مديحة كامل نجمة سينمائية لعبت أشهر أدوار الإثارة
“الصعود للهاوية” سبب شهرتها.. وابنتها وراء الاعتزال وارتداء الحجاب!!
قصة أخري تستحق أن تتحول لحدوتة سينمائية..
بالرغم أن هناك قصصا كثيرة في السينما المصرية تشبه تلك الحكاية بل انها قريبة من قصة حياة شهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية.. مع الفارق في التفاصيل.. وإن كانت النهاية متقاربة.
تلك قصة وحكاية الفنانة الراحلة مديحة كامل والتي وصلت إلي أعلي درجات النجومية في السينما.. ودخلت في حياة المجون من شرب وسكر وسهر.. وهي بعض الأدوات التي يعتبرها عدد من الفنانين من لزوم النجومية..
ولتجد فجأة طريق الهداية بل وتعتزل وهي في قمة النجومية.. وقبل انتهائها من تصوير آخر افلامها حيث رفضت تكملة المشاهد الأخيرة من فيلم “بوابة إبليس”.. ولترتدي الحجاب وتعيش سنواتها القليلة المتبقية من عمرها في حالة تعبد لله.
وإن كان يرجع الفضل لذلك لابنتها الوحيدة “ميريهان” التي كانت تبكي لحال أمها وتتوسل إليها أن تهتدي وتترك طريق الفن حتي استجابت في سنواتها الأخيرة.
الوفاة صائمة
ولدت الفنانة مديحة كامل صالح في 3 اغسطس عام 1948 بالإسكندرية.. وتوفيت في 13 يناير 1997 بالقاهرة وبعد خمس سنوات من اعتزالها حيث جاءت الوفاة بسبب مضاعفات مرضها بالقلب الذي اصيبت به في السبعينيات.. وقد مكثت في مستشفي د. مصطفي محمود قرابة عشرة شهور للعلاج بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه علي الرئة..
وجاءت الوفاة في اليوم الرابع من شهر رمضان ــ كما كانت تحلم بذلك ــ حيث قامت بصلاة الفجر مع ابنتها وزوجها.. ثم خلدت للنوم لتكتشف الأسرة وفاتها ظهر اليوم التالي وهي نائمة علي فراشها!!
كانت مديحة كامل هي الشقيقة الثانية بعد اخواتها ــ ثلاثة أولاد وثلاث فتيات ــ وكان والدها يملك مضارب أرز النيل علي ترعة المحمودية..
وانتقلت في سن الـ 14 عاما للعيش في القاهرة مع اسرتها وظهرت عليها موهبة التمثيل في مرحلة مبكرة من عمرها حتي أنها حصلت علي كأس أحسن ممثلة مدرسية عندما لعبت في المرحلة الاعدادية دور “رابعة العدوية” في المسرحية المدرسية.. والطريف أنها نفس الشخصية التي صارت علي نهجها في حياتها.
وأثناء دراستها في مدرسة السنية الثانوية بالسيدة زينب عملت في مجال عروض الأزياء. ثم دخلت مسابقة للوجوه الجديدة اجراها التليفزيون المصري عام 1964 ونجحت في الاختبار لتلعب أول أدوارها من خلال تمثيلية “الحائرة” اخراج حسن إسماعيل.
وفي نفس العام اختارها المخرج أحمد ضياء الدين للمشاركة في أول عمل سينمائي لها في فيلم “فتاة شاذة” بطولة شويكار ورشدي أباظة. وفي العام التالي 1965 ظهر اسمها لأول مرة علي الأفيشات في فيلم لإسماعيل يس “العقل والمال” اخراج عباس كامل.
الصعود إلي الهاوية
تمتعت مديحة كامل بوجه جميل جذاب يمزج بين البراءة والإثارة مما ساهم في أن تلعب أدوارا عديدة..
حتي جاءت الفرصة في دور البطولة أمام فريد شوقي في فيلم “30 يوم في السجن” اخراج نيازي مصطفي وعمرها 20 سنة وكانت مازالت طالبة في كلية آداب جامعة عين شمس قسم علم النفس.. ولتفتح لها الأبواب في السينما المصرية واللبنانية وتميزت أدوارها بالإثارة والجرأة والتي امتدت لمراحل حياتها الأخري في السبعينيات والثمانينيات.
حققت مديحة كامل الشهرة الحقيقية والنجومية المطلقة من خلال الفيلم الشهير “الصعود إلي الهاوية” بطولة محمود ياسين واخراج كمال الشيخ..
ولعبت دور “الجاسوسة المصرية لصالح إسرائيل” وهو الدور الذي رفضته جميع نجمات السينما في فترة السبعينيات.. ليصبح عام 1978 عاما فارقا ونقطة تحول في حياتها لتنهال عليها الأدوار وبلغت أعمالها لأكثر من 150 عملا معظمها في مجال السينما حيث اصبحت نجمة الشباك ووصلت أعمالها في عام واحد إلي عشرة أفلام سينمائية.
الزواج ثلاث مرات
تزوجت مديحة كامل ثلاث مرات.. الأولي من رجل الأعمال محمود الريس والد ابنتها ميريهان والتي تزوجته وهي طالبة في الثانوية العامة برغم فارق العمر بسبب موافقته علي عملها في السينما إلا أنه بعد فيلمها الأول “فتاة شاذة” انطلقت شائعة قصة حب وعلاقة ما بين زوجته ورشدي أباظة.. فأبدي غيرته عليها وطلب منها ترك التمثيل فرفضت لعشقها للفن فكان الانفصال والطلاق.
أروع توبة
كانت ابنتها الوحيدة ــ ميريهان ــ سببا رئيسيا في توبة أمها واعتزالها التمثيل بإلحاحها الشديد.
حيث تربت الابنة في بيت خالتها وكان زوجها شديد التدين حتي أن الأسرة كانت تصلي الفجر جماعة.. ومن تلك النشأة الدينية رفضت الابنة أفعال امها في الأفلام حتي أنها لم تدرك بأنها أمها إلا بعدما بلغت 6 سنوات ثم أخذتها الأم لتعيش معها وعمرها عشر سنوات لتبدأ الابنة في أن تخرج أمها من مجال الفن بإقامة “العمرة” وزيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم حتي تراءي لمديحة كامل في المنام رجل أشبه بالملاك يقول لها “حان الوقت” لتعلن اعتزالها التمثيل أثناء تصوير فيلم “بوابة إبليس” أمام هشام عبدالحميد واضطر المخرج لاستكمال دورها عن طريق دوبليرة.
تحولت حياة مديحة كامل لارتداء الحجاب والصلاة والتعبد ورعاية ابنتها والتفرغ لمصنع التريكو التي افتتحته.. لتسجل أروع قصة توبة لفنانة مصرية بل وتتوفي وهي صائمة في شهر رمضان وبعد صلاة الفجر وهي تحتضن المصحف الشريف وذلك عن عمر 49 عاما..