لفت نظرى ظاهرة جديدة بدأت تنتشر فى وسطنا الثقافى و الأدبى و بات الكثيرون يؤمنون و يعتقدون بها،ألا و هى أنه لم يعد هناك جديداً ليقدم فى مجال الفن و الثقافة و الأدب.
ففى أكثر من لقاء ثقافى،لاحظت ترديد هذه المقولة،و يأكد عليها قائلوها،فمنهم الاساتذة النقاد و بعض الكتاب.
و الحقيقة للمتابع لوسطنا الثقافى و الأدبى يجد أن هناك العديد من الأمور التى أصابت وسطنا الثقافى و الأدبى و الفنى منها عدم تواصل الأجيال و غياب الأساتذه و عدم إفساح المجال للمواهب الشابة كما أن هناك فرق بين التدوير و بين التيمة.
** عدم تواصل الأجيال//
من المتعارف عليه أن كل جيل يسلم الراية للجيل الذى يليه بعد أن تنتهى رسالته نتيجة لأسباب تختلف فيما بينها مثل الوفاة أو إستشعار جيل ما أنه قد أدى ما عليه من رسالة تجاه المجتمع أو أنه لم يعدلديه جديد ليقدمه،و من هنا يأتى دور الجيل الجديد الذى يحمل الراية من بعد الجيل القديم و هذه هى سنة الحياة.
و للأسف لم يحدث هذا فقد حدثت فجوة فيما بين الأجيال و هناك أجيال لم تحمل الراية لتكمل المسيرة مما أوجد فجوة فيما بينهما،و حدث الفراغ الذى نعانى منه.
**غياب الأساتذة //
من المتعارف عليه أن أى أديب أو مثقف أو فنان فإنه يتعلم من الأساتذه ممن سبقوة فمثلاً تجد الأستاذ / أنيس منصور له كتاب فى صالون العقاد كانت لنا أيام،و دور الأستاذ هنا لا يقتصر على تعليم الأصول الخاصة بالمجال بل يتعدى ذلك إلى المبادىء و القيم سواء الخاصة أو العامة فى الحياة،فبإختفاء الأساتذه تضرر التلاميذ من غيابهم مما أثر على الأجيال الجديدة و إبداعاتهم.
**عدم إفساح المجال للمواهب الشابه//
و هى مشكلة أزلية حيث يعانى الشباب من ذوى المواهب الشابة من إتاحة الفرصة لهم لنشر إبداعاتهم و ذلك بالنظر إلييهم على أنهم مازالوا صغاراً و لم يتمكنوا بعد من أدوات الفن و الإبداع أو لأنهم يبدعون أدبا مخالفا لما هو متعارف عليه من قواعد و اسس و هو ما نستطيع أن نطلق عليه التجديد أو لأن أسماؤهم غير معروفة بعد للمجتمع حتى ينشروا لهم.
**التدوير و التيمة//
هناك فرق كبير قد يختلط فيه الأمر على البعض فى الفرق بين التدوير و التيمة،فالتدوير هو إعادة إستعمال فكرة ما و إعادة إنتاجها بشكل أو بآخر و بذلك تكون الفكرة مكررة و معادة ،أما التيمة فمثلاً تيمة قصة الحب من حق الجميع أن يعبر عنها و فق أفكاره و رؤآه و لا يعد ذلك تدويراً للقصص التى تتحدث عن الحب المهم هنا أن يكون التعبير عنها بشكل جديد و مثال آخر ثورة 25 يناير من حق الجميع أن يعبر عنها و فق تجاربه و مبادئه و أفكاره و ليس معنى أن هناك من إستبق الكتابة عنها أنه ليس من حق الآخرون الكتابة عنها فالتيمة من حق الجميع التعبير عنها و إلا لن يكون هناك سوى قصة واحدة عن الحب أو قصة واحدة عن ثورة 25 يناير.
إذاً فالأمر ليس كما يبدو و بدأ يشاع فى أوساطنا الثقافية فكل ما نريده هو إفساح المجال للمواهب الشابة حتى تجد فرصة لنشر إبداعاتها و من هنا سيكون هناك الجديد و المثمر و البناء و ليس كما يدعى البعض بأن ليس هناك جديد ليُقدم فى مجال الأدب و الثقافة و الفن.
0 2 دقائق