رانيا عثمان تكتب جفاء القلوب!!!
بقلم د. رانيا عثمان
تمر بنا في هذه الأيام حوادث فردية ولكنها تدمي قلوبنا جميعا
نحن في شهر ذو الحجة وقبلها مر علينا ذو القعدة ورجب وشعبان ورمضان وشوال
اي نحن في الأشهر الحرم تلك الايام المباركة التي حرم فيها الله سبحانه وتعالي القتال
ولكن بني ادم لم يخشع او يرجع الي الله وتمنعه تلك الايام المباركة من ارتكاب جرائمه
فقد استيقظنا ذات يوم علي طالب جامعي مؤدب ومتفوق في دراسته ووحيد امه يتيم الاب يقتل زميلته وجارته الطالبة الجامعية ويذبحها بالسكين ويوجه اليها 18 طعنة نافذة في الشارع في عز الظهر امام المارة في وضح النهار
ويواجه حكم بالاعدام وهو في مقتبل حياته ليضيع عمره ومستقبله ليس هو فقط ولكن ضاعت معه عائلته كاملة خاصة اخواته البنات
كيف سيواجهون المجتمع والناس من بعده وماذا سيفعلون بحياتهم القادمة
هذا غير الحصرة والوجع الذي تسبب فيهم لقلب امه وهي تراه يضيع امام عينها ولا تقدر ان تفعل شئ فقد فعل هو كل شئ وضيعهم جميعا بالاضافة الي نفسه اولآ
وتقع حادثة أخري اليوم تعبر عن مدي قساوة القلب وحجود الأبناء
حيث توفيت سيدة مسنة عمرها 85 عاما وقد اكتشف الجيران جثتها بعد تعفنها وخروج رائحة كريهة خارج الشقة مما دفعهم لابلاغ الشرطة التي جاءت علي الفور وكسرت الباب لتجد السيدة متوفاه منذ فترة
حيث جاء تقرير الطب الشرعي يوضح ان الوفاة حدثت منذ 16 يوم
اي مر علي هذه السيدة بداية ايام ذو الجحة ووقفة عرفات وعيد الاضحي المبارك
ولم يفكر احد ابنائها ان ياتي اليها ليقضي العيد معها او يزورها حتي في ايام العيد
وقد استدعت الشرطة الابن الاكبر الذي يبلغ من العمر 50 عاما وبسؤاله اكد ان والدته تعيش بمفردها واخر مرة رأها يوم 1 من شهر يوليو حيث اتي اليها ليقبض لها المعاش ويأخذ جزء منه لانها تساعده في نفقات جهاز ابنته العروسة ومن بعدها لم يزورها حتي في العيد
والحادثة الثالثة واحدة كوافيرة من المحلة ذهبت اليها فتاة واتفقت معها علي مكياج سواريه لتحضر به حفلة ودفعت لها حسابها مثلما قالت
وفي نهاية اليوم فوجئت الكوافيرة بأم الفتاة تزغرط داخل الكوافير وتأتي هي والعريس لتستلم العروسة وان اليوم هو خطوبتها وانها عروسة وليست مدعوة لحفلة كما قالت
فما كان من الكوافيرة الا انها وبخت الفتاة واهانتها واتهمتها بالنصب عليها و اصرت علي ان تمسح المكياج من علي وجه العروسة وترد لها ما دفعته واجبرتها علي غسيل وجهها وخروجها لعريسها بدون مكياج بعد ان كسرت خاطرها وفرحتها والادهي ان الكوافيرة نشرت عبر صفحت الكوافير علي الفيس بوك منشور وتحذير شديد اللهجة لكل من تسول لها نفسها ان تنصب عليها وتطلب مكياج عادي وهي عروسة انها فعلت اليوم كذا وكذا بالفتاة التي فعلت ذلك وخرجتها من الكوافير بعد ان غسلت وجهها
ما هذا الذي نمر به في تلك الايام كيف هؤلاء ينتمون الي فصيلة البشر
ما كل هذا الجحود وقساوة القلب وكسر الخواطر هل أصبحت قلوبهم كالحجارة او أشد قسوة
الراحمون يرحمهم الله ونحن جميعا رحمة الله نرجوا
ما كل هذا التكالب علي الدنيا مهما طالت انها دار زوال وما يبقي هو العمل الصالح وللاخرة هي خيرا وأبقي يا عباد الله أرجعوا الي الله وتوبوا الي بارئكم واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله
علموا اولادكم بركم و الرحمة وحب الخير و جبر الخواطر ولين القلب والمودة لمن تعرفه ولا تعرفه للصغير والكبير
ولا تكونوا كالحجارة وان من الحجارة لما يتفجر، منها الماء
لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم الله المستعان علي ما تصفون
تلك الحوادث الفردية أدمت قلبي واوصلتني حد البكاء وهو ما استفزني ودفعني لكتابة هذا المقال لانفث فيه عن غضبي واعتقد انه شعور الكثيرين منكم لنا الله
أن الجحود و نكران الجميل و قساوة للقلب وكسر الخواطر هي خصال منفرة عافانا الله واياكم منها جميعا
0 2 دقائق