أهم الأخبارزاوية المرسال

السلطان الصالح نجم الدين أيوب

السلطان الصالح نجم الدين أيوب

كان الصالح أيوب إبناً للسلطان الأيوبي الملك الكامل محمد أمه جارية سمراء اسمها ورد المنى ،وأخاً للسلطان العادل سيف الدين أبي بكر وحفيداً للسلطان الملك العادل أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي ،وكان والده الملك الكامل قد استقل بحكم مصر في عام 1218م/ 615هـ، بعد وفاة والده الملك العادل الذي كان قد قسم مملكته بين أولاده قبل وفاته وأعطى مصر للملك الكامل .

والملك الكامل هو من أكمل بناء قلعة الجبل التي بدأ في تشييدها عمه صلاح الدين الأيوبي وكان الكامل أول من سكن قلعة الجبل من ملوك مصر وفيها ولد الصالح أيوب في سنة 1205م603هـ.

السلطان الصالح نجم الدين أيوب

 

بعد وفاة والده آل حكم مصر إلى شقيقه العادل بينما الصالح أيوب آل إليه حكم بلاد الشرق

ويعد عصر الصالح أيوب من أهم عصور المنطقة العربية حيث شهد توغل المغول في الأراض الإسلامية من الشرق والهجمات الصليبية من الغرب ،وزوال الدولة الخوارزمية وصراعات داخلية خطيرة بين ملوك بني أيوب والتي انتهت مع وفاة الصالح أيوب ببزوغ نجم المماليك وتكوين دولتهم التي لعبت أدواراً حاسمة في تاريخ الشرق الأدنى .

في سنة 636هـ طلب كبار أمراء مصر من الصالح أيوب الحضور إلى القاهرة لتملك البلاد بدلاً من أخيه الملك العادل ،وكان الأمراء لا يحبون الملك العادل لانشغاله في اللهو وتقريبه لرفاقه من صغار السن الذين كان يأخذ بآرائهم في إدارة الدولة ويغدق عليهم بالإقطاعات والأموال ،ولما وردت الأخبار بعزم الصالح أيوب المسير إلى القاهرة، خرج من مصر بضعة أمراء بأتباعهم وأجنادهم للانضمام إليه واستولى الصالح على نابلس والأغوار وأعمال القدس والسواحل ومنح الامراء المنشقين على الملك العادل نابلس وأعمالها ،وانزعج الملك العادل انزعاجاً شديداً وتأهب لمحاربته وانضم إليه الملك الناصر داود صاحب الكرك ولكن الخليفة العباسي أرسل رسالة إلى الصالح أيوب يطلب فيها منه أن يتصالح مع أخيه العادل حقناً للدماء فأجل الصالح ذهابه إلى مصر احتراماً للخليفة.

عاد الصالح أيوب إلى القاهرة بعد فترة إنشغل فيها بصراعاته مع المغول و الصليبين في الشام و بلاد المشرق وجلس على عرش مصر بتأييد من أكابر الأمراء ومماليك والده (المماليك الكاملية) وخطب له في المساجد وزينت البلاد وقلعة الجبل وسر الناس لما عرفوه عنه من نجابة وشهامة وكشف السلطان الصالح أيوب بيت المال والخزانة السلطانية فلم يجد سوى دينار واحد وألف درهم فطلب القضاة والامراء الذين قبضوا على العادل وسألهم عن سبب قبضهم عليه فأجابوا: “لأنه كان سفيهاً”فسألهم : “يا قضاة السفيه يجوز تصرفه في بيت مال المسلمين ؟”فلما أجابوا بالنفي قال لهم: “أقسم بالله متى لم تحضروا ما أخذتم من المال كانت أرواحكم عوضه”فخرجوا وعادوا بمبلغ كبير من المال، فتركهم ولكنه قبض عليهم واحد تلو الآخر فيما بعد ،ولما أحس الصالح أن الامراء والمماليك الأشرفية (مماليك عمه الملك الأشرف موسى) يتأمرون عليه قبض على عدد منهم من بينهم مقدمهم أيبك الأسمر ،وشرع الصالح في تنظيم أمور دولته وتقوية مماليكه، وبدأ في تشييد مقر جديد له في جزيرة الروضة فأقام فيها الدور السلطانية والأسوار ولما اكتملت انتقل إليها من قلعة الجبل وسكنها مع أهله وحرمه ومماليكه .

من أهم أعماله عندما تولى حكم مصر :
كان الصالح أيوب يحب العمارة ويشرف بنفسه على عمليات البناء ويصمم العمائر وشيد بمصر ما لم يشيده أحد من ملوك بني أيوب .
ومن ضمن ما شيده:
قلعة الروضة : شرع الملك الصالح في تشييدها سنة 638هـ، على جزيرة الروضة تجاه مدينة الفسطاط ،وأقام جسراً فخماً بين الجزيرة ومصر (المدينة)سكن فيها مع المماليك بدلاً من قلعة الجبل .
مدينة الصالحية : شرع الملك الصالح في بنائها سنة 640هـ لتكون مركزاً للجيوش المتجهة إلى الشام وانشأ بها المساجد والاسواق والطواحين
مسجد الصالح أيوب : أقدم مساجد المنصورة شيده الملك الصالح تقريباً سنة 640هـ وكان به استراحة للزوار من المماليك ويتصف بأنه تحفة معمارية وتم ترميمه بمعرفة وزارة الأوقاف وهو من المساجد الهامة بمدينة المنصورة ويقع بشارع الملك الصالح الشهير حالياً بشارع العباسي بالمنصورة .
المدارس الصالحية : شرع الملك الصالح في عمارتها في عام 639هـ بمنطقة بين القصرين بالقاهرة ،كانت تدرس للفقهاء المنتمين إلى المذاهب الأربعة لأول مرة في مصر ،دفن الصالح أيوب بقبتها.
قصور اللوق : مجموعة قصور فخمة بناها على النيل بناحية اللوق (باب اللوق فيما بعد)
قصر الكبش : شيده على جبل المقطم بجوار جامع ابن طولون .
منتزه الكبش : منتزه أقامه الملك الصالح على بركة الفيل فيما بين مصر والقاهرة .

بعد وفاته تولت زوجته الملكة شجر الدر حكم البلاد وأظهرت قوة وحنكة وشجاعة في الدفاع عن مصر وحمايتها .

 

زر الذهاب إلى الأعلى