أهم الأخبارفنون و ثقافة

كيف نجح برنامج «الجائزة الكبرى» في تجديد الخطاب الديني وسط منافسة برامج ودراما رمضان؟

على مدار سنوات طويلة امتدت نحو 15 عامًا، نجح الإعلامي الكبير جمال الشاعر في الوصول لفئات كبيرة من المجتمع المصري من خلال برنامجه الشهير “الجائزة الكبرى” الذي بدأ تقديمه في تسعينيات القرن المنصرم، وسط منافسة قوية.

مع برامج رمضان التي يغلب عليها الترفيه، والدراما التي تجتاح نسب المشاهدة الأكبر خلال الشهر الفضيل، نجح الإعلامي القدير في وضع بناء جديد لفكرة البرامج الدينية التي تعتمد على فكرة التلقي فقط من خلال وجود أحد المشايخ الذي يخرج على جمهوره بتناول الشرح والتفسير لإحدى الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية، حيث كان البرنامج يعتمد على الحصول على المعلومة واختبار الثقافة الدينية مع جمهور الشارع، مما جعل البرنامج ينال تفاعلًا كبيرًا وأصبح حدثًا منتظرًا على المائدة الرمضانية في كل عام.

حضور وثقافة

كان أحد أسباب نجاح برنامج الجائزة الكبرى وجود فريق عمل مثقف ومخلص له حيث كانت الأسئلة يتم إعدادها بعناية كبيرة وذكاء في التنوع بين اختبار ثقافة الجمهور في الشارع وآخرى بين “جمهور المنازل” الذي كانت توجه إليه أسئلة يومية في معرفة رقم واسم الآية التي يطرحها البرنامج للفوز بالجائزة الكبرى“عمرة”، وهو الجزء الثاني من البرنامج الذي كان يشهد تفاعلًا كبيرًا للحصول على هذه الجائزة من قبل المتصلين بالبرنامج للدرجة التي وصلت من شكوى سنترال رمسيس من كثرة الاتصالات الهاتفية بحسب ما صرح به الإعلامي جمال الشاعر في أحد لقاءته التلفزيونية.

تواصل مع فئات مجتمعية مختلفة

ربما يكون برنامج “الجائزة الكبرى” هو أول تغيير حدث في تجديد فكرة الخطاب الديني، فلم يكن مجرد مسابقة يتم فيها منح جوائز للمتسابقين بل أنه كان أساسًا يحمل مقياسا لاختبار ثقافة المارة بالشارع تجاه أصول دينهم والأهم من ذلك أنه كان يمثل تصحيحًا لكثير من المفاهيم الخاطئة لديهم في تفسير بعض الأحاديث حتى أن البعض ممن كانوا يخطئون في الإجابة الصحيحة على أحد الأسئلة، يسيرون وراء مقدم البرنامج وفريقه رغبة في معرفة الإجابة الصحيحة على السؤال المطروح، وهو هدف أسمى وأكبر من فكرة الحصول على الجائزة.

أهمية برنامج الجائزة الكبرى

الحقيقة أن فكرة تقديم برنامج ديني في ثوب غير تقليدي في تلك المرحلة التي خرج فيها برنامج “الجائزة الكبرى” كان أمرًا هامًا للغاية ربما كنا في حاجة إليه في المرحلة الآنية لتوطيد قوة الروابط بين الشباب ودينهم في ظل تغيير ثقافة الجيل الحالي واعتماده فقط على المعلومات الموجودة عبر مواقع الإنترنت دون الاهتمام بالبحث والتحقق من مدى صحتها.

الخروج إلى الشارع

كان أحد أسباب نجاح برنامج “الجائزة الكبرى” فكرة تقديمه في الشارع المصري وطرح الأسئلة على المارة من رجل الشارع بسيط ومحدود الثقافة إلى نظيره الأعلى ثقافة وتعليم، والحقيقة أن كثيرا من حلقات البرنامج التي ظهر فيها أشخاص يبدو عليهم بساطة التعليم كانوا يتمتعون بلباقة وثقافة في أصول دينهم الأمر الذي كان بمثابة إزالة للفروق والحواجز بين فئات المجتمع وتقريب من ثقافات بعضهم البعض.

يظل برنامج “الجائزة الكبرى” إحدى علامات البرامج الرمضانية المميزة خلال شهر رمضان، حالة استثنائية تجمع بين الشغف والسعي وراء البحث عن صحيح المعلومة الدينية، ومشاهدة فرحة الحالمين بزيارة بيت الله الحرام، وسط تفاعل ومتابعة باهتمام من مختلف الشرائح العمرية فكم من حلقات شارك بها أطفال وشباب في مقتبل العمر، والأهم من ذلك المواقف الإنسانية الاستثنائية أبرزها حصول رجل مسيحي على جائزة العمرة حيث كان يخطط لمنحها لجاره المسلم الذي كان يتمنى هذه الزيارة ما يكشف عن أخلاق المصريين ومحبتهم لبعضهم البعض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى