يبحر بنا الزمبيلي بكتابه الجديد (حكيم عيون) في بحر علوم طب العيون، رغم صعوبة الخوض في هذا التخصص لا سيما العامة، غير أنه تمرد على لغة العلم الجامدة، ذات الصبغة الأكاديمية، وأفرد لنا كتابًا ذي صبغة علمية بلغة قشيبة بسيطة سلسة، يفهمها العامة قبل الخاصة. من العنوان تجده سلك طريقًا أدبيًا في بسط مادته؛ (حكيم عيون)، العنوان لولا تذييله بجملة (باقة زهور من بستان حكمة طب العيون) لقلت عنوان رواية، لذا أرى أنه أصاب عين الكمال بهذا العنوان البليغ.
الكتاب الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2022 ، يعد من الكتب النادرة التي تقوم بتبسط المادة العلمية بلغة رشيقة، وجاء الكتاب في 187 صفحة من القطع المتوسط، مقسمًا لخمسة أبواب، والأبواب لفصول، ملحقًا بها بعض الرسومات والصور الملونة لتبسيط مادته العلمية.
كانت مقدمة الكتاب بمثابة احتجاج لما آل إليه حال تبسيط العلوم من وهن، ومن واتساع الفجوة بين العلماء والعامة فيقول ” رجال علم قضوا حياتهم بين أروقة الجامعة وبين أنابيب المختبر……….تجربة أكسبتهم قسوة ………….. وأبعدتهم أيما بعد عن الرومانسية والشاعرية والأحاسيس، فابتعدوا عن القارئ العادي، واكتفوا بالقارئ المتخصص، واتسعت الفجوة بين العلماء والعامة”
ثم شرع الزمبيلي يشق عباب البحر، بينما سفينته بعذوبة تمخر بثقة وهدوء، فطاف بنا أرجاء العين، تشريحًا وتوظيفًا، ثم أمراضها وأوجاعها، حيث جعل بابًا لكل مرض؛ فباب للمياه البيضاء، وآخر للزرقاء، وللقرنية، وانفصال الشبكية، وغيرها، ثم تكلم عن الليزك وقصر النظر، ثم اختتم كتابه بفصل، يحوي أسئلة وأجوبتها عن المياه البيضاء والزرقاء والليزك.
في الحقيقة، إجمالا الكتاب قيم، ولا يصدر إلا عن مالك لناصية العلم. فتحية إجلال وتقدير للأستاذ الدكتور حسام الزمبيلي، الأستاذ بطب جامعة المنيا.