أهم الأخبارزاوية المرسال

حياة ( الروح ، الجسد ) وسلطة النفس .

حياة ( الروح ، الجسد ) وسلطة النفس .
————————————————–

دوماً ما يقال أن لكل مقامٍ مقال ونحن نتفق مع ذلك تماما حيث مقالنا الآن لمقامٍ عالي و غالى ألا وهو حياة الإنسان منا ، فى البداية يتحتم علينا قبل الشروع فى تفاصيل حديثنا أن نوضح معنى هام ألا وهو ما المقصود بالحياة ، اصطلاحاً عرّفها العلماء بأنها “هى إتصال الروح بالجسد لمدة حددها الخالق سبحانه وتعالى للإنسان وهى عمره ،حتى إذا انفصلت الروح عن الجسد إنتهت حياتة ”

و لذلك نجد أن حياه الانسان تنقسم إلى جزئين هما حياة الجسد و حياة الروح ، الحياة هى هبة الخالق لمخلوقاتة والمخلوق مؤتمن عليها لا يحق له التصرف فيها كيفما شاء بل بما أمره الخالق سبحانه وتعالى وبما لا يتعارض مع الهدف الأسمى من الخلق ، ولابد من المحافظة عليها حتى يقضى الله أمره فى البشر ، فى الغالب الكل يتحدث عن الجسد وأن لجسدك عليك حق ويجب الإهتمام به ورعايتة والمحافظة عليه ونحن نتفق مع ذلك ولا خلاف ، فترى الإنسان يهتم بكل التفاصيل المتعلقة بالجسد من مأكل ومشرب يختار الأفضل لتغذية جسده وكذلك فى الملبس يختار الأنقى والأجود ومايناسبة ويجعلة فى أبهى صور الجمال والمظهر الحسن وحتى الإهتمام بصحة جسدة من الآلالم التى تلم به يبحث عن أفضل الأطباء والعلاج ولايهمل الجانب الرياضى فيهتم الكثيرين بجسده من ممارسة الرياضة سواء فى النوادى أو صالات الألعاب الرياضية كالجيم وغيرها

ولكن الكثير أحياناً يهمل فى حياة روحة يتناسى إنها آيضاً لها حق عليه ، بل يمكننا ألقول بأن للروح حق قد يعلو فى المقام على الجسد ، فالجسد مستمر للفترة التى قدرها الله له وهى عمر الإنسان ، بينما الروح تستمر أكثر فتستمر فى حياة البرزخ بعد الموت وهى فترات أكثر بكثير من العمر على الأرض ، الروح هى المحرك والفاعل الأكبر فى حياة الانسان عموماً فهى من تمنح الجسد الحياة بلاشك ، ومن أروع الدلائل على كلامنا هى مقوله إبن حزم الأندلسي حين قال:
” إنما تأنس الروح بالروح . وأما الجسد فمستثقل ودليل ذلك إستعجال المرء بدفن جسد حبيبه اذا فارقته روحة ، وأسفه لذهاب الروح وإن كان الجسد حاضرا بين يديه ”

وبما أن الأمر كذلك فمن الضرورى أن يعطى الإنسان لروحة الإهتمام الكافى بها ، يهتم بها كإهتمامه بجسده وأكثر يغذيها بكل مشاعر الحب والتصالح النفسى من التسليم بالأقدار و الإهتمام بالقرب من خالقه و عبادتة حق العبادة وان ينئ بها عن كل مايؤذيها من علاقات ومواقف ترهقها وتؤذيها ، فللروح وعاء يجب أن يبقى الإنسان حذراً فيما ينجرف إلى هذا الوعاء فكثير من المشكلات الحالية والتى أصبحت كثيرة التردد على مراءى ومسمع من الجميع هى بسبب الأذى الروحى للإنسان من علاقات خاطئة ومواقف عصيبة ومشاعر مختلطة تقود روح الإنسان لإرتكاب الأخطاء مستخدما الجسد فى تنفيذ هذه الأخطاء

كثرت فى الأونة الأخيرة الحوادث الكثيرة من الإنتحار والقتل العمد وانتشار الإدمان والعديد من الحوادث والمشكلات الغريبة على مجتمعاتنا الشرقية ، معظم منفذيها يعانون من إنهزمات ومشاكل روحية ، بالتاكيد هناك أسباب كثيرة لهذه الإنهزامات منها البعد عن طريق الهداية والعبادات وشرب المخدرات والمسكرات وإنعدام الثقافة وأسباب كثيرة لايتسع المقام لذكرها الآن ، لكننا نرى أمر آخر يتعلق بالإنسان نفسه ، إذا نجد أن الانسان بطبيعتة يبحث دوما عن الجودة فى الأشياء ، فى المأكل والملبس وحتى فى إقتناء مايستخدمة من أجهزة شخصية ومنزلية ، لكنه أحيانا ً يهمل او يخطئ فى إختيارة لجودة العلاقات وهى التى تمثل الإختيار الأهم ، فالعلاقات تستمر أكثر من الأشياء وتأثيرها أيضاً أكبر فالجيد منها يجعل للحياةقيمة ومعنى و السيئ منها يجعلها عكس ذلك ، فتبدأ من هنا مداخل النفس الأماره بالسوء للسيطرة على الإنسان فتبداء فى توليد رغبات ألإنتقام لديه فتدفعة للإنتقام من المجتمع ككل سواء من الأهل او من غيرهم إما بالتخلص من حياته او حياة الآخرين ، وتصور له وتقنعه بأن ذلك هو الحل الأمثل للأسف

من المؤكد ان النفوس البشرية ليست واحدة ، والنفس هى كثيراً ماتتحكم بالإنسان روحاً و جسداً، ومن أسوء ماتقدمة النفس لصاحبها ان تخدعة فتصور له تصرفاته وأفعاله بأنها الصحيحه دوماً وتخلط لديه المعايير وتلغى فكرة وعقلة فى التحكم بقراراته ، هذة النفس وللأسف الشديد هى المحرك الأساسى لكل مانراه الآن من حوادث تقشعر لها الأبدان وتصعب على العقول إستيعابها ، ولمواجهة هذة الكوارث واجب على كل الجميع سواء الأسرة والأصدقاء اوالدولة ممثلة فى مؤسساتها الدينية والتعليمية والثقافية الإهتمام بالفرد ونفسيتة والعمل على تهذيب النفس بالتوعية الدينية والثقافية والإهتمام بالجوانب الروحية لأفراد المجتمع والحد من إنتشار الميديا التى تحض على الجريمة فى سياقها الدرامى وتناول المشكلات وتظهر المجرم فى صورة الضحيه وتجريم وتحريم مثل هذه الأعمال الدرامية والسينمائية ، وعلى رجال الدين العمل الدءوب لتغذية أرواح الناس بكل الأعمال الصالحة وتعزيز وإيضاح جمال الحياة فى ظل التقرب من الخالق وقبول الحياة بحلوها ومرها وأهمية التسليم بالقضاء والقدر فى المعيشة وإبراز لذة صبر الإنسان على أوجاع الحياة بما سيلقاه من درجات عليا فى الآخرة ، ونسأل الله الغفران لكل من مات غدراً او ظلماً وأن يربط الله على قلوب أهليهم ويرزقهم الصبر على الأوجاع ، كما نسأل الله العافية والخير للأفراد والمجتمع جميعاً وأن يحفظ الله بلادنا من كل شر .

بقلم / أمير أبورية

زر الذهاب إلى الأعلى