أكرم الكراني: “مش بدور على تريند.. بدور على كلمة حلوة ولحن يعيش”
كتبت – يوستينا ألفي
في حوار خاص، كشف الملحن أكرم الكراني عن أبرز محطات مشواره الفني، ورؤيته للمشهد الغنائي الحالي، بين موجة التريند السريعة وغياب الذوق الراقي الذي كان يميز أجيالًا سابقة من الفن.
أول لحظة لا تُنسى يقول الكراني:
“أكتر لحظة بحب أفتكرها هي أول حفلة ليا وأنا في أولى كلية إعلام بأسرة النيل. كانت في المدرج الأول، وحضرها د.ماجي الحلواني، ود.سامي الشريف، ود.عدلي رضا، ونجوم وقتها كانوا في بدايتهم زي منى زكي، أحمد السقا، حمادة هلال، مصطفى شعبان، محمد إمام، محمد هنيدي، وماجد المصري.
غنيت وقتها أغاني زي العم نوح لمصطفى قمر، وطيبة لمحمد منير، ومهما كبرت صغير لحميد الشاعري. كانت لحظة عمرها ما تتنسي”.
التريند ولا الموهبة؟
وعن رأيه في النجاح الفني اليوم، قال الكراني بوضوح:
“النجاح السريع دلوقتي بيعتمد على التريند، لكنه بيختفي أسرع، لأن اللي بييجي بسرعة بيروح بسرعة.
أنا بدور على الكلمة الجيدة، واللحن التقيل، والصوت اللي يوصل الإحساس.
بقالي 30 سنة مستقر فنياً، مش تريند مؤقت ولا ناسي نفسي، أنا وسطي.. بحاول أوازن بين متطلبات السوق وإرضاء فني وجمهور لسه عنده ذوق راقٍ”.
وأضاف:
“ممكن أركب أي تريند، لكني اخترت أقدم فن محترم، زي أغنية خالص تحياتي اللي كانت رسالة حب راقية، أو ذات يوم اتفرقوا صحاب اللي بتحكي عن الصداقة، أو مكرونة بالصلصة اللي رصدت حياة جيل كامل بطريقة بسيطة.
دا غير أعمال كلها طاقة إيجابية، هدفها تصدير الأمل مش الإحباط”.
الجمهور بيسمع إحساس ولا إيقاع؟
عن ذوق الجمهور الحالي، يرى الكراني إن المشهد اتغير تماماً:
“الجمهور بيدوّر على الدوبامين، على أي حاجة تفرحه بسرعة.. سواء إحساس أو إيقاع.
زمان كنا بنتفاعل مع أغاني فيها معنى زي عود البطل أو بنت الجيران أو وداع يا دنيا وداع، لكن دلوقتي أي حاجة فيها تريند بتكسب حتى لو سطحية.
الأداة اللي كانت زمان بتوصل إحساس بقت وسيلة لجمع مشاهدات وفلوس، وده خلق سعادة مؤقتة بس، مش فن يعيش”.
وبيكمل الكراني كلامه بواقعية:
“لو نزل علي الحجار النهاردة بأغنية زي تجيش نعيش، أو مدحت صالح بـ كوكب تاني، مش هتبقى تريند، رغم إنها كانت علامات في وقتها.
دلوقتي للأسف يا تتعري يا تتستعبط على الجمهور”.
حلمه في السنوات الجاية
أما عن طموحه القادم، فيقول أكرم الكراني بتأمل:
“نفسي أعمل حالة روحانية مختلفة توصل للناس وتريحهم.
عايز أقدم موسيقى تهدي الأعصاب وتدعو للحب والسلام والرومانسية، وسط دوشة الحياة وضغطها الاقتصادي والاجتماعي.
نفسي أعمل تجربة فنية تشبه مدرسة هاني شنودة أو يحيى خليل أو الرحبانية، وأكون فريق زي د.عزت أبو عوف، يكون لينا هدف ورسالة”.
ويختم الكراني كلامه بابتسامة:
“ناس كتير على التيك توك بيقولولي بنحب نسمع أغانيك قبل النوم، لأنها بتهدينا وتفصلنا عن ضغط الحياة.
وده بالنسبة لي أعظم نجاح.. لأن الفن الحقيقي لازم يطمن، مش يزعق.
أغاني الصخب مش هتبني جيل، بالعكس هتخلق توتر وتشويش.
الفن ذوق، ولولا اختلاف الأذواق لبَارَت السلع”.
