فروق لغوية
الفروق في اللغة تعنى : الفروق بين معانٍ تقاربت حتى أشكل الفرق بينها نحو : الاحتفال والاحتفاء , والإحصاء والعد ,والهبوط والنزول , وتبيين الفوارق في هذه الألفاظ يؤدى إلى المعرفة بوجوه الكلام والوقوف على خصائص المعانى .
ومن ذلك :
- ” الإحصاء –والعد ” أما الإحصاء فهو عدٌ مع الحفظ ,قال تعالى ” وكل شىء أحصيناه كتابا “النبأ ( آية 29) أى عددناه وحفظناه . وأما العد فهو ذكر العدد فقط.
- ” الاحتفاء – والا حتفال ” الاحتفاء : العناية بالشخص والاهتمام به , أقول : احتفيت به أى أعتنيت , قال تعالى : ” إنه كان بي حفيا” مريم ( آية 47). والاحتفال : يكون للجميع بوجه عام , كالاحتفال بالعيد , والاحتفال بالزواج ونحوه .
- ” الهبوط – والنزول ” أما الهبوط فيتبعه إقامة , قال تعالى ” اهبطوا مصًرًا ًفإن لكم ماسألتم ” البقرة ( آية61) أى اذهبوا لمصر للإقامة فيها . وأما النزول فهو النزول المؤقت لايعقبه استقرار .
- ” سار – وسرى ” سار دلالة على فعل المشى وزمن وقوعه ” نهارا ” وأما سرى فدلالة على فعل المشى وزمن وقوعه ” ليلا ” قال تعالًى : ” سبحان الذى أسرى بعبده ليلا ًمن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ًالذى باًركناً حوله “الإسراء ( آية 1 ).
- ” الزمان – والوقت ” أما الزمان فأوقات متوالية مختلفة أوغير مختلفة ,وأما الوقت فواحد ولذا يقال زمان قصير وزمان طويل ولايقال وقت قصير .
- متى نقول : ” إن شاء الله ” ؟ ومتى نقول : ” بإذن الله ” ؟ نقول إن شاء الله وذلك عندما أقوم بالعمل بنفسى . قال تعالى : ” وقال ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين “يوسف ( آية 99) أى هم سيدخلون ً. وأما ” بإذن الله ” فالعمل ليس لي أى دخل أويد به بل هو بتدبير خارج إرادتى أى بتدبير الله .قال تعالى : ” وماهم بضآرين به من أحد إلابإذن الله ” البقرة ( آية 102) أى إن السحر لا يضر الآخرين إلابقضاء الله .
- ” التضاد – والتناقض ” أما التناقض فيكون فى الأفعال , وأما التضاد فيكون في الأقوال .
- ” استلمت – تسلمت ” استلمت الشىء , أى لمسته بيدى , ومنه استلام الحجر الأسعد , أما تسلمت الشىء فتعنى قبضت وأخذت , ومنه : تسلمت الكتاب .
- ” أذان – وآذان ” أما أذان فهو النداء , قال تعالى : ” وأذِن ِفي الناس بالحج ” الحج ( آية 27) ومنه أذان العصر . وأما آذان فهو جمع أذن وهو عضو السمع لدى الكائن الحى .
- ” الاختصار – والاقتصار ” الاختصار : ماكان قليل اللفظ , كثير المعنى , وأما الاقتصار فهو ماكان قليل اللفظ والمعنى . قلت : ويرشد إليه اشتقاقه من القصور , وهو النقصان .
- ” الاستطاعة – والقدرة ” الاستطاعة : هى انطباع الجوارح للفعل . وأما القدرة فهى ما أوجب كون القادر عليه قادرًا, ولذلك لايوصف الله تعالى بأنه مستطيع , ويوصف بأنه قادر. وقيل : الاستطاعة أخص من القدرة , فكل مستطيع قادر وليس كل قادر بمستطيع ؛ لأن الاستطاعة : اسم لمعانِ يتمكن بها الفاعل ممايريده من أحداث الفعل وهى أربعة أشياء : إرادته للفعل , وقدرته على الفعل بحيث لايكون له مانع منه , وعلمه بالفعل , وتهيؤما يتوقف عليه الفعل .
- ” البخس – والنقصان ” البخس : هو النقص بالظلم قال تعالى ” ولاتبخسوا الناس أشياءهم ” هود ( آية 85) أى لاتنقصوهم ظلمًا , وأما النقصان فيكون بالظلم وغيره.
- ” البرهان – والدليل ” البرهان : هو الحجة القاطعة المفيدة للعلم قال تعالى ” قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ” البقرة ( آية 111 ), وأما الدليل فهو ما يفيد الظن .
- ” التدبر – والتفكر ” التدبر : هو تصرف القلب بالنظر فى عواقب الأمور , وأما التفكرفهو تصرف القلب بالنظر فى الدلائل .
- ” الترجى – والانتظار ” الترجى يكون فى الخير خاصة قال تعالى ” يرجون تجارة لن تبور ” , وأما الانتظار فقد يكون فى الخير والشر ويدل عليه قوله تعالى : ” قل انتظروا إنا منتظرون ” الأنعام ( آية 158). بقلم الدكتور محمود محمد أحمد إبراهيم المدرس بقسم اللغويات بكلية اللغة العربية بالزقازيق – جامعة الأزهر