في زيارة تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي بدأ زيارة لمصر هي الأولى منذ سبع سنوات شهدت فيها العلاقات الثنائية مرحلة من الجمود، والثانية له بعد مشاركته في أعمال القمة العربية بشرم الشيخ عام 2015.
وتأتي زيارة أمير قطر إلى القاهرة بعد المصالحة التي تمت خلال قمة العلا بالسعودية من العام الماضي والتي أنهت ثلاث سنوات من القطيعة الدبلوماسية والاقتصادية بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية.
وبعد وساطات، كان أبرزها من دولة الكويت، انعقدت في محافظة العلا بالسعودية، في 2021 أعمال القمة الخليجية الحادية والأربعين بحضور أمير قطر، وشارك عن الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري.
وشهدت العلاقات بين مصر وقطر تطورا إيجابيا ملحوظا منذ أن وقعت الدولتان على اتفاقية العلا في السعودية مطلع عام 2021، والتي أنهت الخلافات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية.
في نهاية مارس الماضي، التقى في القاهرة رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة قطر، إذ تباحثا في مجموعة من الاستثمارات القطرية والشراكات التي ستضخها الدوحة في الاقتصاد المصري بإجمالي يصل إلى خمسة مليارات دولار.
وعقب الزيارة أعلن مجلس الوزراء أن القاهرة والدوحة اتفقتا على توقيع اتفاقات استثمارية بقيمة خمسة مليارات دولار.
وبمناسبة حلول شهر رمضان الماضي وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التهنئة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وعقب قمة العلا في السعودية العام الماضي في مايو 2021 وجه أمير قطر دعوة إلى السيسي لزيارة الدوحة، وبعدها بحوالي ثلاثة أسابيع نقل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، دعوة مصرية للأمير تميم لزيارة القاهرة، حيث كانت الزيارة هي الأولى لمسؤول مصري رفيع إلى قطر منذ تدهور العلاقات في عام 2013.
وفي أغسطس 2021 أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، محادثات في بغداد مع أمير قطر على هامش قمة التعاون والشراكة في بغداد.
واتفق الزعيمان خلال اللقاء على أهمية مواصلة التشاور والعمل من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة واستمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي، اتساقا مع ما يشهده مسار العلاقات المصرية القطرية من تقدم.
وأكد السيسي حرص مصر على التعاون المتكامل المثمر من أجل الخير والبناء والتنمية ودعم التضامن العربي في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، وذلك كمبدأ ونهج استراتيجي راسخ للسياسة المصرية.
من جانبه، أعرب أمير قطر عن تقديره للتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية، وإشادته بما تم في الآونة الأخيرة من تبادل للزيارات واستئناف لأطر التعاون بين البلدين، كما أكد تطلع الدوحة لتعزيز التباحث مع القاهرة حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يخدم تطلعات الدولتين.
وفى مارس ٢٠٢٢ استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير خارجية دولة قطر، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، إلى جانب علي بن أحمد الكواري وزير المالية القطري، وعبد الله الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة القطري، والسفير سالم بن مبارك آل شافي، سفير دولة قطر بالقاهرة.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بزيارة وزير الخارجية القطري إلى القاهرة، طالباً نقل تحياته لأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، ومثمناً التقدم الملموس في مسار العلاقات المصر يةـ القطرية، والذي من شأنه أن يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، ويعزز جهود الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية.
من جانبه؛ أعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن تشرفه بلقاء الرئيس، ناقلاً للرئيس تحيات الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وحرصه على توطيد العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين بما يعزز الأمن والاستقرار للمنطقة، وكذا تقديره لجهود الرئيس لدفع العمل العربي المشترك والحفاظ على السلم والأمن على المستوى الإقليمي خلال المرحلة الدقيقة الحالية التي تتعاظم فيها التحديات.