نقلا عن أخبار اليوم
خلال ١٢ يومًا فقط، استطاع «محمود شكل» وفريق عمله إنقاذ مصريين من القصاص في محاكم السعودية عد أن جمع مبلغ الدية المطلوب وهو ٧ ملايين ونصف المليون ريال، هذا المبلغ كان فيه حياة أثنين مصريين، وعلى صعوبة الموقف بل وصوله إلى الاستحالة استطاع أن ينقذ ابن محافظة المنيا هذين الشابين قبل فوات الأوان، من خلال جهود الكثير من المصريين بالخارج وتبرعهم لإنقاذ أبناء وطنهم. وحتى نعرف تفاصيل هاتين القضيتين وما جرى فيهما، وكيف أنقذهما؟! كان لنا معه هذا الحوار
من المؤكد أنك عانيت كثير لتصل إلى ما وصلت إليه.. هل من الممكن أن تشرح لي كيف كانت البداية؟
البداية لم تكن سهلة على الإطلاق، ولم يكن في مخيلتنا أن نصل إلي ما وصلنا إليه، الحكاية كلها بدأت ببعض الاجتهادات البسيطة مني ومن فريق عملي للتواصل مع بعض المصريين بالخارج من أجل إنقاذ بعض الأخوة
استطاع فريق العمل عرض القضيتين على الكثير من المصريين العاملين بالمملكة، وغيرهم العاملين في الإمارات والكويت وقطر، بالإضافة إلي رجال أعمال سعوديين، ومستثمرين عرب، من كل الجنسيات، بجانب هيئات وشركات استثمارية وغيرها، منها الشركة السعودية للحديد والصلب والشركة الدولية للنقل الجماعي، ومجمع مدارس خاصة، والذين ساهموا بمبالغ كبيرة ساعدتنا إلى أن ننجح في جمع ٧ ملايين ونصف في أقل من ١٢ يوما.
هل هذه المبادرة مكتوب لها الاستمرارية؟
أتمنى ذلك، يكفيك أن تعرف أنه بمجرد فتح هذا الملف اصطدمنا بواقع أشد قسوة، وحقيقة مؤلمة، هناك مصريين في السجون السعودية، حاولت أسرهم التواصل معي لتولي قضيتهم، والحقيقة أنه في كل قضية تعرض على أزداد خوفا من الإخفاق فيها، خصوصا وأن البدايات – من وجهة نظري – تحمل اندفاعة لحظية للناس تدفعهم إلى التبرع، لكن عندما يكون الأمر بصفة مستمرة فإن الأمر من الممكن أن يزداد صعوبة، لكن مع ذلك، فكل قضية ولها طريقتها، وكل حكم وله حيثياته، ولا علينا إلا العمل لمواصلة ما بدأناه، وأن نكون العون لكل مصري تعرض ابنه أو شقيقه أو أبيه للسجن وهو يبحث عن لقمة عيش بالحلال في غربته.
ما العراقيل التي تواجهك في طريقك خصوصا وفدية المحكوم عليه بالإعدام تختلف باختلاف الجريمة؟
العراقيل كثيرة، لكن أكثرها هو الكلام المحبط، ينخر في عزيمتنا ويصيبنا بالإحباط، خصوصا وأننا نأمل منذ أن بدأت مبادرتنا أن ننهي عقوبة كل مصري مسجون فى غربته
ولا أخفيك سرًا، معنوياتنا هي أهم شيء نمتلكه لمواجهة هذه الأمور، منها ما يدفعنا إلى استمرار ما بدأناه، ومنها ما يجعلنا نفكر في التراجع، لكن كلنا كـ فريق عمل وضعنا أمام أعيننا حلم نريد أن نصل إليه، ألا وهو أن نرى بأعيننا لحظة خروج السجين المصري بعد دفع الدية له وإنقاذه من الإعدام.
من ضمن تلك العراقيل التي تواجهنا هي محاولتنا في إقناع ذوي المجني عليهم في قبول الدية، لأنهم – وهذا حقهم – لا يريدون إلا القصاص لذويهم، ونحن نتفهم هذا الأمر، ولا نلوم عليهم، لكن نحاول قدر استطاعتنا في أن نقنعهم بقبول الدية، ونحن نعلم أن محاولتنا تلك التي هدفنا فيها إنقاذ حياة مصري، تُقابل في أحيان كثيرة بالرفض لكن هذا ما نستطيع فعله.
من ضمن العراقيل التي تواجهنا هي ملابسات القضية، وحيثياتها، من المعلوم أن هناك قضايا خطيرة، وخطورتها في تفاصيلها، لذلك نحاول أن نقف على أرضية مشتركة مع أهل المجنى عليهم نحاول بالتفاوض معهم أن نصل لحل وسط، وفقا لمبدأ «لا ضرر ولا ضرار».
كيف تتواصل مع المصريين بالخارج وإقناعهم بالتبرع لفدية مصري محكوم عليه بالإعدام؟
التواصل مع المصريين في الغربة لا يعد أمرًا صعبًا، ولا أجد فيها مشكلة، بالعكس، المصريين في الغربة يحاولون بقدر استطاعتهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا يدخر أحد منهم وقتًا أو جهداً في مساعدتنا إلى نصل إلى حلمنا. بل أن منهم من يتواصل معنا محاولا التبرع بكل ما يستطيع، وعلى هذا يُشكرون، لأنني بدونهم لم أستطع وفريق عملي الوصول إلى ما وصلنا إليه.
هذا الملف فيه الكثير من القضايا المعلقة، هل ترى أن من واجبك الآن السعي فيه قدمًا كي تصل إلى فدية كل سجين مصري في السجون السعودية؟
دعني ألفت نظرك إلى أمر أجده من وجهة نظري مهمًا، بمجرد الشروع في تنفيذ هذا الأمر، استطعنا أن نشكل فريق عمل كامل مكون من 27 شـاب جامعي، وعلى رأسهم المستشار القانوني أحمد حسـين، والمستشار القانوني أحمد حسـن، بداءنا جميعًا كـ فريق عمل واحد في فتح التواصل مع الجهات المعنية والمختصة للوقوف على كافة الأمور التي تمنع تعطيل إنهاء القضية، وحاليا بعد أن انتهينا من قضيتي «احمد المنسي» و «محمد حسن» استطعنا جمع مبلغ الدية المطلوب، بدأنا فورا في فتح قضايا آخرى، وصل عددها حتى الساعة التي أحدثك فيها ما يقرب من ثلاثمائة قضية، ونحن عازمين على إنهائها على أكمل وجه.
كل ما نطلبه الآن هو الدعم، وأن تؤخذ مبادرتنا بعين الاهتمام، وأن يكون هناك توجيه رسمي بتعميم الأمر والشروع في تنفيذه فور دراسة القضية المطروحة.