أهم الأخبارزاوية المرسال

من هؤلاء تعلم جمال حمدان

من هؤلاء تعلم جمال حمدان
يخطئ من يتصور أن عبقرية جمال حمدان هبطت عليه من السماء. الحقيقة هناك اساتذة كثيرون ر تعلم منهم حمدان، فى مقدمتهم رفاعة الطهطاوى وحسين فوزي, وأيضا الاستاذ الأكبر لجمال حمدان هو العالم «محمد عوض محمد» ويعد من الأوائل الذين كتبوافكرا جديدا في الأدب وله العديد من القصائد فى الشعر والترجمات الكثيرة من الألمانية وغيرها وهو مؤسس المدرسة الجغرافية الحديثة فى مصر بداية القرن العشرين. كما استفاد جمال حمدان من كتاب الجغرافى البريطانى كيريل فوكس «شخصية بريطانيا» الذى أخذ منه حمدان فكرة كتاب «شخصية» مصر» كما استفاد أيضا من علماء الجغرافيا السياسية الإنجليز وفى مقدمتهم هالفورد ماكندر وغيرهم كثر.
وفى دراسته لسيناء استعان حمدان بالعمل الرائد للجغرافى المصرى عباس عمّار وعنوانه «المدخل الشرقى لمصر». كما عاد أيضا فى التاريخ للكتاب المهم الذى ألفه صبحى وحيدة بعنوان «فى أصول المسألة المصرية».
ومن أشهر «أساتذة حمدان» الجغرافى الإنجليزى «جون بول» الذى ينتمى لعهد الاحتلال الإنجليزى لكنه عاش ومات مهموما بمصر كما لو كان مصريا وطنيا (دون أن يمنع ذلك من أن جهوده كانت تخدم المشروع الإمبريالى الإنجليزي). أنفق جون بول ثلاثين سنة من عمره فى تحقيق عدد كبير من الاكتشافات الجغرافية فى أراض مصرية لم يصلها غيره من قبل، فضلا عن ترجمته أهم ما جاء فى كتب الأولين عن جغرافية مصر عند اليونان واللاتين وغيرهما.
جون بول هو أحد اساتذة حمدان، اعتمد مبدعنا المصرى الكبير فى موسوعته «شخصية مصر» على مؤلفات «بول» العظيمة التى تناولت ربوع مصر المختلفة (من شلال أسوان إلى جنوب الصحراء الغربية عند حدودنا مع ليبيا، ومن جبل علبة فى حلايب وشلاتين إلى منخفض القطارة).
قائمة اساتذة حمدان كثيرة وتشمل عشرات الأولين السابقين عليه، وخلف حمدان مئات الجهود التى أنفق فيها أعمارهم مفكرون وباحثون أنتجوا أعمالا علمية أصيلة وجاء حمدان ليقدمها لنا فى ثوب جديد لم نره من قبل أو لم يطلع عليه الجيل الحديث لضعف تكوينه فى اللغات الأجنبية.

زر الذهاب إلى الأعلى