وقال الليث: عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعتُ النبي ﷺ يقول: الأرواح جنودٌ مُجنَّدةٌ، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
الأرواح جنود مجندة…ما تعارف منها أئتلف..وما تنافر منها اختلف…
وحينما عبر القرآن الكريم بلفظ الشغف في سورة يوسف عن زليخة وقال قد شغفها حبا،
وعرفنا ان الشغاف هو غلاف رقيق جدا يغلف جدار القلب
بين مدي الحب ولاين تعمق بداخلها.
الحب الحقيقي التقاء روحين.. والارواح لا تتنافس في الجمال ولا في الذكاء.. لأن كل الارواح جميلة وذكية.
إن الله_عز_وجل، خلق لكل روح روح أخرى تُماثلها وتُقابلها تسعد بلقائها وتشقى بفراقها..فالحب الروحي هو حالة من التكامل والتوافق ، فلكلاً منّا له توأم الروح موجوداً..ولكن ليس عليك سوى البحث عنه.. أوالقدر سيقوده إليك..فكل ماعليك فعله هو أن تكون مستعداً لإستقباله بقلب مُحب وعقل مستنير.. لأنه سيعبُر كل الحدود المتعارف عليها للقاء بك أو ما يُقال عنه جدران عازلة..فلن تتكلف معه بالحوار ولن تتجمل أمامه ولن تضغط على نفسك لأجل إرضائه..فهو صوت ضميرك…ستفكرون بنفس الطريقة وتتفقون على أمور كثيرة دون الحاجة إلى النقاش…
سيرفعك هذا الشّخص إلى مستوى روحي وفكري عميق..وسيجعلك شخصاً أفضل… سيعلمك شيئاً جديداً..سيكسر حاجز الأنا لديك.. سيكون مرآتك الّتي تبصر أخطائك وعيوبك… ستمرون بإختبارات كثيرة لإستحقاق كفاءة هذه العلاقة..
.وإن إستطعتم النجاح في الإختبار سترتقي معه إلى علاقة روحيّة وهي أسمى أنواع العلاقات على الإطلاق…لأن توأم الروح الحقيقي مرآة لك…إنّه من يُريك كل ما يشدّك للوراء…إنه من يسمع صوت قلبك…ويتقن قراءة عينيك..هو من يسمو بروحك للسماء….هو من يُبصرك بنفسك ويعلمك بأسرار تجهلها أنت عن نفسك..هو على الأرجح سيكون أهم شخصاً ستلتقي به…لأنّه سيهدمُ أسوارك ويعصف بك بقوة لطيفة لتغير حياتك…قناعاتك…أولوياتك… وتتوحدا سوياً بروحاً واحدة حتى وإن غاب جسده عنك ستظل الروح تسكنك ماحُييت
رائع كعادتكم