كتبت / ولاء عرابي
أكتوبر 73.. اليوم اللي مصر رجعت فيه كرامتها
الساعة كانت 1:50 ظهرًا يوم السبت 6 أكتوبر 1973، والناس صايمة في عاشوراء، والجنود واقفين على الضفة الغربية لقناة السويس. فجأة.. السما اتفتحت على هدير 220 طيارة مصرية بتعبر في صف واحد، تضرب قلب الجيش الإسرائيلي في عمق سيناء.
وبينما العدو مذهول، الأرض نفسها بدأت تهتز: 2000 مدفع مصري بيضربوا لمدة 53 دقيقة متواصلة. سحابة من النار والدخان خلت الإسرائيليين مش عارفين إيه اللي بيحصل.
ما قبل العبور.. جرح نكسة يتحول إلى ثورة
بعد هزيمة 1967 واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء، عاش المصريون ست سنوات من الألم، لكنهم لم يعرفوا الاستسلام. الرئيس جمال عبد الناصر بدأ إعادة بناء الجيش، ثم أكمل الرئيس أنور السادات المهمة، ليحوّل الحلم إلى خطة عبقرية: استعادة الأرض والشرف.
تحت ستار الصمت، كانت مصر تخطط لأكبر عملية خداع استراتيجي في التاريخ. تدريب مستمر على القناة، مناورات متكررة، إشارات متعمدة لإسرائيل بأن الجيش “غير جاهز للحرب”، بينما الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا.
المعجزة اللي حصلت
كل العالم كان فاكر إن خط بارليف مستحيل حد يخترقه: تلال رملية بارتفاع 20 متر، خرسانة، ألغام، أسلاك شائكة… حاجز قالوا إنه أقوى من “سور ماجينو” اللي اتبنى في أوروبا.
لكن المصريين قلبوا المعادلة: جابوا مدافع مياه وفتحوا بيها 60 ثغرة في الساتر الترابي. وفي أقل من 6 ساعات، كان 80 ألف جندي مصري عبروا القناة ورفعوا العلم في أول نقطة بسيناء.
صدمة إسرائيل.. ودهشة العالم
في تل أبيب، الرعب سيطر. إسرائيل اللي كانت متصورة إنها “لا تُهزم”، لقت نفسها قدام جيش مصري بيكسر كل القواعد.
الصحف العالمية كتبت: “زلزال عسكري في الشرق الأوسط.”
أما الجنرال الإسرائيلي “موشيه ديان” فقال: “أنا شايف نهاية إسرائيل.”
بطولات لا تنسى
الجندي اللي طلع يجري على الساتر وهو بيهتف: الله أكبر، ورجع شايل العلم المصري فوق.
معركة “المزرعة الصينية” اللي اتوصف إنها من أعنف معارك الدبابات في التاريخ.
مجموعات الكوماندوز اللي دخلت عمق سيناء وقطعت طرق الإمداد عن العدو.
كل واحد فيهم كان بيحارب وهو عارف إن وراه 90 مليون مصري بيستنوا اللحظة دي.
النهاية.. بداية جديدة
الحرب استمرت 19 يوم. في الآخر حصل وقف إطلاق نار، بس كانت مصر كسبت أغلى حاجة: استرجاع الكرامة. بعد 6 سنين من الانكسار، المصريين أثبتوا إنهم قدها وقدود، وإن المستحيل بيتكسر قدام الإيمان والإرادة.
أكتوبر مش ذكرى.. أكتوبر روح
مش مجرد تاريخ في الكُتب، ده يوم بيقول للعالم: المصري لو قرر، يعمل المعجزة.
وهيفضل أكتوبر 73 مش بس “حرب”، لكنه قصة شعب رجع أرضه، ورجع كبرياءه، وكتب بدمه على رملة سيناء: هنا مصر عبرت المستحيل.