المَغْنى حياة الروح.. المشهد الغنائي المصري وتحولاته في “صالون عبد الحميد إبراهيم”
أوضح الدكتور حسن علي، أستاذ الإذاعة والتلفزيون، وعميد الإعلام السابق بجامعتي بني سويف والسويس، أن “المَغْنى حياة الروح” حقًا، وأن المشهد الغنائي المصري يعكس ما مر به المجتمع من تحولات وهموم وآمال.
وذكر عميد الإعلام السابق، خلال محاضرته بصالون عبد الحميد إبراهيم، أن الغناء له ثلاثة أضلاع تشكّل المثلث المعروف؛ الضلع الأول: الكلمات ودور الشعراء، الثاني: اللحن والإبداع الموسيقي ودور الملحن، الثالث: المطرب والمؤدي والمغني.
وأضاف: الغناء المصري مرَّ بخمس محطات كان لها بصمات واضحة في تطويره والارتقاء به؛ وهي محطة سيد درويش، المحرَّر من التخت التركي وصاحب البدايات المصرية، والقاعدة الصلبة التي قامت عليها المدرسة الموسيقية المصرية.. ومحطة رياض السنباطي المطوِّر والمحافظ على التراث.. ومحطة محمد عبد الوهاب صاحب تطور الجمل اللحنية والاقتباس والانفتاح علي الموسيقي الغربية.. ومحطة أم كلثوم التي شكلت محظة مهمة في الغناء المصري والعربي، لاسيما بـ”الأطلال”.. وصولاً إلى محطة محمود الشريف ومحمد الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي.
وتابع: هنا ينفتح الباب علي ملف ساخن صاخب أثار الكثير من الضجيج وهو “أغاني المهرجانات” وما ارتبط بها من تسفل وتدنٍ.. رغم ما حققته من انتشار واسع لم تكن تحلم به أم كلثوم ولا عبد الحليم حافظ! ففي ساعات قليلة تصل الأغنية من هذه المهرجانات إلى ملايين المشاهدين، بفضل التكنولوجيا.
وأشار أستاذ الإذاعة والتلفزيون إلى أن مشايخ وعلماء الأزهر أسهموا في تطوير فن الغناء تأليفًا وأداءً، وكان الشيخ حسن العطار يعزف على العود وله إسهامات في التلحين.
وفي كلمته، ذكر د. حسام الزمبيلي، رئيس الصالون، أن الجدل حول الغناء هو جزء من الجدل حول ما يُعرف بالأصالة والمعاصرة، الذي له ساحات عديدة من الأدب والفكر والسياسة حتى الموسيقى والغناء.
وأضاف: الفنون بصفة عامة مسرح كبير، ولها جانب مشرق يسمو بالنفس الإنسانية، وجانب مظلم يجذب النفس للحضيض. والموسيقى شأنها شأن الإنترنت؛ تكون مفيدة إذا كانت استراحةً للنفس، وضارة إذا شجعت المرءَ على الهوى.
أما د. محمد صالحين، الأمين العام للصالون، وأستاذ الفكر الإسلامي بكلية دار العلوم بجامعة المنيا، فقد بيَّن أن الخلاف الفقهي حول الغناء ليس جديدًا، وسيبقى خلافًا مفيدًا وليس ضارًّا؛ لأنه يجعلنا نُطلّ على مبررات من قالوا بالحرمة ومن قالوا بالجواز؛ فربما من قالوا بالحرمة ذهبوا إلى ذلك مراعاةً للكلمات، أو للأجواء المصاحبة للأداء.
وتابع: المغالاة في أحد الموقفين من الغناء ليست صوابًا، وكلُّ أمر له شروط ومواصفات إذا توافرت صرفنا الأمر للحل، وإذا انتفت قلنا بالحرمة.
وبشَّر الأمين العام للصالون بأن المحاضرة القادمة، في الجمعة الأخيرة من شهر فبراير، ستكون عن الآثار الإسلامية للأكاديمي البارز الدكتور محمود مسعود إبراهيم، أستاذ الآثار بكلية الآداب بجامعة المنيا.