الزراعة الذكية تقنيات المستقبل لتحقيق أمن غذائي مستدام
كتبت: شيرين الشافعي
في إطار سعي الدولة نحو تحقيق تنمية زراعية مستدامة، تناول برنامج “مصر الآن” المذاع على قناة النيل للأخبار قضية الزراعة الذكية ودورها في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية، مع التركيز على أهمية المخصبات العضوية كوسيلة آمنة وفعّالة لمقاومة الآفات الزراعية.
تحديات القطاع الزراعي وحلول مبتكرة
يعاني قطاع الزراعة في مصر من مشكلة الاعتماد المفرط على المبيدات الكيماوية، التي تستهلك آلاف الأطنان سنوياً وتترك آثاراً ضارة على صحة الإنسان والبيئة. ومن هنا برزت الحاجة إلى حلول مبتكرة، كان من أبرزها ما قدمه الدكتور المهندس محمود جلال يحيى، الذي طور مستخلصات نباتية طبيعية قادرة على مكافحة الآفات، وفي الوقت نفسه تحسين خصوبة التربة وزيادة مناعة النباتات.
هذا الابتكار منح الباحث المصري اعترافاً دولياً بحصوله على الميدالية الذهبية من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) التابعة للأمم المتحدة، تقديراً لجهوده في تطوير بدائل آمنة وصديقة للبيئة.
دمج الابتكار بالتقنيات الحديثة
أوضح الدكتور جلال خلال الحلقة أن المستخلصات النباتية التي ابتكرها يمكن دمجها مع تقنيات الزراعة الذكية مثل الري بالتنقيط، الاستشعار عن بعد، إنترنت الأشياء (IoT)، والذكاء الاصطناعي. هذا الدمج من شأنه رفع كفاءة إدارة المزارع، وتحقيق إنتاجية أعلى بجودة أفضل، مما يساهم في تعزيز تنافسية المنتجات الزراعية المصرية في الأسواق العالمية.
دوافع البحث وأهمية الابتكار
كشف الباحث عن دوافعه للتركيز على هذا المجال، موضحاً أن ابتكاره لا يقتصر على كونه وسيلة آمنة لمقاومة الآفات فحسب، بل يعد بديلاً شاملاً للمبيدات الكيماوية التقليدية. ورغم التحديات المرتبطة بتعميم استخدامه على نطاق واسع، إلا أنه يمثل فرصة حقيقية لتقليل استهلاك مصر من المبيدات الذي يتجاوز 10 آلاف طن سنوياً.
دور الابتكار في تحقيق الأمن الغذائي
ناقشت الحلقة تأثير المستخلصات النباتية على جودة المحاصيل وقدرتها على فتح أسواق تصديرية جديدة، خاصة في ظل أزمة متبقيات المبيدات التي واجهت بعض المنتجات المصرية. كما تطرقت إلى إمكانية استخدامها خلال مراحل نضج الثمار دون أضرار على المستهلك، وهو ما يعزز ثقة الأسواق العالمية في الصادرات الزراعية المصرية.
مواجهة التغيرات المناخية
أوضح الدكتور جلال أن المخصبات العضوية تساعد على بناء زراعة أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع الظروف المناخية القاسية، إلى جانب إمكانية تطبيقها في محاصيل ومناطق جديدة لم تكن صالحة للزراعة سابقاً. كما تسهم هذه الحلول في تخفيض فاتورة استيراد المبيدات وتحسين دخل المزارعين.
مداخلة هاتفية مع خبير الأرز
وخلال الحلقة، شارك هاتفياً الأستاذ الدكتور بسيوني زايد، رئيس قسم بحوث الأرز بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، حيث تحدث عن مفهوم الزراعة الذكية ودورها في زيادة إنتاجية محصول الأرز في شمال الدلتا. وأكد أن توظيف التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء أصبح أمراً ضرورياً لضمان الأمن الغذائي ومواجهة محدودية الموارد المائية.
رسالة الحلقة
أكدت الحلقة أن الابتكار والبحث العلمي، إلى جانب اعتماد التقنيات الحديثة، يمثلان ركائز أساسية لمستقبل الزراعة المصرية. فالاعتماد على المخصبات العضوية والزراعة الذكية لم يعد خياراً ترفياً، بل ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة في ظل التغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية.
فريق العمل
قدمت حلقة البرنامج الإعلامية أمل نعمان، وأشرف على إنتاجه فريق قناة النيل للأخبار برئاسة أسامة راضي رئيس القناة، وعلى عبد الصادق مدير البرامج. شارك في الإعداد شيرين الشافعي، محمد محمود، حاتم إسماعيل، والإخراج لـ عنان عبده، بينما تولى إدارة التصوير حازم العتر، مدير الانتاج طارق عصمت.