صدر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب للباحثة د. نسمة سيف الإسلام بعنوان “فقراء مدينة القاهرة في المجتمع المصري في النصف الأول من القرن العشرين”. وقد قام الأستاذ الدكتور إسماعيل محمد زين الدين، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب في جامعة القاهرة، بتقديم الكتاب، حيث أشار في تقديمه إلى أهمية دراسة أوضاع الفقراء في القاهرة نظرًا لدورها الحيوي في الحراك المجتمعي وتأثيرها على مختلف جوانب المجتمع المصري، بالإضافة إلى كيفية تعامل السلطات الحكومية مع هذه الأوضاع، وردود الفعل الشعبية تجاه تفاقم مشكلة الفقر في ظل الأزمات الداخلية والخارجية المتعاقبة.
تتناول الدراسة أوضاع الفقراء في القاهرة خلال النصف الأول من القرن العشرين، حيث يُعتبر الفقر أحد أبرز التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي واجهتها السلطات الحكومية عبر العصور. كما تسلط الدراسة الضوء على كيفية تعامل المجتمع المصري مع مشكلة الفقر في واحدة من أدق الفترات التاريخية، حيث شهدت مصر خلالها أحداث حربين عالميتين أدت إلى أزمات اقتصادية وسياسية كبرى.
استندت الباحثة في دراستها إلى مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك التقارير والدوريات والإحصائيات السنوية، بالإضافة إلى المراجع العربية والأجنبية، والرسائل الجامعية. وقد اتبعت منهجًا علميًا يتضمن التحليل الإحصائي والتحليل التاريخي، مع رؤية موضوعية جادة، مما أضفى قيمة إضافية على دراستها التي تُعتبر إضافة مهمة للدراسات التاريخية المتعلقة بالتاريخ الاقتصادي والاجتماعي.
د. نسمة سيف الإسلام هي باحثة في التاريخ الحديث والمعاصر، حاصلة على درجة الدكتوراه من قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة القاهرة، كما حصلت على درجة الماجستير من نفس القسم. ويُعتبر كتاب “فقراء مدينة القاهرة في النصف الأول من القرن العشرين” العمل الثاني لها بعد كتابها الأول “الأوبئة والأمراض في المجتمع المصري في النصف الأول من القرن العشرين”، الذي صدر عام 2020 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. كما أن لديها عدد من الأبحاث العلمية والدراسات التاريخية المنشورة في دوريات علمية متخصصة.