لم يكن أحد يعلم بحكاية فيلم “أصحاب ولا أعز”، ولا ما يتضمنه من بعض الأمور الخارجة، إلا من خلال ما أثاره الأستاذ مصطفى بكري في البرلمان، وما تحدث به في لقاءه مع الأستاذ عمرو أديب، وكان الأستاذ عمرو ضد ما ظهر في الفيلم ومتضامنا مع سيادة النائب في بعض الأمور، وضد التحامل على منى زكي وزوجها.
الملاحظة الثانية أن الأستاذة لميس الحديدي زوجة الأستاذ عمرو أديب كانت مع الفيلم ومع حرية الفن والإبداع بدون تخفظ، واستضافت بعض المؤيدات للفيلم والتغزل بمشاهده وعباراته. ثم بدأ “السجال الشديد” بين المؤيدين للفيلم من جهة وبين المعترضين عليه من جهة أخرى “شمل الكتاب والصحفيين والنقاد ورواد الفيس بوك والتواصل الاجتماعي”. الملاحظة الثالثة أن كثيرا من المؤيدين والمعترضين بدا أنهم لم يشاهدوا الفيلم لأن القناة “نتيفلكس” لا يمكن مشاهدة ما تبثه من أفلام إلا من خلال الاشتراك المادي، ويرى كثيرون أن “الله الغني كي يدفعوا اشتراكا جديدا مع ما يتم دفعه من فلوس في كل شيء”.
الملاحظة الرابعة أن المعركة هدأت بعض الشيء بعد وفاة الأستاذ ياسر رزق، وبدء معركة أخرى بين فريق أصدقاء وزملاء الأستاذ ياسر رزق، وبين الفريق الآخر المخالف له في آراءه، إلى أن ظهر الأستاذ إبراهيم عيسى أول من أمس ليحي المعركة من جديد بعد أن هدأت رحاها!! وكنت قد تساءلت في نفسي وقت اندلاع المعركة: لماذا لم يدلي الأستاذ إبراهيم بدلوه في هذه الواقعة “المهمة”؟!!، وإذا به لا يكذب خبرا، ويظهر ممتطيا جواده ويمسك بسيفه ليحيي المعركة من جديد، بعد أن كانت في الرمق الأخير، وتبارى معه بعض الكتاب في مقالاتهم بالصحف، وفي لقاء مع الممثلة منى زكي بطلة الفيلم قام عيسى من على كرسيه بالاستوديو احتراما لها على ما قامت به في الفيلم، ناعتا إياها بالشجاعة، ليغيظ “بفعلته تلك” بعضا ممن ينتقدون آراءه وأفكاره!!!!!
الملاحظة الخامسة أن السجال الذي حدث حول الفيلم أظهر أن غالبية الشعب المصري رافض “للإسفاف الفني” والابتذال في الأفلام والمسلسلات، وما الممثل محمد رمضان وأفعاله، وحمو بيكا وأصحابه منا ببعيد، ورأينا كيف قام المصريون “بالواجب” باعتراضهم على تخصيص هذه الفئة بالتكريم المبالغ فيه، ومنحهم مزايا ومكانة أكبر من مكانة العلماء والمفكرين!!
الملاحظة السادسة تتمثل في أن عددا من الكتاب وأصحاب القلم “المؤيدين لحرية الإبداع” نأوا بأنفسهم عن الدخول في هذه “المتاهة” خوفا على رصيدهم الكبير والمكانة والود عند القراء، وابتعادا منهم عن مواضع “الشبهات” التي تجلب الشهرة “المثيرة للجدل”!!
الملاحظة السابعة أن المدافعين عن الفيلم “رغم اعتراض غالبية المصريين عليه” لا يهمهم أن يرضى المصريون أو يغضبون، ما دامت الشهرة عندهم والحصول عليها هي الأهم!!
الملاحظة الثامنة أن عددا لا بأس به من المدافعين عن الفيلم، كان منطق دفاعهم غير سليم، فهم يرون أن المجتمع به من السلبيات والانحرافات أكثر مما ظهر بالفيلم، ومن ثم – بمنطقهم – ماذا سيحدث إذا عرض هذا الفيلم أو أي فيلم آخر به انحرافات أو سلبيات!!!