من فوق أعلي قمة في الأراضي المنخفضة
نقطة حدود هولندا مع بلجيكا وألمانيا
بقلم الكاتب مصطفي كمال الأمير
هل سبق لكم زيارة نقطة الحدود الثلاثية بالقرب من قرية فالس Vaals الهولندية
أقدم لكم جولة ممتعة مع نبذة تاريخية من فوق أعلى نقطة في الأراضي المنخفضة هولندا
التي تحولت الي مزار سياحي يجذب سائحي العالم
والصعود الي برج مراقبة الملك بودوان حيث تلتقي فيه نقاط الحدود بين هولندا وبلجيكا وألمانيا
قرية فالس (322 مترًا فوق سطح البحر). علي مسافة 30 km من ماستريخت بمقاطعة ليمبورج الهولندية والقريبة من مدينة آخن Aachen الألمانية ومدينة Luik البلجيكية
من فوق برج الملك بودوان
King Baudouin يمكنك الاستمتاع بإطلالة جميلة على المناطق المحيطة في ثلاث دول في وقت واحد حالة نادرة ربما لا تتكرر كثيرًا في حياتنا
منذ عام 1815 ، كانت هناك خمسة حدود وطنية مختلفة في Drielandenpunt الحالية بالقرب من فالس
طوال 80 سنة من عام 1839 إلى عام 1919 ، كانت نقطة الحدود الثلاثية عبارة عن نقطة من أربع دول.
هولندا وبلجيكا وبروسيا (لاحقًا ألمانيا) تحدها هنا في ذلك الوقت على الدولة المصغرة Neutral Moresnet.
بعد الحرب العالمية الأولى ، تم إجراء إعادة ترسيم الحدود بين بلجيكا وألمانيا
وتمت إضافة المحمية الطبيعية غابة Neutral Moresnet إلى مملكة بلجيكا.
بعدها تحولت النقطة المكونة من أربع دول بالقرب من فالس نقطة ثلاث دول
في القرن التاسع عشر وخاصة في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بوقت قصير
، كان هناك الكثير من عمليات التهريب بالقرب من Drielandenpunt.
تحت جبل فالس Vaalserberg يوجد نفق لخط السكك الحديدية بين لييج وآخن ، حفره أسرى الحرب الروس في الحرب العالمية الأولى.
بالإضافة إلى علامة الحدود الرسمية ، هناك أيضًا العديد من علامات الحدود “التاريخية” في المنطقة
في عام 1816 ، بعد سقوط الإمبراطور نابليون
كان لا بد من إعادة ترسيم حدود أوروبا
في المنطقة الواقعة بين بروسيا ألمانيا ومملكة هولندا
وكان هناك خلاف حاد بسبب وجود منجم لمعدن الزنك الثمين
على الرغم من أن المنجم قد استنفد بالفعل في عام 1885
، إلا أن الصراع استمر حتى ما بعد نهاية الحرب العالمية الأولى
وعقد معاهدة فرساي في فرنسا
التي يوجد لها أيضاً حدود ثلاثية مع لوكسمبورج وألمانيا ومع إسبانيا وأندورا
ما يميز قارة أوروبا التنوع الديني والثقافي والحدود الجغرافية أيضا بين دولها الخمسين ( نفس عدد ولايات أمريكا )
حيث تتلاقي الحدود المشتركة بين الدول حتي داخل الدولة الواحدة مثل جمهورية سان مارينو في ايطاليا وجزر الفارو في مملكة الدنمارك وإمارة ليختنشتاين 🇱🇮 وأندورا بين فرنسا واسبانيا
وأمارة موناكو جنوب فرنسا
كذلك الفاتيكان 🇻🇦 مقر البابوية الكاثوليكية داخل العاصمة الإيطالية روما
كما توجد لدينا حدود ثلاثية أيضًا في قارة آسيا بين طابا المصرية والعقبة الأردنية مع إيلات في إسرائيل ” فلسطين المحتلة” منذ عام 1948
كذلك مزارع شبعًا اللبنانية المحتلة من اسرائيل علي حدودها مع لبنان وسوريا
كذلك في قارة أفريقيا بين حدود تونس مع ليبيا والجزائر
ختامًا بعد تصالح دول أوروبا تاريخياً وجغرافيًا بعد حربين عالميتين دمرت دولها وقتلت عشرات الملايين من ضحايا الحرب عسكريين ومدنيين من دول المحور والحلفاء
فإننا في بلادنا العربية مازلنا نتقاتل علي حدودنا المشتركة بسبب الأرض او البترول أو صراع النفوذ الذي يتم تأجيجه خارجيًا مثل قضية الصحراء المغربية مع جبهة البوليساريو الإنفصالية المدعومة من الجزائر وإسبانيا ( ترفض انفصال إقليم كتالونيا عنها )
وقبل ذلك دعمها من جماهيرية ليبيا قبل ثورة الليبيين بمساعدة طائرات الناتو علي العقيد الراحل القذافي
المعادلة بسيطة جدأ أذن
أوروبا تتعاون وتتوحد وصولاً للرخاء والأزدهار
من خلال علم واحد يجمع 25 دولة اوروبية مع عملة واحدة وسياسة دفاعية وخارجية واحدة
بينما يجب التفرقة بين دول العرب حدوديًا ودينيًا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيًا حتي رياضيا
حتي يظلوا متخلفين غارقين في دمائهم
وذلك لتشغيل مصانع السلاح الغربية والأمريكية وحتي الصينية والروسية ويعودون مائة عام الي الوراء
بالفراسة العربية التي كانت معروفة عنهم
ربما تأخرنا كثيراً في أن نفهم الدرس مبكراً
لكن ما زال يمكننا اللحاق بقطار الوحدة العربية قبل فوات الأوان