لا احد استطاع وصف سعيد صالح كحالة وكمسيرة حتى ، كـ عمنا محمود السعدني في كتابه “المضحكون” الذي صدر في اواخر ستينات القرن الماضي ، الكتاب يتحدث عن ابرز الممثلين الكوميدين وقتها واختص في فصل في اخره ما سماهم بالعيال وهم سعيد وعادل امام وسيد زيان وغيرهم ، طبعا الكتاب صدر قبل انفجار شهرة ونجومية سعيد وجيله بعد مدرسة المشاغبين ،
يقول عمنا السعدني :
” ويأتي سعيد في مقدمة شلة العيال ، وهو اخفهم دما ، بل هو اخف دم مضحك على الإطلاق ! وهو قادر على اضحاك طوب الارض بحركة او بلفتة او بإشارة من اصبعه الصغير.
ثم هو لانه نجا بمعجزة من عملية حشو الرأس بشعارات المثقفين ودعاوي الادعياء ولانه نبت شيطاني فهو ابن الطبيعة وهو ممثل لانه خلق ليحترف هذه المهنة. وهو يتشارك مع علي الكسار في ميزة هامة وهي انه لا يتعمد التمثيل ، ولكنه يتحرك على المسرح كما يتحرك في الشارع ويتكلم امام المئات في المسرح كما يتكلم بين شلة من الاصدقاء المقربين.
انه الولد الاهبل المعبوط المنشرح الصدر المفكوك زراير البنطلون ، صاحب الغفلة الحلوة والمنبهج لكل ما يحدث في الحياة من افراح واتراح ومصائب سوداء وبلاوي متلتلة !
ولو تعقل سعيد صالح قليلا ولو انضبط قليلا في حياته وفي سلوكه ولو ادخر كل جهده وكل قوته للعمل لانفجر مثل قنبلة زنة الف رطل.”