أهم الأخبارزاوية المرسال

وإذا سألت، وإذا استعنت .. بقلم أمير أبورية

خلق الله الإنسان كائنًا ضعيفًا بطبيعته ، مهما ظن أنه بالغٌ من القوة مابلغ فهو في النهاية دائمًا فى حالة عوز وحاجة، قد يظن أن القوة فى امتلاك الملك والسلطان أو امتلاك الصحة والعزوة والأهل، لكنه يعود فى الأخير يجد أن هناك أشياءً تفوق قدرته وتتغلب على قواه لا يدركها إلا بالاستعانة بكبير أو سؤاله اكتمال تلك الأشياء، لا فى الأرض أو السماء أكبر من الله تبارك وتعالى، ولما كان الخالق تبارك وتعالى يعلم ذلك فسهل للإنسان ذلك الطريق وحدده له، وذلك بأن فتح له باب الطلب والسؤال فى أي وقت كان وأي طلب كان، قوة الخالق وقدرته تسع كل شيء ولا يعجزها شيء في فى الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى، فمهما كان سؤال الإنسان عظيمُا فهو عند الله هين وبسيط ومهما تعظمت الأمور والحاجات فبالاستعانة بالمولى عزوجل تجد كل شيء ممهدِا والوصول إليه مقضي بحول الله وقوته.

الله تبارك وتعالى يحب أن يسأله عباده ويستعينوا به، جاء ذلك فى أحاديث النبي محمد (ص) ففي الحديث الذى أخرجه الترمذي فى سننه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي :
يا غلام إني أعلمك كلمات {احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف } صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.

أول من سأل الله واستعان به هم الأنبياء والرسل(صلوات الله وسلامه عليهم)ليمهدوا لنا الطريق إلى ذلك، بلغ سيدنا زكريا من العمر أرذله وكانت زوجته عاقرًا لكنه سأل الله الذرية رغم صعوبة الأمر إلا أنه بحول الله تحقق ورزق بسيدنا يحيى عليه السلام، وحينما اشتد المرض على سيدنا أيوب لزمن طويل لم ييأس وسأل الله العافية والشفاء فبقدرة الله تحقق له ذلك حتى أن زوجته حينما رأته بعد شفاء الله له لم تكد تعرفه ، ولما خرج موسى بقومه هربًا من فرعون و جنوده حتى حوصر بالجنود من خلفه والبحر من أمامه وظن من معه أنهم مهلكون سأل الله الفرج فانشق البحر وعبر سيدنا موسى ومن معه ونجوا من ظلم فرعون بقدرة الله، ولما اشتد أذى القوم على سيدنا إبراهيم وألقوه فى نار شديدة اللهب وجاءه جبريل عليه السلام يقول له هل لك من حاجة فقال له إذا منك فلا وأما من الله فنعم فأنزل الله قدرته على النار فتبدلت طبيعتها وكانت بردًا وسلامًا على سيدنا إبراهيم بحول الله تعالى.

سيدنا سليمان ماكان ملكه هذا إلا بسؤله لله تبارك وتعالى حينما قال رب هب لى ملكًا لاينبغي لأحد من بعدي فبقوة الله كانت تسخر لسليمان الريح ويلين له الحديد ويعمل تحت أوامره الجن والطير جميعًا، حينما حزن سيدنا يعقوب على فراق ابنه سيدنا يوسف لم ييأس واستعان بالله أن يرد إليه ابنه وحتى بعد أن طال فراقهم وفقد يعقوب بصره من شدة البكاء والحزن إلا أنه في الأخير بتدابير الله تجمع شمل يعقوب بابنه يوسف عليهما السلام، وسيدنا محمد (ص) فى بداية دعوته للإسلام سأل الله أن يعز الإسلام بدخول أحد العمرين (عمرو بن هشام أو عمر بن الخطاب)رغم أن الناس كانوا يقولون لن يسلم عمر حتى يسلم حمار الخطاب إلا أنه بحول الله أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأعز قوة الإسلام بدخوله حينها، كل هذه وغيرها الكثير كانت نماذج لقدرة الله واستجابته لمن يسأله ويستعين به على مطالبه وقضاء حاجته ولنقتضي بالأنبياء والرسل ونتبع ذلك الطريق في طلب قضاء حوائجنا مهما ظننا أنها مستعصية فالله تبارك وتعالى كبير وهو القادر على ذلك سبحانه وتعالى.

بقلم / أمير أبورية

زر الذهاب إلى الأعلى