فى ظل الحالة التى وصلت اليها السينما المصرية فى وقتنا هذا،و التى بات شباك التذاكرهو معيار النجاح الاول،و فى ظل التباهى بأن الفيلم الفلانى قد حقق العديد من الملايين و هو تأكيد على نجاحه،بالرغم من أن هناك من يقطع تذكرة المشاهدة فى قاعة السينما و تحتسب ضمن الايرادات و لكنه يخرج غير راضى عن الفيلم فنيا و هكذا الخ.
ففى ظل كل هذا،تمر ذكرى ميلاد المخرج الاسكندرانى العالمى و الذى اصفه بعبقرى السينما المصرية و الذى ولد فى 25 من يناير عام 1926 م .
و من يريد معرفة المزيد عن شاهين فشبكة المعلومات الدولية – الانترنت – مليئة بالمعلومات عنه و عن ميلاده و نشأته و أعماله الفنية و بالتأكيد فإن هناك العديد من الكتب التى كتبت عنه و عن فنه.
و لكننا هنا و نحن نحتفل بذكرى ميلاده عبر هذا المقال نود ان نذكر اهم ميزة لاعمال شاهين و هى ميزة الامتاع الفنى فاعماله تتميز بانها ذات متعة فنية فانت و انت تشاهد اعماله الفنية تستمتع بالفن الشاهينى السينمائى و لا تكل او تمل من مواصلة المشاهدة لاعمالة السينمائية.
عكس ما هو رائج الآن من ان الهدف للاعمال السينمائية بات شباك التذاكر و حصد الايرادات و بات معظم صناع السينما ينتهجون التيمة التى تحقق الربح و تقليدها طالما انها تحقق الربح الوفير عبر شباك التذاكر.
اعمال يوسف شاهين تتنوع فى موضوعاتها مابين السيرة الذاتية و التاريخية و السياسية فهو مخرج كان سيد نفسه و لم يتح الفرصة لشباك التذاكر ان يتحكم فيما يقدمه من اعمال،فهو فى الاساسى يرضى طموحه الفنى فى ان يقدم فن الامتاع للمشاهد عبر افلامه السينمائية.
حصل شاهين عن جائزة اليوبيل الذهبى لمهرجان كان السينمائى الدولى عن مجمل أعماله،بالاضافة الى جوائز دولية و محليه.
يوسف شاهين رائد من رواد السينما المصرية والعربية ، شكّل حالة سينمائية خاصة ومتفردة من خلال أفلامه التي عالجت موضوعات متقدمة ومختلفة عن السائد في السينما المصرية .
تقول عن شركة افلام مصر العالمية التى قام بتأسيسها:-
“من ١٩٥٠ تاريخ أول أفلامه (بابا أمين) وحتى فيلم (هي فوضى) آخر أفلامه واكب يوسف شاهين تطورات المجتمع المصري بدءاً من الاحتلال البريطاني مروراً بالمرحلة الناصرية وما بعدها وصعود التيارات الدينية وعلاقة الغرب بالعالم العربي من خلال الإنتاج المشترك لسينما تنشد التواصل مع العالم.
ولد يوسف شاهين في ٢٥ يناير سنة ١٩٢٦في مدينة الإسكندرية لأب محام من أصول لبنانية من مدينة زحلة ولأم يونانية ، لم تكن الإسكندرية بالنسبة ليوسف شاهين مجرد مدينة وإنما فكرة عن حياة مفتوحة على كل التيارات الفكرية والفنية بشتى اختلافاتها ولغاتها وجنسياتها وريادتها في المسرح والسينما والتصوير في تناغم لا تحسن صياغته سوى الإسكندرية في عصرها الذهبي ٠
ولأنه ابن هذه المدينة البحرية تعلم باكراً الانفتاح على العالم والتعرف على الآخر، لذا نجح شاهين في كسر طوق المهرجانات العالمية ، وفي فرض نفسه لدى النقاد الغربيين كواحد من كبار المبدعين في العالم”.
واجه شاهين الارهاب و التطرف الفكرى فى العديد من افلامه و تناول الاوضاع السياسية التى مرت بالبلاد .
لم يكن يخشى المواجهة او التهديدات بسبب تناوله للقضايا الشائكه فى افلامه.
رحم الله يوسف شاهين الذى ولد على ارض مصر و تأثر بقضاياها و قضايا الوطن العربى و التى عبر عنها اصدق تعبير و امتعنا بفنه السينمائى.