زاوية المرسال

حكاية المسجد العمري فى غزة .. بقلم د.نسمة سيف

كتبت / نسمة سيف

حكاية المسجد العمري فى غزة بقلم د.نسمة سيف حكاية المسجد العمري في غزة

تقع مدينة غزة عند خط طول 34 درجة وخط عرض 31 درجة، وتعتبر نقطة التقاء بين آسيا وأفريقيا، حيث تربط بين مصر وبلاد الشام. تاريخياً، كانت غزة مركزاً حيوياً للمواصلات ومحطة للقوافل، مما جعلها مركزاً تجارياً عالمياً. بُنيت المدينة القديمة على تلة ترتفع 45 متراً عن مستوى سطح البحر، محاطة بسور عظيم يحتوي على عدة أبواب من جهاتها الأربع.

تُعتبر مدينة غزة عاصمة “لواء غزة”، الذي يحده من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق لواء الخليل وقضاء بئر السبع، ومن الشمال لواء الرملة، ومن الجنوب شبه جزيرة سيناء. قبل النكبة، كان لواء غزة يضم ثلاث مدن هي: غزة، المجدل، وخانيونس، بالإضافة إلى 54 قرية. لكن بعد نكبة 1948، اغتصب الصهاينة مدينة المجدل و45 قرية، مما أدى إلى بقاء شريط ساحلي ضيق بطول 40 كم وعرض يتراوح بين 5-8 كم. تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كم²، وقد استقبل مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة، مما جعل الكثافة السكانية فيه واحدة من أعلى المعدلات في العالم، حيث يشكل اللاجئون النسبة الأكبر من سكانه. يعتبر المسجد العمري أقدم وأعرق مسجد في مدينة غزة، ويقع وسط “غزة القديمة” بالقرب من السوق القديم، وتبلغ مساحته 4100متر مربع، ومساحة فنائه 1190مترا مربعا، يحمل 38 عامودا من الرخام الجميل والمتين البناء، والذي يعكس في جماله وروعته بداعة الفن المعماري القديم في مدينة غزة.
هو الكنيسة التي أنشأها أسقف غزة برفيريوس على نفقة الملكة أفذوكسيا وعندما فتحت غزة أيام الخليفة عمر بن الخطاب، جعلت هذه الكنيسة جامعا، ثم زيد فيها صف خيم من الجهة القبلية وأقيم فيه محراب ومنبر واتخذ موضع الناقوس منارة ثم فتح الباب الشمالي المعروف بباب التينة والنافذتان الشماليتان وكذلك الباب القبلي.
سمي بالجامع العمري نسبة إلى الخليفة عمر رضي الله عنه، وبالكبير لأنه أكبر جامع في غزة •
شيد هذا الجامع من قبل الملوك والوزراء والمصلحين كما تشهد بذلك الكتابات المنقوشة على أبوابه وجدرانه • وقد أنشأ له السلطان (لاجين) سلطان المماليك باباً ومئذنة سنة 697هـ / 1281م • وقام بتوسعته الناصر محمد، وعمر في العهد العثماني • وقد أصاب الجامع خراب كبير في الحرب العالمية الأولى، حيث هدم القسم الأعظم منه وسقطت مئذنته • وقد جدد المجلس الإسلامي الأعلى عمارة الجامع سنة 1345هـ / 1926م تجديدا شاملا وأعاد بناءه بشكل فاق شكله السابق.
ويمتاز المسجد العمري باحتوائه على مكتبة مهمة يوجد فيها العديد من المخطوطات في مختلف العلوم والفنون، ترجع نشأة هذه المكتبة إلى الظاهر بيبرس البندقداري وكانت تسمى في السابق مكتبة الظاهر بيبرس”

زر الذهاب إلى الأعلى