أهم الأخبار

الضغوط النفسية ومدي تأثير الأسرة في البنيان

الضغوط النفسية ومدي تأثير الأسرة في البنيان
بقلم : أمير الألفي

انتشرت ظاهرة الإصابة بمرض الاكتئاب نتيجة التعرض لكمٍّ هائلٍ من الضغوط النفسية والعصبية، بصورة تدعو للتوقف والبحث عن حلول، وهذه الظاهرة ليست قاصرة على جيل أو فئة من المجتمع دون أخرى، فالكثير منا معرّض للضغوط النفسية والعصبية ومشاكل الحياة التي تستمر طالما هناك نبض يسري في جسد الشخص، حتى الأطفال الصغار يتعرضون لحالة الاكتئاب بسبب الضغط النفسي الناتج عن معاملة الآباء، أو عن بيئة غير سوية نشأ وترعرع فيها هؤلاء الأطفال أو عن طريقة معاملة سيئة من زوجة الأب أو زوج الأم أو من خلال التفرقة في التعامل بين الأبناء.
فيشعر أحياناً بعض الأطفال أن آباءهم يفضلون أحد الأبناء عن الآخرين، مما يسبّب لهم حالة نفسية مدمرة ومستمرة، تقودهم في النهاية إلى الإصابة بحالة من الاكتئاب، ومن الملاحظ الآن أن الأجيال الجديدة لديها حالة من العصبية الشديدة في التعامل مع الآخرين، نتيجة أسباب كثيرة وعلى رأسها الضغوط النفسية والعصبية، وسرعان ما تنتابهم حالة من الاكتئاب كل فترة، ثم يتماثلون للشفاء وتعاودهم الحالة مرات أخرى عند التعرض لأي ضغوط أخرى، مثل سماع أخبار غير سارة أو الصدمة ببعض الحوادث والكوارث مما يسبب حمل نفسي وضغوط عصبية نفسية لا يتحملونها، وبالتالي يقعون فريسة سهلة لمرض الاكتئاب.
مشاكل في العمل والبيت:
يعاني الكثير من الأشخاص حول العالم من ضغوط نفسية وحياتية شديدة بسبب زيادة ضغوط العمل والمشاكل التي لا تحصى يومياً في أماكن العمل مع إضافة بعض المشاحنات اليومية بين أفراد المهنة الواحدة، وتحمل مطالب رؤساء العمل، وتلقي الطعنات من أقرب الناس سواء كان ذلك في العمل او المنزل أو الأسرة.
كل هذه الأشياء تمثل جزءاً من الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشخص بعد يوم طويل وأيضا نجد ضغوط مماثلة مثل تلبية احتياجات البيت المتزايدة دائمآ وعبء تعليم الأبناء ورعايتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم .
كل هذه الأمور تدور في رأس الأب والأم أو كل من يتحمل مسئولية عموماً، والمشاكل والخلافات الزوجية التي لا يخلو منها أي بيت، والتي تترك آثاراً سيئة على نفسية الأطفال والأبناء عموماً، حتى الأطفال يقع عليهم عبء وضغط نفسي للتفوق والنجاح. والشباب أيضآ يفكرون في المستقبل والوظيفة وتجهيز أنفسهم لحياة جديدة لها متطلبات لا تنتهي .
فكل خطوة يخطوها الشخص الأن أصبحت غير سهلة وليس بها السلاسة والمرونة والبساطة التي كانت تتوفر في الماضي، مما يؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية بشكل كبير، ومع تراكم هذه الضغوط النفسية بسبب مشاكل الحياة العصرية المختلفة، فسرعان ما يصاب الكثير من الأشخاص بحالة من الاكتئاب نتيجة هذه الضغوط النفسية التي لا تنتهي.
ودعونا لا ننسي أيضا التفرقة بين الأبناء في المعاملة أو التربية ولا أقصد في بذلك الجانب المادي فقط ولكن أقصد الجانب الأسري والمعنوي وعدم ترك أحساس الوحدة يحارب كل من هؤلاء الأبناء حتي نستطيع أن نبني مجتمع سليم نفسيآ وناجح معنويآ.
لذلك نصيحتي لكل رجل او أمرأة قبل أن تسعوا إلي الارتباط وتكوين أسرة لابد من الأخذ في الأعتبار أنك تبني مجتمع وحتي يصبح ذلك المجتمع ناجح لابد من أن تتحقق شروط النجاح والتفاهم بين افراد الأسرة الواحدة وسماع الأخر وذلك لبناء أسرة ناجحة يجب دراسة سلوك الفرد جيدآ وكلما زادت علاقة الفرد بربه زاد نجاح ذلك الفرد في تكوين أسرة سليمة تخلوا من اي تعقيد أو سلوك نفسي غير حضاري حتي نرتقي بالمجتمع أيضا الذي نحيا به.

زر الذهاب إلى الأعلى