وجدت جداريات تشرح لنا كيف أهتم المصري القديم بتربية النحل وأستخراج العسل ومنها مقبرة شخص يدعي ( باباسا )وهى من أجمل مقابر النبلاء في جبانة العساسيف الدير البحري بمحافظة الأقصر التى تحمل رقم( TT279)
وهى من عصر الاسرة السادسة والعشرون العصر المتأخر
وهي تحكي لنا عظمة حضارة مصر القديمة
• وتم حفر المقبرة في باطن الجبل المجاور لمعبد الملكة (حتشبسوت).
• وللأسف تم نقل تابوت (باباسا )المصنوع من حجر الجرانيت الى متحف
( كيلفينغروف الفني) غلاسكو في اسكتلندا.
ويعتبر( باباسا )من اهم النبلاء في الاسرةالسادسة والعشرون حيث كان يشغل العديد من المناصب الممروقة..
• مستشار خاص لملك بسماتيك الأول.
• كبير كهنة معبد أمون وتحوت.
• رئيس بيت المتعبدة الإلهية لآمون الملكة نيتوكريس الأولى.
وتحتوي المقبرة على نقش على الجدران للحياة اليومية لمصريين القدماء بالإضافة لمناظر عميلة تربية النحل في حضارة مصر القديمة.
وتوجد رسومات الوزير باباسا على الجدران مع العائلة ونقش اخر في حالة عبادة الإله والمعتقدات الدينية عند المصريين القدماء
وتم تصميم المقبرة بأسلوب محفور في باطن الأرض، حيث تبدأ من خلال درج للأسفل ثم بوابة من الطوب عليها نقش ونصوص من اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية ثم درج بطول أربعةأمتار للأسفل يتجه الى حجرة الدفن.
ويوجد على جدران الدهليز الصغير نقش يشير الموكب الجنائزى ل( بابسا) مع تواجد مجموعة من الأشخاص الآلهة مدينة ابيدوس ويوجد هناك نصوص باللغة الهيروغليفية ورسومات بتواجد ابنه مع الثور (بوخيس) اثناء حضوره مراحل دفن والده.
ويوجد نقش اعلى العتبة الداخلية تظهر فيه الإله ( اوزيريس ) والاله المزدوج (رع حوراختي) مع الوزير (باباسا )ونص خراطيش الملك بسماتيك الأول وابنته (نيتوكريس )على الجدران.
وهناك ثلاث أعمدة مربعة الشكل مرسوم على نقش للحياة اليومية للمصرين القدماء، حيث تحتوي على نقش لغرفة نوم يتم تحضيرها للاستخدام ونقش عزل الرجال وعميلة تنظيف الأسماك وصيد الطيور بالعصا في حضارة مصر القديمة.
ويوجد داخل غرفة الدفن الخاصة( باباسا) يوجد على جدران الغرفة نقش باللغة المصرية القديمة فريد ومميزلمراحل تربية النحل عند المصريين القدماء وزراعة الكروم وحصاد الفاكهة بالإضافة لمجموعة من النقوش والنصوص الهيروغليفية للوزير( باباسا) على جدران الفناء.
تحتوي المقبرة على قاعة كبيرة مرتكزة على ثمانية أعمدة مزينة بنقوش وزخارف للالهة والمعتقدات المصرية القديمة ولكنها غير واضحة ثم عمود دفن( باباسا)
واستخدم المصريون القدماء عسل النحل خلال المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الدينية، وكان كعك العسل في كثير من الأحيان الاختيار الأمثل للأثرياء، وأصبح الطلب على العسل عظيماً مما جعل قيمته ترتفع، بحيث لا يستطيع سوى الأغنياء الحصول عليه، وغالبًا ما يشار إليه باسم الذهب السائل، ليس فقط للون العسل، ولكن لقيمته العالية، واستخدامه كوصفات للعلاج من الأمراض .
وجاءت مقبرة ( باباسا) في الدير البحري بوادي الملوك غرب الأقصر لتؤكد اهتمام المصري القديم بالعسل واستخدامه في كثير من مناحي الحياة.
أن المصريين القدماء اعتبروا النحل حشرة مقدسة تهب الشفاء، هذا ما أكدته جميع البرديات المصرية الطبية القديمة، التي ذكرت منتجات النحل، مثل البرديات الطبيه( أدوين سميث) التي تحدثت عن الجراحة والاستعانه بمنتجات العسل في الشفاء، أيضا بردية( أيبرس) وبردية (كاهون) التي تناولت أمراض النساء، وعثر عليها في الفيوم، والتي تضم كافة استخدامات العسل كمحاليل وعلاجات لأمراض النساء، إلى جانب بردية ( هرست) وهي متعلقة بأمراض الجهاز الهضمي والبولي باستخدام العسل، وبخلاف تناول عسل النحل في أغراض طبية، فكان يقتصر استخدامه على الملوك وكبار رجال الدولة
وكان المصريين القدماء أول من عرفوا التعامل مع المناحل، وأول من استأنسوا حشرة النحل في العالم القديم، وقاموا بتربيتها داخل خلايا، وتظهر النقوش التوضيحية لعسل النحل على جدران مقبرة (باباسا) الموجودة في الدير البحري بوادي الملوك غرب الأقصر والتي توضح استخدام المصري القديم لعسل النحل، علما بأن المصري القديم لم يعمل في مهنه اصطياد العسل، لأنها مهنة اقتصرت على العرب وفي عهد الحضارات القديمة، حيث كان يتوجه صياد العسل إلى الجبال والشجر لجلب العسل، ويعمدوا لهدم خلية النحل بعد أن يحصلوا على العسل، ثم ينتقل النحل للبحث عن مكان آخر لعمل خلية أخرى، وهي مهنه مازالت موجودة في دول شرق آسيا.
و المصريين القدماء أنتجوا ما يسمى بالنحل الرحال، والذي يبدأ من منطقة جنوب مصر، في نهر النيل منطقة الشلالات خلف السد العالي حاليا، وكان يتم وضع النحل في خلية نحل مصنوعة من الفخار ” طمي النيل “، مع وضعها على قارب خشبي، ويتم تحريك القارب ليلا، ومع بداية ظهور الشمس يقف القارب في المكان الذي وصل إليه، ويتم فتح منفذ خليه الفخار للنحل، لكي ينتشر على الزراعات، ويتم وضع علامات في خارج القارب، فإذا ارتفعت مياه النيل عن هذه العلامات، فهذه علامة أن خلايا النحل الفخرية امتلأت بالعسل، وبعدها يستقر القارب بالقرب من معابد القدماء المصريين، المطلة على ضفاف النيل، ويبدأ في صب العسل وإعطاءه للمعابد الذي كانوا يعتبروه مشروب الهي.
قام النحالون المصريون بخلق خلايا النحل من طين نهر النيل، كانت هذه الخلايا الأسطوانية مكدسة أفقيا في صفوف تصل إلى ثمانية، ويمكن أن تحتوي المزرعة الواحدة على ما يصل إلى خمسمائة خلية، والدليل على فهم المصريين لجدوى نحل العسل موثقة في بردية من القرن الرابع قبل الميلاد اكتشفها علماء الآثار، والتي تشير إلى بيت النحل التي ذكرتها أسطورة “عين رع”.