أهم الأخبارمنوعات

في رسالة جامعية بدار العلوم بالمنيا الباحث محمود عبد العظيم يتناول الجوانب السياسية والحضارية لمدينة نسا

في رسالة جامعية بدار العلوم بالمنيا
الباحث محمود عبد العظيم يتناول الجوانب السياسية والحضارية لمدينة نسا
كتب/ أبوالحسن الجمال
نوقشت مؤخراً في كلية دار العلوم جامعة المنيا رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحث محمود عبد العظيم وينتمي البحث إلى تاريخ المدن، وتعرض لمدينة نسا فتناول الحياة السياسية والمظاهر الحضارية لها في أربعة قرون وبالتحديد منذ بداية القرن الثالث الهجري وحتى غزو التتار (205- 617هـ/820-1220م).
وقد أثنت لجنة المناقشة على الباحث والجهد الذي بذله حتى حتى جاء على هذه الصورة من الجودة والاتقان فقد رجع إلى مصادر محخطوطة ومطبوعة فارسية وعربية ومعربة، وقد امتلك مقومات المؤرخ من الحيادية التامة في في حكمه على الأحداث التاريخية واسيفاء البحث من كافة جوانبه وكانت لجنة المناقشة مكونة من الأستاذ الدكتور أسامة محمد فهمي صديق أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ورئيس قسم التاريخ في كلية الآداب جامعة أسيوط رئيساً ومناقشاً، والأستاذ الدكتور أحمد شوقي العمرجي أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية في كلية الآداب جامعة أسيوط مناقشاً، والصديق الأستاذ الدكتور محمد سيد كامل أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ورئيس قسم التاريخ في كلية دار العلوم جامعة المنيا مشرفاً.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تلقي الضوء على واحدة من أهم مدن إقليم خُرَاسَان عامة، ومنطقة نَيْسَابور خاصة، وهي مدينة نَسَا، التي لم تحظَ بنصيب وافر من كتابات الرحالة والمؤرخين، على الرغم من أهميتها الكبيرة؛ حيث تأتي نَسَا ضمن مدن المرتبة الثانية في المساحة والمكانة بعد مدن خُرَاسَان الكبرى، نَيْسَابور، وبَلْخ، وهَرَاة، ومَرْو، كما تتميز نَسَا بموقع جغرافي متميز، فهي مدينة حدودية،تعد مدخلإقليم خُرَاسَان من ناحية بلاد خُوارِزْم، وتتمتع بالحصانة والمناعة؛ مما جعلها محط أنظار، وموضع اهتمام جميع حكام الدول التي حكمت خُرَاسَان، ومقصدًا للكثير من الغزاة والطامعين الراغبين في الاستيلاء على خُرَاسَان.
وتعد نَسَا إحدى أهم المدن التاريخية في إقليم خُرَاسَان،فقد كانت المدينة عاصمة البلاد في فترة مهمة من تاريخ خُرَاسَان القديم، وتحديدًا في عهد البارثيين، ولا تزال آثار تلك الفترة قائمة حتى الآن، وقد أظهرتها الحفريات التي قامت في تركمنستان في العصر الحديث.
وتنقسم هذه الدراسة إلى مقدمة، وتمهيد،وأربعة فصول: أما التمهيد فتناول التطور السياسي لنَسَا قبل قيام الدول المستقلة، وإلقاء الضوء على التعريف بها،وتسميتها، وموقعها، وحدودها، ثم تناول الأوضاع السياسية لنَسَافي عصر الولاة، بداية من الفتح الإسلامي في عهد الخلافة الراشدة، وتتبع ولاة البلاد في عهد الدولة الأموية، وبعدها العصر العباسي حتى قيام الدول المستقلة سنة 205هـ/ 820م.
وتناول الفصل الأولالأوضاع السياسية في نَسَا من القرن الثالث الهجري حتىالغزو المغولي، والدول التي حكمتها في هذه الفترة بداية من حكم الدولة الطاهرية، ثم الصفارية، والسامانية، ثم حكم الغزنويين، والسلاجقة، والدولة الخُوارِزْمية حتى دخول المغول سنة 617هـ/ 1220م، وسياسة هذه الدول تجاه نَسَا.
وأبرزت الدراسة الأحداث السياسية التي وقعت في نَسَا، والمعارك التي حدثت على أراضيها، ومدى الدور السياسي الذي لعبته المدينة تجاه هذه الأحداث، وكذلك الموقف من الغزو المغولي، ومقاومة أهالي نَسَا وتصديهم له، كما تطرقت الدراسة في هذا الفصل إلى أبرز النظم الإدارية في المدينة خلال فترة الدراسة، كالوظائف الإدارية، وعلى رأسها منصب والي المدينة، الذي يعين من قبل حكام البلاد في نَيْسَابور، وكذلك الوزير، وحكام القرى والمدن التابعة لنَسَا الذين يساعدون الوالي في إدارة البلاد وإحكام سيطرته عليها، كما تناول النظام القضائي، وأهم مناصبه القاضي، ورجل الحسبة، ورجل المظالم، واختتم الفصل بدراسة التنظيمات العسكرية في المدينة، وعناصر الحامية العسكرية، والأسلحة المستخدمة في الحروب، والتحصينات العسكرية التي أقيمت في المدينة وجهود حكامها في سبيل تأمين المدينة وحمايتها.
وخُصص الفصل الثاني لدراسة الحالة الاقتصادية في نَسَا، ومظاهرها المتمثلة في الزراعة وعوامل قيامها، كجودة التربة، وتنوع المناخ، ومصادر المياه، وجهود الحكام للنهوض بالزراعة، وأهم المحاصيل الزراعية، كما تناول الثروة الحيوانية والرعي، والصناعة وما اشتهرت نَسَابه منها، كصناعة المنسوجات بأنواعها المختلفة، والأحذية والجلود،والأدوية، والأسلحة وغيرها، والتجارة بفرعيها الداخلية والخارجية، وحركة السوق، والصادرات والواردات، وأهم الطرق التجارية الداخلية والخارجية، ووسائل المعاملات المالية، والمكاييل والموازين، كما تناول الأزمات الاقتصادية التي مرت بها نَسَا في فترة الدراسة، كالأوبئة والزلازل والمجاعات، واختتم الفصل بدراسة مستوى معيشة المجتمع النسوي.
وعُني الفصل الثالثبدراسة الحياة الاجتماعية في نَسَا، والعناصر التي تكون منها المجتمع النسوي، مثل العرب، والفرس، والترك، وطبقات المجتمع، ووضع أهل الذمة بين أبناء المجتمع، كما تناول مظاهر الحياة العامة، وعادات النسويين وتقاليدهم في المأكل،والمشرب، والملبس، والمسكن، والمتنزهات،واحتفالات الأعياد، والزواج، والمآتم، وغيرها، ثم تطرق إلى دراسة الطوائف الدينية الإسلامية وغير الإسلامية داخل المجتمع النسوي.
واختص الفصل الرابع بدراسة الحياة الثقافية بمدينة نَسَا في تلك الفترة، وتناول العوامل التي أثرت في ازدهار الحياة الثقافية، واهتمام الحكام بالعلم والعلماء، وحرص الأسر النسوية على تعليم أبنائهم، وانتشار المعاهد التعليمية كالمساجد، والمدارس، والرباطات، والخانقاوات، ونشاط المجالس العلمية، وانتشار اللغات، والرحلة في طلب العلم، كما تناول مظاهر تقدم العلوم بأنواعها المختلفة، كالعلوم الدينية ومنها علوم القرآن، والتفسير، والحديث، والفقه، والتصوف، والعلوم الأدبية واللغوية، والعلوم العقلية كالطب، والصيدلة، والرياضيات، والفلسفة وغيرها، وإسهامات النسويين ودورهم في نشر هذه العلوم.
واختتم البحث بدراسة موجزة عن أهم النتائج التي تم التوصل إليها، إضافة إلى بعض الملاحق التي توضح بعض النقاط المهمة في الدراسة، ثم قائمة المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها الدراسة.

زر الذهاب إلى الأعلى