و كأن شهر مارس أصبح شهر للتذكرة بأبطال الوطن و تذكرة لكل الأجيال ببطولات و صمود الشعب المصري رجال القوات المسلحة فبعد أيام قليلة جدا إن شاء الله ستحتفل مصر و القوات المسلحة بيوم الشهيد و هو اليوم الذي اُستشهد فيه الفريق عبد المنعم رياض و في نفس الشهر يكون استشهاد لواحد من أبطال مصر و إن كان استشهاده لم يكن في أحد المعارك و لكنه كان أثناء تأدية واجبه الوطني و مهامه
كوزير للدفاع.. إنه المشير أحمد بدوي
فاليوم 2 مارس تحل ذكرى استشهاد المشير أحمد بدوي ، أحد أبرز قيادات نصر أكتوبر بعد الرئيس الراحل مبارك صاحب الضربة الجوية الأولى .. في السطور التالية نعرض الصورة.
وُلِد المشير احمد بدوى بالإسكندرية 1927 و تخرج من الكلية الحربية عام 1948 (دفعة 48). حيث اشترك في حرب تحرير فلسطين سنة 1948، فقاتل في المجدل ورفح وغزة والعسلوج. عين بعد الحرب مدرساً في الكلية الحربية، ثم أصبح مساعداً لكبير معلمي الكلية عام 1958.
سافر البدوي في بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفيتي، حيث التحق بأكاديمية فرونز العسكرية العليا، لمدة ثلاث سنوات،تخرج بعدها حاملاً درجة “أركان حرب” التي توازى الماجستير في العلوم العسكريةعام1961.
وفي أعقاب نكسة يونيه 1967، صدر قرار بإحالته إلى المعاش، وخلال تلك الفترة التحق بكلية التجارة، جامعة عين شمس، وحصل على درجة البكالوريوس، شعبة إدارة الأعمال .
و في مايو 1971، أصدر الرئيس محمد أنور السادات قراراً بعودته إلى صفوف القوات المسلحة، وفي عام 1972 التحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ، ليحصل على درجة الزمالة عام 1972.
تصديه و حمايته للسويس من هجوم إسرائيلي:
فلقد تدرج أحمد بدوي في المناصب القيادية، حتى تولى منصب قائد فرقة المشاة الميكانيكية، و الذي قادها بكل براعة و شجاعة في عبور قناة السويس إلى أرض سيناء و ذلك خلال حرب أكتوبر 1973، من موقع جنوب السويس ضمن فرق الجيش الثالث الميداني متغلباً على الصعوبات الطبيعية التي واجهته خصوصاً في اللحظات الأولى للعبور. وتمركز في موقعه شرق القناة بعد تطهير مواقع العدو، حيث تمكن بفرقته من صد هجوم إسرائيلي، استهدف مدينة السويس وحطمه.
قيادته
وعندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية “الثغرة” التى تقدمت خلالها قوات شارون إلى الضفة الغربية من القناة على المحور الأوسط، اندفع بقواته إلى عمق سيناء، لإرباك جيش العدو، واكتسب أرضاً جديدة، من بينها مواقع قيادة العدو، في منطقة “عيون موسى” جنوب سيناء.
و عندما حاصرته القوات الإسرائيلية..استطاع الصمود مع رجاله شرق القناة، في مواجهة السويس، مع تدبير وسائل الإعاشة لقواته ، من البيئة المحلية، ومن الرصيد المتبقي معه، وذلك بحسن الاستخدام ، وبما يحفظ الروح المعنوية عالية، وذلك على الرغم من المحاصرة القاسية للعدو، وانقطاع الإمدادات ووسائل الإعاشة عن قواته..وقد أثار أسلوب قيادته للموقف إعجاب و انبهار الخبراء العسكريين العالميين مما وضع اسمه كبطل من أبطال الصمود.
وبعد اندلاع الحرب بشهرين في 13 ديسمبر 1973، تمت ترقيته إلى رتبة اللواء وعيّن قائداً للجيش الثالث الميداني وهو فى ساحة المعركة
حيث رُقي إلى رتبة اللواء وعين قائداً للجيش الثالث الميداني، وسط ساحة القتال نفسها، وذلك لدوره البطولي الذي برز بالحرب.
و في 20 فبراير 1974، وبعد عودته سالماً بقواته، كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات رئيس الجمهورية، في مجلس الشعب ومنحه نجمة الشرف العسكرية.
ثم توالت الترقيات و الحركات في سلم القيادات ففي 25 يونيه 1978، عُين اللواء أحمد بدوى رئيساً لهيئة تدريب القوات المسلحة، ثم عُين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة في 4 أكتوبر 1978، وصار أميناً عاماً مساعداً للشئون العسكرية في جامعة الدول العربية.
ثم رقى أحمد بدوي لرتبة الفريق في 26 مايو 1979 ثم عُين وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة في 14 مايو 1980.
استشهاد سيادته :
ففي 2 مارس سنة 1981، لقي الفريق أحمد بدوي، هو وثلاثة عشر من كبار قادة الافرع الرئيسية للقوات المسلحة مصرعهم عندما سقطت بهم طائرة عمودية في منطقة سيوة بالمنطقة العسكرية الغربية بمطروح كانت تقلهم عندما اصطدمت بعامود كهرباء على بعد 7 أمتار من الارض في صحراء المنطقة الغربية.. وفي نفس اليوم أصدر الرئيس أنور السادات قراراً بترقية الفريق أحمد بدوي إلى رتبة المشير وترقية رفاقه الذين استشهدوا معه إلى الرتب الأعلى .
وقد شيعت جنازة المشير أحمد بدوي وزملائه، في الساعة الثانية من ظهر يوم الثلاثاء 3 مارس سنة 1981، من مقر وزارة الدفاع، في جنازة عسكرية يتقدمها الرئيس محمد أنور السادات رئيس الجمهورية، وكبار رجال الدولة، كما أقيمت صلاة الغائب على أرواح الشهداء، في المحافظات وسار أبناؤها في جنازات رمزية.
رحم الله الشهيد المشير احمد بدوي الذي عاش يدافع عن بلاده و حماية أمن وطنه .. رحم الله كل من ضحى او خاطر بعمره لحماية الأمن القومي المصري..