أهم الأخبارفنون و ثقافة

طبال الست “كتكوت الأمير”

طبال الست “كتكوت الأمير”
كتب له صلاح جاهين ولحن له سيد مكاوي ومنير مراد
كتب/خطاب معوض خطاب
كان حنفي محمد رزق الشهير باسم كتكوت الأمير يعمل عازفا على الطبلة في الفرقة الماسية ووقف في أحد الأيام على خشبة المسرح يعزف وراء السيدة أم كلثوم وهي تغني “فكروني”، وله معها صورة شهيرة بصحبة الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أمسك بالطبلة يعلم كتكوت الأمير كيفية العزف عليها، وهو مولود في حي روض الفرج في يوم 1 سبتمبر سنة 1945، وتوفي في يوم 24 أكتوبر سنة 2012، وقد نشأ كتكوت الأمير في باب الشعرية ومارس نشاطه الفني في بولاق أبو العلا وسكن في الزمالك.


وحكاية كتكوت الأمير شبيهة بحكاية أحمد محمد مرسي الذي كان يعمل عازفا على الرق في الملاهي الليلية وفكر في احتراف الغناء، وبالفعل خاض تجربة العمل في مجال الغناء، وأصبح هو نفسه المطرب الشعبي الشهير المعروف باسم أحمد عدوية، وإن كان عازف الرق أصبح مطربا فلماذا لا يصبح عازف الطبلة أيضا مطربا؟ وهكذا أصبح كتكوت الأمير أيضا مطربا شعبيا هو الآخر مثل عدوية.
وكتكوت الأمير “طبال الست” سابقا كان واحدا من نجوم الأغنية الشعبية في زمانه، ومن أصحاب أعلى المبيعات لشرائط الكاسيت، وملكا من ملوك أغاني الميكروباصات، ويعد ظاهرة لفتت الانتباه وشغلت الرأي العام، كما هاجمته الصحافة وسخر منه رسامو الكاريكاتير، وتساءل المثقفون وقتها: هل كتكوت الأمير مطرب؟ وهل ما يقدمه يسمى فنا؟!.
وقد كان كتكوت الأمير هو الذي ينافس أحمد عدوية في سبعينيات القرن العشرين على زعامة سوق الغناء في مصر، رغم وجود العديد من نجوم الطرب والغناء مثل عبد الحليم حافظ ومحرم فؤاد ووردة وهاني شاكر ونجاة وفايزة أحمد ومحمد رشدي ومحمد قنديل، وغيرهم الكثير من النجوم.
وقد كتب الناقد الفني محمد قابيل مقالا في مجلة أكتوبر الصادرة يوم 7 مايو سنة 1978 يقول فيه: “لم نعد نعرف على أي أساس نقيم المطربين، فلو قيمناهم على حسب سياراتهم لكان كتكوت الأمير من كبار المطربين لأنه يمتلك مرسيدس 78، ولو قدرناهم على حسب ثقافتهم فهو يتكلم 5 لغات تعد اللغة العربية أضعفها، حيث عاش بأوروبا وأمريكا لما يقرب من 10 سنوات، وبالنسبة لثقافته الموسيقية فقد كان طبالا في الفرقة الماسية، وبالنسبة للجماهير التي تستمع إليه كل ليلة فهو يغني في 5 أفراح بالإضافة إلى 5 ملاه ليلية، وفي السينما هو نجم يشكو من قلة دور العرض التي تعرض أفلامه”.
وكما ذكرنا فإن كتكوت الأمير قد بدأ حياته الفنية ضابطا للإيقاع في الفرقة الماسية، وظهر كثيرا على المسرح وراء عبد الحليم حافظ وأم كلثوم، وله عزف منفرد شهير على الطبلة صولو في أغنية فكروني لأم كلثوم والتي لحنها محمد عبد الوهاب، وقد عاش كتكوت الأمير عدة سنوات في أوروبا وأمريكا، حيث قام هناك بإحياء العديد من الحفلات للجاليات العربية، كما ظهر في العديد من الأفلام السينمائية المصرية سواء كمطرب أو كممثل يعد أشهرها “الدرب الأحمر” و”حارة الطيبين” و”سكر بولاق”.
كما أن كتكوت الأمير له العديد من الأغاني الشهيرة التي جعلته بمثابة صاحب مدرسة في الغناء الشعبي، برز فيها بعده كل من رمضان البرنس وطارق الشيخ، ومن أشهر أغانيه أغنية “ألو يا مانجة”، كما ذاع صيته في عدد من المواويل والأغاني مثل: “يا مصاحب الناس” و”الحلو حلو اللسان” و”بنات اسكندرية” و”الرحمة يا هو” و”لفيت كتير” و”غزال الدرب الأحمر” و”سكر بولاق” و”والنبي أيوووه” وهي الأغنية التي أعاد حكيم غناءها منذ فترة بتوزيع جديد، ولحن له حسن أبو السعود ومنير مراد وأحمد منيب وغيرهما، وكتب له العديد من الشعراء البارزين منهم عبد الرحيم منصور، ولكن تظل تجربته الفريدة والعجيبة هي أغنيته الشهيرة “يا آنسة”، حينما تعامل مع الثنائي صلاح جاهين شاعرا وسيد مكاوي ملحنا.
وأخيرا يبقى السؤال: هل ظاهرة كتكوت الأمير وأحمد عدوية فعلا كما عدها المثقفون وقتها انحدارا وأفسادا للذوق العام ومأساة كبيرة للغناء الشعبي بعد العظماء محمد عبد المطلب ومحمد رشدي؟ أم هو التطور ومجاراة للعصر الذي نشأت فيه _عصر الانفتاح_؟ وياترى: ما هو رأي المثقفين اليوم في نجوم الغناء الشعبي الحاليين _نجوم المهرجانات_ أوكا وأورتيجا بيكا وشطة وشاكوش وحنجرة وكزبرة ومن شابههم؟ ممن ضاعت على أيدهم البقية الباقية من الذوق والفن، وهل ما هو قادم يبشر بخير أم يكون أسوأ مما نحن فيه اليوم؟ هذا هو السؤال وتلك هي المشكلة.

زر الذهاب إلى الأعلى