أعد الدكتور حسين دقيل، الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية، دراسة تاريخية عن القديسة المصرية “آيا صوفيا” أكد فيها أن آيا صوفيا باليونانية تعني آجيا صوفيا Αγιά Σοφιά وآجيا صوفيا معناها “الحكمة الإلهية”.
ولفت إلى أن كنيسة أيا صوفيا تم إنشاؤها خصيصًا من أجل التبرك بالقديسة المصرية (صوفيا) وهى قديسة قبطية ولدت بمنطقة البدرشين بالجيزة مع نهايات القرن الأول الميلادي، وكانت تعبد الأوثان وكان لها جارات مسيحيات فرأت منهن خلقًا طيبًا ولمست فيهن روح المحبة والمودة، فاعتنقت المسيحية، ولازمت على الصلاة والصيام ومحبة الفقراء.
أن أنباء إيمان القديسة صوفيا بعد أن ذاع صيتها وصلت إلى الوالي الروماني في مصر المدعو (كلوديوس) خلال حكم الإمبراطور الروماني المتعصب هادريان (117 ـ 138م)، بأن صوفيا الوثنية حولت عقيدتها فصارت مسيحية فأمر بإحضارها ومحاكمتها فلما مثلت بين يديه سألها عن معتقدها، فأجابته بأنها كانت عمياء تعبد الأوثان ثم أبصرت وصارت مسيحية.
فاستشاط الوالي غضبًا وأمرها بالعودة إلى الوثنية، فأبت وأخبرته بأن تلك الأوثان لا تزيد عن كونها حجارة لا تنفع ولا تضر فما زاده كلامها إلا غضبًا فأمر جنوده بضربها بالسياط علّها تعود؛ غير إنها ما ازدادت إلا إصرارًا فأمر الجنود أن يقوموا بكي مفاصلها بالنار، فصرخت، ففرح الوالي واعتقد أنها ستعود عن عقيدتها، فما كان منها إلا أن صرخت مكررة اعترافها بالديانة المسيحية.
(كلوديوس) بدأ يفكر في طريقة أخرى لردها عن عقيدتها، فبدأ يحسن معاملتها وأرسل إليها زوجته كي تلاطفها وتعدها بأنها إن تركت المسيحية فستُمنح الكثير من الخيرات من الوالي، لكنها ظلت على ثباتها حينها أمر الوالي بقطع لسانها وحبسها في سجن مظلم.
وفي النهاية أمر بقطع رأسها، وقبل تنفيذ الحكم قامت فصلت صلاة طويلة وسألت ربها بأن يسامح الوالي وجنده .
الإمبراطور الروماني (قسطنطين العظيم) وأمه (الملكة هيلانة) سمعا بالقديسة صوفيا سنة 325م، فأمرا بنقل جسدها من مصر إلى مقر الحكم في مدينة القسطنطينية وبنى لها قسطنطين كنيسة عظيمة هناك ووضعوا فيها جسدها تكريمًا لها وسماها: (كنيسة صوفيا) للتبرك بـ (القديسة صوفيا).
وقد احترقت الكنيسة القديمة، وقام الإمبراطور (جستينيان الأول) بإعادة بنائها سنة 537م وحولها السلطان محمد الفاتح عام 1453م إلى مسجد ثم حولها كمال الدين أتاتورك عام 1934م إلى متحف يجمع العناصر المعمارية والفنية للمسيحية والإسلام حتى ضرب الرئيس التركي أردوغان عرض الحائط بكل المعايير التى سجلت على أساسه تراث عالمى وأصبحت قيمة عالمية استثنائية يزورها كل جنسيات العالم وحولها إلى مسجد لنزعات شخصية وحيل انتخابية لا علاقة لها بدين أو حضارة أوثقافة.
والإسلام دعا إلى الحفاظ على المقدسات السابقة وعدم تغيير صفاتها والمساهمة فى ترميمها كما جاء فى العهدة النبوية التى تحتفظ بها تركيا من وقت أن أخذها السلطان سليم الأول من دير سانت كاترين عام 1517م وأعطاهم صورًا معتمدة منها باللغة العربية واللغة التركية .
13 2 دقائق