقطر حول العديد من المناطق (خورالعُديد – جبل النخش) بالإضافة إلى الخلافات فى المناطق البحرية، كما تم عرض المفاوضات السعودية مع بريطانيا بداية من عام 1934 حتى عام 1939، ثم مفاوضات 1949، ومفاوضات مؤتمر الدمام 1952 للخلافات الحدودية، وفى نهاية الفصل تم تناول إنهاء الخلافات السعودية القطرية بتوقيع إتفاقية 1965.
كما خصصت الفصل الثانى لعرض الخلافات الحدودية بين أبوظبي وقطر من 1934 إلى 1969، وقد عالج الخلافات الحدودية بين أبوظبي وقطر فى العديد من المناطق البرية والبحرية، حول خورالعُديد، والجزر البحرية وعلى رأسها جزيرة حالول، كما تناول الفصل أيضاً الخلافات الحدودية بين الطرفين فى مؤتمر الدمام عام 1952، كما عرض الدور البريطاني فى إزكاء الخلافات الحدودية بين أوظبى وقطر، وإنتهى الفصل بتسوية الخلافات الحدودية بين الطرفين فى إتفاقية 1969.
أما الفصل الثالث بعنوان “الخلافات الحدودية بين السعودية وأبوظبي من 1934 إلى 1974″، وقد تناولت الإدعاءات السعودية فى أبوظبي، والخلافات بينهما فى العديد من المناطق فى خورالعُديد وسبخة مطى وحقل نفط الشيبة – زرارا، وواحة البريمى والموقف البريطاني والأمريكى من الخلاف فى البريمى، كما ناقش الفصل المفاوضات البريطانية السعودية بداية من عام 1934 حتى عام 1939، ثم تم إستئنافها مرة أخرى عام 1949، بالإضافة إلى مؤتمر الدمام 1952، وفى نهاية الفصل تناول تسوية الخلافات الحدودية بين السعودية وأبوظبي بعد إنضمام الأخيرة إلى إتحاد الإمارات العربية المتحدة فى إتفاقية 1974.
وفي الفصل الرابع فعرضت الباحثة دور الشركات البريطانية والأمريكية فى تصعيد الخلافات الحدودية، وتناول حصول الشركات الأمريكية على إمتياز النفط في المملكة العربية السعودية بداية من ظهور النفط في المملكة العربية السعودية وموقف بريطانيا من حصول الشركات الأمريكية على إمتياز النفط السعودي، كما عرض الفصل حصول الشركات البريطانية على إمتيازات النفط في كل من أبوظبي وقطر وموقف الشركات الأمريكية من ذلك، كما تناول الفصل شركات النفط التي لها صلة بالخلافات الحدودية في أبوظبي وقطر، كما عرض الفصل مدى تأثير شركات النفط على الخلافات الحدودية كتأثير شركة النفط الأمريكية على الخلافات الحدودية فى السعودية، وتأثير شركات النفط البريطانية على الخلافت الحدودية فى أبوظبى.
وانتهت الدراسة بخاتمة إستخلصت فيها النتائج التي توصلت إليها الدراسة. وقد حضر المناقشة عدد من الأساتذة والباحثين من أمثال: الأستاذ الدكتور أشرف ماهر عميد كلية الآداب بجامعة المنيا والأستاذ الدكتور نبيل السيد الطوخي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس قسم التاريخ، والأستاذ الدكتور محمد خيري طلعت، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، والاستاذ الدكتور جمال صفوت استاذ الآثار الإسلامية، ومن أعضاء هيئة التدريس بالقسم أ.د/ محي النادي و أ.د/ أحمد عبدالقادر ود/ عالية أحمد ، ود/ حنان عبدالعظيم، وأ/حازم همام، وعدد من الباحثين بالقسم والكلية، بعد ذلك جرى تكريم أ.د/ إبراهيم عبدالمنعم الجميعى على عطائه المستمر من جانب الأستاذ الدكتور أشرف ماهر عميد الكلية، كما جري أيضا تكريم الأستاذ الدكتور/ أشرف ماهر عميد الكلية من جانب الأستاذ الدكتور نبيل الطوخي رئيس قسم التاريخ على جهوده المخلصة في رفعة وتقدم الكلية والسعي لنهضتها المستمرة بين كليات الآداب على مستوي الجامعات المصرية، كما جري أيضا تكريم الأستاذ الدكتور / نبيل الطوخي رئيس قسم التاريخ من جانب الأستاذ الدكتور / اشرف ماهر – عميد الكلية على جهوده الطيبة والمخلصة في رئاسته لقسم.
16 4 دقائق