أخبار العرب والعالمأهم الأخبارزاوية المرسالمال وأعمال

في مثل هذا اليوم : منح امتياز حفر قناة السويس.. بداية أحد أعظم مشاريع العالم

كتب_أحمد زكي
في مثل هذا اليوم من عام 1854، أصدر والي مصر، محمد سعيد باشا، قرارًا تاريخيًا بمنح الفرنسي فرديناند دي لسبس امتياز حفر قناة السويس. هذه الخطوة لم تكن مجرد مشروع محلي، بل كانت نقلة نوعية في تاريخ الملاحة الدولية، أسست لتطوير التجارة العالمية وربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر عبر قناة مائية تعد من أعظم الإنجازات الهندسية في القرن التاسع عشر.
الامتياز: شروط طموحة وأهداف بعيدة المدى
منح الامتياز الشركة العالمية لقناة السويس البحرية حق استثمار القناة لمدة 99 عامًا تبدأ من تاريخ افتتاحها. تميز العقد بشروط خاصة، منها:
تخصيص 80% من العمالة للقوى العاملة المصرية، مما ساهم في توفير فرص عمل واسعة للمصريين رغم الظروف الصعبة.
منح الحكومة المصرية 15% من أرباح الشركة، ما ساعد في دعم الخزانة المصرية.
بداية الحفر: بين التحديات والطموح
بدأت أعمال الحفر رسميًا في 25 أبريل 1859، بقيادة فرديناند دي لسبس، وسط تحديات تقنية وظروف عمل قاسية. امتدت فترة العمل لعقد كامل، حيث تم الاعتماد بشكل كبير على العمال المصريين الذين واجهوا ظروفًا شاقة، تشمل استخدام أدوات يدوية وعدم وجود تقنيات متطورة.
افتتاح القناة: لحظة تاريخية
بعد عشر سنوات من العمل الدؤوب، تم افتتاح قناة السويس رسميًا للملاحة في 17 نوفمبر 1869. هذا الإنجاز الفريد جعل مصر مركزًا عالميًا للتجارة البحرية، حيث أصبحت القناة الرابط الأساسي بين الشرق والغرب.
قناة السويس اليوم: إرث مستدام
تظل قناة السويس أحد أعظم المشاريع في تاريخ البشرية، حيث تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الاقتصاد المصري وتسهيل التجارة الدولية.
قناة السويس ليست مجرد ممر مائي، بل رمز للإرادة والإبداع البشري. هذا المشروع التاريخي يذكرنا بأهمية التخطيط البعيد المدى والاستثمار في المشاريع التي تعزز مكانة الدول اقتصاديًا وجغرافيًا على الساحة العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى