شهدت القاهرة الجديدة واقعة خطف طالبة بالإكراه تحت تهديد السلاح على يد عجوز مراهق مالك شركة، والذي استغل حاجتها للعمل واختلس توقيعها على ورقة زواج عرفي تمهيدا لاستدراجها لفيلته وتنفيذ رغباته وشهواته، إلا أن جراءة الفتاة وإصرارها على مقاومته أوقعته في قبضة رجال الأمن بعد مطاردة بوليسية بشوارع منطقة التجمع الخامس.
ومن واقع أوراق القضية أدلت المجني عليها (إ ط ا – 21 سنة – طالبة باحدى كليات التجارة) بأقوالها في التحقيقات بأنها تعرفت على العجوز قبل الواقعة بـ 3 أيام لكونه ذا وضع اجتماعي مرموق والذي زعم لها أنه يمتلك شركة خاصة ويحتاج لفتاة مثلها لتشغل مهنة “سكرتيرة” فأبدت تأييدها لذلك وتلاقيا مساء يوم آخر وأثناء مجالستها حرر ورقة عقد بيده وطالبها بتوقيعها باعتبار أنها لعقد عملها بشركته, فوقعتها وانطلقت لمنزلها فرحة بفرصة العمل الجديدة.
وتبين للفتاة عقب ذهابها للمنزل أنه عقد زواج عرفي بالمتهم فاتصلت بالعجوز لتبدي استياءها إلا أنه لم يتجاوب معها حتى التقيا ليلة الواقعة، إذ استقلت سيارته بمحيط مسكنها بمدينة نصر، بنية المكوث معه لمدة لا تجاوز 5 دقائق لتنهي مسألة ورقة الزواج المذكورة، إلا أنها فوجئت به يوجه لها السباب، ويصطحبها إلى منطقة التجمع الخامس دون إرادتها ورغما عنها, وعندما أبدت رغبتها في مبارحة السيارة أشهر سلاحه الناري في وجهها وهددها به لاصطحابها لمنزله الكائن بفيلا بالتجمع الخامس.
ولكن الصدفة لعبت دورا كبيرا في إنقاذ الفتاة من قبضة العجوز الطائش، وإذ بالفتاة تلمح أحد الارتكازات الأمنية يظهر بوسط الشارع الخاوي من المارة، لتستنجد به من لحظات الخوف والفزع التي تعيشها داخل سيارة المتهم وما أن وصلوا إلى محيط “الكمين” حتى فتحت باب السيارة في محاولة لمغادرتها وتعالت صيحاتها بالاستغاثة بأفراد القوة الأمنية.
إلا أن المتهم أطبق يده على شعرها وجذبها منه، وأسرع بالفرار بسيارته من تلك المنطقة وظلت الفتاة حريصة على إبقاء الباب المجاور لها مفتوحاً بقدمها تحاول الاستغاثة والنجاة بنفسها.
ووسط حالة الهدوء التي تعم معظم ليالي الأحياء السكنية بالتجمع الخامس استيقظ السكان على أصوات صراخ واستغاثة نسائية صادرة من داخل سيارة سوداء مسرعة بدون لوحات معدنية وتطاردها العديد من سيارات الشرطة، فلاحقته بعض سيارات المارة التي انتبهت لحقيقة الموقف.
وإذ بسيارة العجوز الفارهة من ماركة “رينج روفر” تتوقف إجبارا أمام بوابة إحدى السفارات الأجنبية بالمنطقة وتترجل منها الفتاة مرتعبة ترقد مسرعة لطلب النجدة وتستغيث بمن حولها من المارة وتستنجد بأفراد أمن السفارة ويلاحقها المتهم مترجلاً من سيارته ومشهراً سلاحه الناري مهددا المتواجدين بمكانته وقوة نفوذه.
واعتقد العجوز أن نفوذه الواسع وأمواله الطائلة وعلاقات القوية ستتيح له أن يسعى في الأرض فسادا دون محاسبة بارتكاب جرائم الخطف والتزوير واستغلال الضعفاء ولكن بفضل يقظة الأجهزة الأمنية تم ملاحقته واستيقافه وإخطار دائرة القسم بالواقعة.
فيما أسرع أفراد خدمة تأمين السفارات الأجنبية بنجدة الفتاة وفور وصول القوات تقابلوا مع المجني عليها والتي روت لهم مضمون ما حدث لها من قبل العجوز وما لحق بها من إصابات وجروح بساعدها الأيسر – نشأ عن الاحتكاك بيديه وأظافره أثناء التجاذب الذي حدث بينهما بالسيارة.
وبمناقشة القوات للمتهم ادعى أن له مكانته الاجتماعية المرموقة في محاوله للسماح له بالذهاب ولكن أصرت الأجهزة الأمنية على استيقافه والاستعلام عن أمره وفراره من الكمين في واقعته المشبوهة.
وتبين أنه يستقل سيارة ماركة “رينج روفر” بدون لوحات معدنية أو ترخيص اتضح أنها تحمل لوحات شركة سياحية، وبحوزته سلاح ناري عيار 9 مم صيني الصنع ماركة “نورينكو” يحتوي على 10 طلقات تم العثور عليه بدواسة قائد السيارة وادعى العجوز أن السلاح ملكه ومرخص والسيارة التي يقودها ملكه وقام بشرائها بمبلغ 2 ونص مليون جنيه وأن الفتاة المجني عليها زوجته بعقد زواج عرفي وقد تعرف عليها منذ 3 أيام.
وبالاستعلام عن السلاح المضبوط بحوزة المتهم من قطاع مصلحة الأمن العام تبين أنه غيْر مرخص وبمواجهة العجوز بما أسفر عنه الاستعلام أنكر صلته بالسلاح، وبسؤال المجني عليها قررت بمضمون ما جاء بأقوالها بمحضر الشرطة وأفادت الطالبة بأن المتهم استدرجها لسيارته وتشاجرا بسبب اختلاسه لتوقيعها على عقد عرفي مزور.
كما تعدى عليها بالضرب بجذبها من شعرها وهددها بسلاحه الناري ومنعها من مبارحة سيارته، وفي تلك الأثناء استغاثت بالمارة وتمكنت من الفرار منه محتمية بخدمة التأمين والتي أخطرت عمليات قسم شرطة التجمع الخامس ولاحقتها خدمة الكمين الأمني المتحركة التي تشرف على تأمين السفارة وحضر العديد من الضباط وتعاملوا مع الموقف.
ولاحظ المحيطون بالواقعة محاولة العجوز المتهم استرضاء الطالبة المجني عليها بكل الوسائل إذ عرض عليها الزواج الرسمي تارة وعرض عليها مبلغ 100 ألف جنيه تارة أخرى لقاء التنازل عن شكواها الراهنة.
وخلال التواجد بديوان القسم، أعاد العجوز المتهم عرضه على الفتاة المجني عليها بتحرير شيك بمبلغ مليون جنيه مقابل التنازل عن الواقعة، كما أنه حاول استرضاء الضباط بالقسم وعرقلة تحرير المحضر الخاص بواقعة السلاح في مقابل الكشف عن المصدر غير المشروع الذي حصل منه على ذلك السلاح ولكن جميع محاولاته للهروب من جريمته باءت بالفشل.
تم تحرير المحضر اللازم للمتهم لارتكاب واقعة خطف المجني عليها بالقوة والتهديد باستخدام السلاح الناري حيازته كما أن المتهم استغل مكانته في حيازة سلاح ناري وذخائر غير مرخصين وكذا حيازة السيارة المضبوطة والمنصرف لها لوحات معدنية سياحة.
أمر إحالة «العجوز» المتهم بخطف الفتاة للمحاكمة الجنائية
أحالت النيابة العامة المدعو م ح إ س (محبوس) للمحاكمة الجنائية لاتهامه بخطف فتاة بالتحايل والإكراه وتعذيبها بدنيا، كما ارتكب جريمة التزوير بعقد زواج عرفي والحصول على سلاح ناري بدون سند قانوني. وجاء بيان أمر الإحالة كالآتى:
أولاً: خطف المجني عليها (إ. ط. ا) بالتحايل وبالإكراه، بأن استدرجها إلى أن استقلت سياراته فأبعدها عن مكان تواجدها وما أن تنبهت إرادتها وحاولت الفرار حتى أشهر سلاحآ ناريا في وجهها وهددها فبث الرعب في نفسها وتمكن بتلك الوسيلة من إقصاء المجني عليها.
ثانياً: القبض على المجني عليها بدون أمر أحد الحكام المتخصصين بذلك وفي غير الأحوال التي تصرح فيها القوانين واللوائح بالقبض على ذوي الشبهة واحتجزها داخل سيارته بأن أطبق بيديه على شعرها وجذبها مانعا إياها من مبارحة السيارة وعذبها بالتعذيب البدني وقام بضربها بيده فأحدث بها إصابات عديدة.
ثالثا: ارتكب تزويرا في محرر آحاد الناس “عقد زواج عرفي” أن دسه على المجني عليها باعتباره من أوراق تعيينها في شركته المزعومة، مما مكنه من اختلاس توقيعها على ذلك السند.
رابعا: حصل على سلاح ناري “مسدس” دون أن يتقدم خلال شهر إلي مقر البوليس الذي يقع فى دائرته محل إقامته ببيان به وبأوصافه.
موعد محاكمة «العجوز» المتهم بخطف الفتاة أمام الجنايات
وحددت محكمة استئناف القاهرة 22 يناير الجاري لنظر أولى جلسات محاكمة المتهم بالقضية أمام الدائرة 27 جنايات والمنعقدة بمجمع محاكم جنوب القاهرة بزينهم.