خيط حرير

0

خيط حرير

للكاتبه / هاميس جمال .

ف ليلة هاديه ، و قدام البحر كانت تجلس ” مريم ” البنت جميله ، بتتأمل ف البحر و تستمتع بصوت أمواجه الهاديه ، فجأة لاقيت خيط رفيع حرير خارج من أيدها و سمعت صوت جوه روحها بقول أسم حبيبها .. صوت محدش سمعه غيرها و حتى الخيط محدش شايفة غيرها …

كانت خايفة تشدة ليها اكتر ف ينقطع .

و خافت تسيبه ف يبعد عنها للابد .

كانت ف حيرة غريبه من أمرها …

« تسيبه و تبعد ، و لا تشده و تقرب »

 

زى علاقات ف حياتنا… ما نقدرش نقول إنها انتهت، ولا نقدر نقول إنها لسه موجودة.

علاقات تبان للوهله الأولى كأنها خلصت و انتهت ، بس لسه جواها فينا أثر …

زي خيط حرير رقيق هش ماسك بين اتنين، لا إحنا بنشدة ف بيتكسر، ولا سابينه بيرتاح .

 

العلاقة دي بتبقى مليانة سكوت أكتر من الكلام ، ونظرات أكتر من المواعيد ، وحكايات ناقصة تفاصيل كتيره لسه مكملتش .

بتبقى شبه حلم فاضل منه ريحة ، أو صوت لسه بيرن في دماغنا بعد ما الأغنية خلصت .

زى حياة مليانه بذكريات الماضى الجميله اللى بنتمى رجوعها .

الخيط الحرير ده ممكن يكون حنين لماضى عدى و فات ..

و ممكن يكون وجع .

الخيط الحرير اللى اقصدة هنا هو الرابط اللي بيخلي قلوبنا تفتكر رغم إننا مش عايزين ! و بخلينا نضحك وأحنا موجوعين .

عارف لما تبقي فاهم إنك لازم تمشي بس لسه مش قادر تاخد القرار ؟!

ده هو بالظبط الخيط الحرير… لا بيخليك قادر تكمّل !! ولا بيسيبك تمشى و تنسي !!

 

يمكن اللي بين الحبيبين مش دايما بيكون حب !!

لكنــــــــه …

أوقات بيبقى درس ، وأوقات بيبقى مراية، بتشوف فيها نفسك لما كنت بتدي من غير حساب .

وساعات ، بتكتشف إن الخيط الحرير ده مش بينك و بين الطرف التانى و بس .

و لكنــــــــــه ….

بينك وبين فكرة مسيطرة عليك بأنك محتاج تحب و تتحب ” فبتمسك بأى خيط حرير و السلام

و ممكن يكون إحساس و مشاعر كان ناقصاك ولاقيته معاه ( الحبيب ) .

 

وفي لحظة معينة… الخيط ده بيتفك بهدوء قاتل لانه كان غلط من البداية .

بيتفك من غير خناق ، و من غير حتى كلمة وداع ، حاجة كدة بتنتهى بهدوء شديد جداً جواك ، و لكن بيولد

إحساس بخفة غريبة ، كأن قلبك أخيرًا خد نفسه بعد ما كان مكتوم .

 

وساعتها بس تفهم إن الخيط الحرير اللى كان ما بينكم كان جميل… بس ما ينفعش يبقى حبل تتعلق بيه ، طول حياتك .

و وقتها هتدرك إن الخيط الحرير دة كان لازم يتفك، عشان ترجع تمشي خفيف زى ما كنت ف البدايه … من غير وجع ، ومن غير حنين .

لكن بشوية نضج ، و سلام داخلى .

 

بس عارف؟

رغم كل الوجع اللى أنت فيه دلوقتى ؟ لكن اوعى تحس بالندم .

حقيقى الخيط اللي كان بينكم كان ناعم ، و بسيط ، لكنه كان حقيقي ، الخيط الحرير ف الاول مكنش حبل بيخنق ، لكنه كان لمسة بتفكرك إنّك لسه بتعرف تحب، وإن قلبك لسه عايش .

 

يمكن اتفك الخيط، بس أثره لسه سايب لمعة صغيرة جواك .

ولما بتفتكره ، مبتحزنش … لكنك لسه بتبسم ، و تقول كان ماضى جميل .

اوعى تندم …

لانكم حتى لو كنتم ف يوم وجع لبعض ، اكيد ف يوم من الأيام كنتم صدق لبعض .

 

ومين عارف؟

يمكن في وقت تاني، حياة تانية، أو صدفة هادية في شارع مش متوقعة،

يتلاقى الخيط الحرير من تاني…

مش عشان يربطكم ،،،

لكن عشان يقولكم …

” كفاية كده ”

و يسألكم ؟؟

” ياترى اتعلمتوا من الدرس ولا لسه” ؟

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version