أخبار مصرأهم الأخبار

“من الحُسين للجمالية.. كيف لعبت مصر دور الملك في رقعة السياسة الدولية؟”

كتبت : يوستينا ألفي

في توقيت لا يخلو من التوترات الدولية، وفي لحظة كانت فيها أنظار العالم تتابع موازين القوى بين الشرق والغرب، فجّرت مصر مفاجأة من العيار الثقيل: رئيس دولة عظمى في زيارة غير تقليدية، يتجول وسط الناس في الحُسين، ويمشي في حواري الجمالية، وكأنه مواطن عادي.. بينما الكاميرات تنقل الرسالة.

هل كانت مجرد زيارة دبلوماسية؟
أم شو سياسي؟
أم رسالة مخابراتية ناعمة للعالم كله مفادها: “مصر مش بس آمنة.. دي واثقة، واقفة، وماسكة دفة المشهد”.

بين الصورة والواقع.. ماذا جنت مصر من زيارة ماكرون؟

لم تكتفِ القاهرة باستقبال بروتوكولي، لكنها لعبت أوراقها بذكاء. وفي الخلفية، كانت الملفات تُراجع، والاتفاقيات تُوقّع، والمصالح تُنسّق. النتيجة؟ حزمة من المكاسب الاستراتيجية في أكثر من مجال:

في التعليم والصحة:

100 مدرسة فرانكوفونية جديدة تُفتتح في مصر.

مستشفى لعلاج السرطان بتكنولوجيا فرنسية حديثة.

اتفاقيات جديدة في التعليم العالي والبحث العلمي.

نقل الخبرات الطبية الفرنسية للمستشفيات المصرية.

في الصناعة والنقل:

نقل تكنولوجيا السكك الحديدية وتوطين صناعتها داخل مصر.

توطين صناعات فرنسية مهمة، أبرزها في قطاع السيارات.

في الدفاع والتسليح (العنوان الأثقل):

صفقات تسليح ضخمة تشمل صواريخ كروز “ستورم شادو”، وصواريخ دفاع جوي متقدمة مثل “MICA” و”Aster 15/30″.

تصنيع مشترك لطائرات الرافال داخل مصر.

شراكات استراتيجية في الصناعات البصرية والاتصالات العسكرية، من خلال تأسيس شركات مشتركة مثل:

“تاليس آند بنها للصناعات الإلكترونية”

دعم “الشركة العربية العالمية للبصريات”.

في الاقتصاد والاستثمار:

زيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر من 4 مليار يورو إلى 7 مليار يورو.

تمويل مشروعات كبرى في البنية التحتية، الطاقة، الزراعة، والمياه.

في التكنولوجيا الحديثة:

تعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، بما يدعم التحول الرقمي في مصر.

قراءة ما بين السطور:

مصر ما لعبتش دور “الدولة المستقبِلة” فقط، بل كانت الفاعل الحقيقي في المشهد. الزيارة كانت عنوان كبير، لكن التفاصيل كانت في الكواليس..
من توطين التكنولوجيا، لنقل المعرفة، لصفقات غير مسبوقة في التسلّح والتصنيع.. مصر قالت كلمتها: إحنا مش بنتفرج.. إحنا بنرسم شكل المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى