مات هنية، ولم تمت القضية.
=================
لا شك أن حركة التحرير الفلسطينية (حماس) تعتبر الامتداد الطبيعى لحركات التحرر ومقاومة الاستعمار منذ بداية فكرة مقاومة الاستعمار حتى وقتنا الحالى، تتفق معها أو تختلف تتغزل فى مجاهديها وقادتها أو تتهمهم بالخيانة والتربح، تُثمن و تُمجد الدور الاستراتيجى لها فى الجهاد والمقاومة أو تذمه وتلومه، كل هذا لن ينفى عنها صفتها ولن يسقط عنها قدرها كحركة مقاومة جديرة بالاحترام من كل ماهو إنسانى وجديرة بالفخر من كل ماهو عربى حر، لم نسمع اونقراء عبر التاريخ بحركات مقاومة لم تنتصر حتى وإن طالت مده الصراع فالمقاومة دوما بالنهاية تبقى والإستعمار إلى زوال، حركات المقاومة على مدار التاريخ لم تسلم من الخذلان تارة ومن الخيانه تارة أخرى إلا أنها بإيمانها بحقوق الحرية ومقاومة الاستعمار ظلت صامدة حتى نالت مرادها وحققت أهدافها وحررت أوطانها، وهذا ما نأمله للمقاومة الفلسطينية يوما ما إن شاء الله
كنا بحاجة لهذه المقدمة لإنهاء الجدل المثار حاليا بأوساطنا ما بين حزين ومتأثر وبين شامت وسعيد فى مقتل القائد الشهيد/ اسماعيل هنيه(رئيس المكتب السياسى) لحركة المقاومة حماس و رأس نظامها الحالى، إن حركات المقاومة مثل أى نظام له رأس تمثله وتتحدث بإسمه وتتحمل فى سبيل ذلك الويلات والأذى والمعاناة،
وأن هنية لا يقل إسما ولا فعلا عن سابقية من أبطال المقاومة العربية فى كل البلدان العربية عبر التاريخ حتى نالت حريتها، ويعتبر استشهادة هنية هو أمر طبيعى فى حركات الجهاد والتحرير فدوما كان رأس المقاومة مستهدف بصفة مستمرة وقد سبقه فى ذلك العديد من قادة ورؤوس حركات التحرير فى العالم اجمع، لا غريب فى استشهاد الرجل فقد سبق وارتقت أرواح اهله إلى السماء فى هذه الحرب على قطاع غزة، وحالة الحزن على استشهاد القائد هنية لا تزيد مطلقا عن حالة الحزن العامة على كل الدماء الذكية التى سالت من أبناء الشعب الفلسطينى الحر، لكن الحزن النابع من القلوب على حركة المقاومة حيث عمليه تحديد رأس جديد للنظام ليس أمرا سهلا ويستغرق وقتاً وهو الأمر الذى يمثل تحدى كبير لحركة المقاومة فى ظل حربها الدائرة الان مع الكيان الصهيونى، ونسأل الله لهم النصر والتمكين كما نأمل بأن ارتقاء روح الشهيد البطل سوف يزيد من حماس المقاومة ورغبتها فى الإنتقام وإصرارها على التحدى والصمود حتى تحقق أهدافها إن شاء الله، فقد مات هنية ولكن لم ولن تمت القضية
إن أمر استشهاد القائد هنية فى الأراضى الإيرانية عجيب إلى حد كبير، فكيف للكيان الصهيونى خلال حربة التى قاربت من العام لم يستطيع الوصول إلى أسراه ولا أحد من رؤوس المقاومة فى قطاع غزة فى حين أنه وصل إلى الشهيد هنية فى وقت قصير، الإجابة على السؤال يقودنا لفتح ملف غاية فى الأهمية وهو تاريخ الغدر والخيانة الشيعية منذ القرون الأولى لدولة الإسلام وحتى وقتنا الحالى، بداية من التمرد على حكم سيدنا عثمان(رضى الله عنه) ومن ثم التآمر عليه وقتله، كما لا ننسى دور الدولة العبيدية فى تعطيل الفتوحات الإسلامية ببلاد الاندلس حيث لم يكف العبيدين عن إثارة الفتن والثورات والقلاقل من دول المغرب العربى وحتى دول الشام ومصر والتى بدورها أجبرت الجيوش الأموية على التوقف عن الفتوحات بالاندلس والعودة لمحاربة الفتن والقضاء على تلك الدوله العبيدية، أيضا الباطنيين وما فعلوه بدولة السلاجقة السنية والمحاولات المستميتة لإسقاطها بالإضافة إلى نشاطهم بمصر لإسقاط الدولة الأيوبية السنية والتعاون مع الصليبيين عليها، كما ذكر لنا التاريخ أيضا الوزير الخبيث ابن العلقمى ودورة الكبير فى التعاون مع المغول لإسقاط دولة الخلافة العباسية ببغداد والتى راح ضحيتها مايقرب من ثمانمائة الف أنسان بخلاف الدمار والخراب الذى خلفة ذلك الاجتياح المغولى لدولة الخلافة ببغداد، نذكر أيضا قيام دولة القرامطة الشيعية بمحاربة قوافل الحاج القادمة من العراق إلى بلاد الحجاز ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بمهاجمة الحجيج فى بيت الله الحرام وقتلوا منهم الكثير واقتعلوا الحجر الأسود وحملوه معهم إلى الإحساء عاصمة دولتهم حينها، كما لا ننسى المقاولة الشهيرة لأحد المستشرقين الأوروبيين حينما قال
” لولا الصفويين لكنا نقرأ القرأن فى بلجيكا ”
حيث تسببت صراعات الدولة الصفوية مع دولة الخلافة العثمانية إلى تعطيل الفتح الاسلامى لبلاد اوربا أكثر من مرة فبينما قوات العثمانيين بقيادة سليم الاول على مشارف ايطاليا قام الصفويين بمهاجمة الدولة العثمانية وقتل الالاف من المسلمين مما أجبر القوات العثمانية على العودة ومحاربتهم وترك الفتح الاوربى كى لا تقوى شوكة الصفويين ونفس الأمر فعلوة أيضا فى أيام القائد سليمان القانونى وهو على مشارف فتح النمسا بعد أن حاصرها ودك أسوارها قرابه السته اشهر اضطر إلى العودة لمحاربة الصفويين لما افتعلوة من قتل واغارة على البلاد العثمانية وقتها، هذة نبذة عن تاريخ كبير مليئ بالخيانة والغدر لكل ماهو فى مصلحة الأمة الإسلامية بالعموم والسنية بلأخص، فلا عجب إن أشارت أصابع الإتهام الى تواطئ إيرانى فى عملية استهداف الشهيد البطل بأراضيها.
كتب / أمير أبورية