حين ترقص الأرواح على مسرح الأمل: أطفال “عطاء السماء” و”قرى الأطفال SOS” يصنعون المعجزة
على خشبه الحلم آطفال المحاربات وفاقدى الرعايه يغزلون الحكايات بالفن
كتبت / داليا حسام
في أمسية لا تُنسى، تراقصت الأرواح الصغيرة فوق مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، وكتب الأطفال بأقدامهم الصغيرة وأصواتهم النقية قصائد من الفن والأمل، حملت توقيع جمعية “عطاء السماء للتنمية الشاملة” وهيئة “قرى الأطفال SOS”.
ما إن تخطو إلى بهو المسرح حتى يأسرك معرض فني نابض بالحياة، حيث امتزجت خيوط التطريز والخيامية بأنامل السيدات المحاربات، فتشكلت أعمال فنية تحمل عبق التراث وقوة الإرادة. وبين أروقة المعرض، كان “الفوتو بوز” يخلد لحظات الفرح العفوي، بطباعة فورية رسمت الابتسامات على الوجوه.
بدأت الأمسية بعرض مسرحي عابق بالمشاعر حمل عنوان “حكاية حياة”، أخرجه الفنان الكبير مصطفى حزين. فوق الخشبة، تناثرت حكايات الأطفال، بين ألم الماضي ونبض الأمل، فسكنت القلوب، ولامست الدموع عيون الحضور.
ثم جاء كورال “عطاء السماء”، بقيادة المايسترو نائل عفيفي، ليملأ الفضاء بأغنيات وطنية وإنسانية، غناها الأطفال بكل الحب والانتماء، حتى بدت القاعة وكأنها تخفق بقلب مصر النابض.
ولم تتوقف الدهشة هنا، فقد أذهل الأطفال الحضور بعروض استعراضية مبهجة، أشرفت عليها الكابتن نرمين، أظهرت القوة الكامنة في أجساد صغيرة وأرواح لا تعرف الانكسار.
وقد حضر الاحتفالية عدد من الشخصيات العامة والفنية الذين شاركوا الأطفال فرحتهم ودعموهم بحضورهم المميز، من بينهم الفنانة دينا صلاح عبد الله، والمطرب محمد نور، والإعلامية لمياء فهمي، والإعلامية رشا سليمان، والإعلامية سالي مبارك، والإعلامية نور العاشق. كما شرف الحفل بحضوره الأستاذ الدكتور ممدوح معوض، رئيس المركز القومي للبحوث، والسيدة نيفين الكيلاني، الأمين العام للبورصة المصريةو السيده نداء الحديدي رئيسه مجلس تداره مؤسسه فرسان الحديدي ورئيس لجنه الطفل بالنادي الاهلي مما أضفى على الأمسية مزيدًا من الأهمية والرقي.
وأكد القائمون على الاحتفالية أن هذه الليلة لم تكن مجرد عروض فنية، بل كانت تجسيدًا حيًا لإيمانهم العميق بأن الفن قوة حقيقية لبناء الإنسان، وأن الأطفال إذا مُنحوا فرصة التعبير والتواصل عبر الفن، أصبحوا سفراء للأمل وحاملي لواء الهوية الوطنية.
وفي ختام الليلة، تم تكريم الضيوف والداعمين وسط أجواء تغمرها مشاعر الفخر والاعتزاز، لتؤكد “عطاء السماء” و”قرى الأطفال SOS” مرة أخرى أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، وأن الفن هو الطريق إلى مستقبل أكثر
في ختام هذه الأمسية الساحرة، يتجلى أمامنا بوضوح أن الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو جسر يربط بين القلوب، وأداة قوية لشفاء الأرواح الصغيرة التي عانت من قسوة الحياة. لقد أثبت أطفال “عطاء السماء” و”قرى الأطفال SOS” أن الإبداع يمكن أن ينبثق من رحم المعاناة، وأن الأمل يمكن أن يولد من بين أنقاض الألم.
إن هذه الاحتفالية لم تكن مجرد عرض فني، بل كانت رسالة حب وسلام، تؤكد أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من تنمية الإنسان، وأن دعم الأطفال بالحب والفن والأمل هو الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
فلنواصل دعمنا لهؤلاء الأبطال الصغار، ولنمنحهم الفرصة ليكونوا سفراء للثقافة والهوية الوطنية، حاملين مشاعل النور في دروب الحياة.