حقائق مثيرة..
ماذا يمكن أن تخبرنا صورة التلسكوب “ويب”؟
باختصار.. يمكن أن تخبرنا الصورة التي التقطها، التلسكوب جيمس ويب، الكثير عن الكون والبشرية في الوقت نفسه. لكن كيف؟
ذكر تقرير لموقع ذي أتلانتيك الإخباري الأميركي أن من بين الأمور، التي تخبرنا به الصورة التي أرسلها تلسكوب “جيمس ويب”، هو نجاح المشروع، فالأموال التي أنفقت على المشروع لم تذهب هدرا، وبلغت 10 مليارات دولار على مدار 25 عاما.
وكانت وكالة الفضاء والطيران الأميركية “ناسا” نشرت، الاثنين، صورة تحمل تفصيلا أكثر للكون، مقارنة بالصورة التي التقطها التلسكوب السابق “هابل”.
وتشارك في المشروع بالإضافة إلى وكالة “ناسا” وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية.
وذكر الموقع الأميركي أن الأمر الأكثر أهمية من كون الصورة الجميلة، هو أنها صورة تعطي نظرة جديدة تماما للكون.
وينظر إلى التلسكوب “جيمس ويب” على أنه الأقوى في مجال علوم الفضاء على الإطلاق، وجرى إطلاقه إلى الفضاء في أواخر ديسمبر 2021، والآن يبتعد عن الأرض مسافة مليون ميل.
وأوضح أن الأضواء الموجودة في المقدمة قادمة غادرت مجراتها قبل 4.6 مليار سنة، والضوء القادم من المجرات الموجودة في الخلف قطعت عمرا أكبر بالتأكيد، وهذه كله جرى التقاطه بتفاصيل غير مسبوقة بواسطة أقوى تلسكوب في التاريخ، مما يجعل هذه الصورة من أعمق صور الكون وأكثرها دقة تلتقطها البشرية للكون على الإطلاق.
وذكر الموقع: “إن وكالات الفضاء تهتف صوب الجمهور.. انظروا، إن هذا التلسكوب الفضاء الذي كلّف 10 مليارات دولار وأمضينا 25 عاما في بنائه ناجح شكل جميل”.
وصمم التلسكوب لرصد أجرام سماوية ضوؤها أقل من تلك التي كان يرصدها “هابل” بنحو 100 مرة.
وكان أكثر ما أثار دهشة علماء الفلك في الصورة أنها لم تكن أقصى ما لدى التلسكوب، وكانت بحالة جيدة، مما جعلهم يدركون أن هناك شيئا استثنائيا في قدرات التلسكوب، وبالتالي قدرات البشر.
وتعتبر كل صورة جرم سماوي يستطيع “جيمس ويب” الحصول عليها جزءا من الحقل الشديد العمق في الكون (صورة لبقعة في الكون تستخدم لرصد الأجسام ذات الألوان الباهتة).
ويعتبر مجال الحقول العميقة تخصص جديد نوعا ما، فقبل إطلاق التلسكوب هابل في عام تسعينيات القرن الماضي، كان علم الفلك يقوم على النحو التالي: اختر نجما أو مجرة أو أي جرم سماوي آخر تريد دراسته، وبعدها صوّب التلسكوب نحوه.
وتقول عالمة الفلك في جامعة تكساس، كايتلين كيسي: “لن تأخذ التلسكوب وتوجهه إلى بقعة فارغة من السماء، لأن ذلك سيكون مضيعة لوقت التلسكوب”، وحديث كيسي جاء في إطار كشف التغيرات التي حدثت بفعل التلسكوبات الحديثة.
وكان من بين متبعي الطريقة القديمة عالم الفل، بوب ويليامز، عام 1995، إذ قرر حينها أن يوجه التلسكوب نحو الفراغ في الفضاء.
وأعرب عن اعتقاده أنه إذا استمر على هذا الحال لعدة ساعات متتالية، فإن التلسكوب سيجد شيئا مثيرا، وكلما طالت مدة تحديق التلسكوب في اتجاه واحد فإن سيرصد مزيدا من الأضواء.
وكان حسده صحيح، حيث أدى ذلك الأمر إلى اكتشف أكثر من 3 آلاف مجرة عمرها يعود إلى آلاف السنين، لكن هذا الأمر تغير.
رصد الضوء الخافت
ومع مرور السنين، وصل التلسكوب “هابل” إلى حده الأقصى، فعمره حاليا يبلغ 32 عاما، ولن يستطيع رصد كواكب ونجوم أبعد مما رصد في الماضي، عن طريق الأشعة فوق البنفسجية مع مقدار ضئيل من الأشعة فوق الحمراء.
أما التلسكوب الجديد فيرصد الأشعة فوق الحمراء بشكل كبير، علما بأن أضواء الأجرام السماوية تسافر عبر الفضاء لمسافة طويلة وتصل الأرض على شكل أشعة تحت الحمراء، مما يعني أن التلسكوب الحديث سيعطي نظرة أكثر عمقا للكون.