حكاية جلال الدين الحمامصي
كتبت الباحثة نسمة سيف
جلال الدين الحمامصي احد اعلام الصحافة المصرية ، واصحاب التجديد والتطوير في مسيرتها ، وكان المحرك الاساسي له مسيرته الوطنية الطويلة منذ بداية حياته ومن ذلك نذكر انه عندما كان طالبا في كلية الهندسة في جامعة فؤاد الاول _ القاهرة حاليا_ كان زعيما للطلبة بالكلية ، وفي عام 1935 اندلعت المظاهرات الطلابية تندد بالاحتلال البريطاني وتطالب بالدستور وتدعو الاحزاب الي نبذ الفرقة ووحدة الصف ، وعندما وصلت المظاهرة الي كوبري عباس ، قامت السلطات البريطانية بفتحه حتى تحول دون عبور الطلاب الي القاهرة وعندئذ هبط الطالب جلال الدين الحمامصي الي جهاز تشغيل الكوبري ، وتمكن من غلقه ، فتدفق الطلبة الي حي الروضة حيث كانت القوات البريطانية في انتظارهم ، ووقعت معركة دامية سقط ضحيتها من كلية الآداب العديد من الشهداء علي رأسهم محمد عبد الحكم الجراحي.
وبعد تخرجه اتجه للعمل في الصحافة وكان الدافع الوطني هو المحرك له حتي بعد خروج الاحتلال البريطاني من مصر نجد ان الدافع الوطني في مناقشة قضايا سكان المحافظات المصرية كان الدافع له في بداية الستينات فقد فكر الاستاذ جلال الدين الحمامصي شريك الاخوين مصطفي وعلي امين في توسيع دائرة الاهتمام الصحفي بأحوال الناس في الأقاليم خارج القاهرة فقد كان الاهتمام بها بصورة هامشية ، وفي عام 1966 بالتحديد تم تأسيس قسم جديد بعنوان ماذا يجري خارج القاهرة وتم اختيار الصحفيين جمال بدوي وزين الدين شكري للإشراف علي القسم وتم تخصيص صفحتين كاملتين لنشر الاخبار والتحقيقات من كافة المحافظات ، فتم بذلك كسر الاحتكار الاعلامي الذي كانت تتمتع به القاهرة .
واخذت الصحف الاخري تقلد هذا الباب وتخضص مساحات كبيرة لأخبار المحافظات ، وابتكرت الاذاعة والتلفزيون برامج علي هذا النمط.
13 دقيقة واحدة