أخبار العرب والعالمأهم الأخبار

الصين تقود النظام العالمي الجديد

منذ بداية التسعينيات وانهيار الاتحاد السوفيتي السابق وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على المشهد الدولي أصبح للعالم قطبا واحدا يتولى مسئولية إدارة الأمم المتحدة بل وإدارة العالم من شرقة وغربة بالطريقة وبالشكل وبالهيئة التي تناسبه بعد انهيار نظام القطبية الثنائية. فباتت واشنطن تتحدث من مركز قوة وأصبحت تنافس وتناور الجميع وبات الاقتصاد الأمريكي في المركز الأول على الرغم من محاولات الغرب المستميتة في المنافسة والقفز للحصول على المراكز الأولى لكن هيهات هيهات فكان للدولار كلمة الفصل في البيع والشراء في جميع دول العالم. وعلى الرغم من الاحادية التي تبنتها سياسة واشنطن إلا أن القارة الأسيوية كان لها رأي أخر ورؤية مستقبلية منفتحة . فعملت وصنعت وازاحت دولا أسيوية الطريق لكيانات اقتصادية جبارة فأصبحت لها كلمة مسموعة ومركز اقتصادي نافس عن جدارة الدولار الأمريكي. فظهر الين الياباني وشركات السيارات اليابانية التي قادت السوق لسنوات ثم ظهرت الصين وما أدراك مع الصين التي استطاعت أن تحجز لها مكانا في السوق العالمي ونجحت بإمتياز في السيطرة على التجارة الدولية وزحزحت واشنطن ووضعت قدميها في الاقتصاد الدولي وأصبحت واشنطن تهاب التقدم الصيني الجارف وأصبح المحللون يتفوهوا بأن جائحة كورونا ماهي الا حربا اقتصادية وفيروسية بين عملاقي الاقتصاد العالمي واشنطن وبكين . ومع بروز الحرب الروسية الاوكرانية وتراجع الدور الاوروبي والامريكي وعدم قراءتهم للمشهد الدولي بطريقة اكثر ديناميكية مع خوف مضطرب من ردود الافعال الروسيةو أصبحت موسكو تتصدر المشهد بقيادة الثعلب الروسي بوتن وكأنها تعود للمسرح الدولي من جديد بعد غياب دام لسنوات طويلة . فها نحن نرى تحالف دولي من جديد بقيادة موسكو وبكين ضد الغرب الاوروبي وواشنطن . وهناك تحركات من هنا وهناك للمنافسة بين أقطاب متعددة والكل يحاول ويناور من أجل حجز مقعد له في النظام الدولي الجديد الذي سوف تتزعمه بكين بقوتها الاقتصادية المبهرة وتقوده موسكو بترساناتها واسلحتها الفتاكة وبات الدولار في مرحلة المخاض لا يجد من يحنو عليه في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة وتقلبات سوقية أبت أن يتصدر الدولار المشهد. فالأيام القادمة ستشهد تقلبات حاده في الأسعار والأسواق حيث بات العالم ككرة الثلج ما يشعر به أهل الشمال يشعر به أهل الجنوب . ومن يملك الانتاج ملك كل شيء فالانتاج هو عصب الاقتصاد. والتساؤل أين الدول النامية المستهلكة التي تنتظر ما ستسفر عليه الأحداث العالمية؟.

زر الذهاب إلى الأعلى