الوعي.
بقلم /أحمدالدريني.
الوعي إتساع أُفق وليس محدودية أومجموعات أوفئات، لذا إنتبه من فخ التصنيف فالوعي هو :
القُدرة على فهم الذات ومن ثم القدرة على التواصل والإنسجام مع المجتمع الذي تعيش فيه وليس الإنفصال عنهم بداعي التطور والإرتقاء في الوعي،فالوعي هو جزء منك وفي الصورة الكبيرة جميعُنا نُمثل مبدأ الوحدة،
ثم ماذا….
فإذا كان أحدنا يفكر بطريقة الإنفصال والأفضلية والتصنيف هذا واعياً وهذا غير واعياً لمجرد أنه لايتحدث لغتك المعرفية،فإنتبه هُنا : لأنك على المدى البعيد ستدخل في صراع الأفضليه بأن تتوهم أنك خيراً منه وينتابك الغرور أنك خُلقت من طين ومن طبقة عالية والأخر خلق من نار ومن طبقة هابطة ،الذي أخرج إبليس من الجنة ،
وأما بعد وما المقصد هُنا :
أن الوعي لايُعطيك أي أفضلية على أحد إطلاقاً
ولكنه يُفعّل بداخلك ، الرحمة، والحكمة، والقوة ،
بمعنى أن …. تفعيل الرحمة :
أي أن لتمتلئ بالحب في داخلك و ترحم ذاتك بكل صورها حتى تستطيع أن ترحم غيرك ليظهر لك المعنى والمغزى في كل شخصاً ،فلكل شخصاً موجوداً رسالة حتى ولو كان عابر سبيل أمامك ولن تفطن لهذه الرسائل إلا إذا خلعت ثياب التصنيف والأفضلية الزائفة فنحنُ لا أحداً منّا أفضل من الأخر ولكن بوعي أحدُنا تصبح مساحة لإختبار معاني أكبر
ومشاعر أكثر مع كل روح في التجربة الحياتية.
تفعيل الحكمة : أي أن لتفهم الأسباب التي جعلتك تتواجد في المجتمع أو البيئة التي خُلقت فيها لتُكمل رسائل روحك فلروحك دروس ورسائل أتت لتُكملها وتفهمها ولن تستطيع إستكمالها مالم تشرب من كأس العلم الحقيقي حتى تفهم كل رسالة وتُدرك تجربتها وأدواتها التي منحها -الله-عز-وجل-لها كالعقل والقلب والجسد وتتحد معهم لتوحد بإسم خالقها جل فى عُلاه.ويُفتح لها ولك باب الوعي والتوضيح والإدراك .
تفعيل القوة : أي أن لتحمى الروح تجربتها يجب أن تكتسب القوة لتُدافع عن نفسها وعن أدواتها في الظاهر والباطن وفي العمق تحمي حدودها وتأخذ كامل حقها في التجربة، وتُعلّم بحكمتها من لم ينضُج ويتعلم ويفهم دروسه حتى لا تعود وتندم على الفرصة الكبيرة التي تتواجد فيها ،وهي الحياة التي يتقاتل عليها مليارات الأرواح،فإن الوعي لايفصلك ولا يعزلك ولايفضلك على أحد بدافع أنك إرتقيت والبقية مازالوا يجب أن يجتهدوا حتى يصلوا إليك فهذا قمة الغرورالذي لبس رداء الوعي والحكمة ولكن في باطنة شيطنة ،ولكن الوعي الحقيقي هوعين الرحمة والحكمةوالقوة الرادعة والمُعلمة لكل مُستغل ومُستنزف ،فالتعلم أن في الجميع هُناك حكمة في كل خلق -الله-عز-وجل- حكمة حتى في نسمة الهواء العابرة حكمة أيضاً ، والحكمة ليست حكراًعلى أحدوليست مُلكاً لأحد فكلاً منّا حكيم بطريقته وكلاً منّا حكيم بأسلوبة فالحجر والشجر والبشر والطير والحيوان كل له منطِقةالذي يحتاج منك أن تفهمه وليس العكس فلا أحداًمنّا أفضل من الأخر ،
إلا من أتي -الله – عز- وجل- بقلب سليم .
وفى الأخير …
المُحب دائماً يختار المحبة
فالحب والرحمة هما الأساس فى عَمار الحياة .