فنجان قهوه
للكاتبه/ هاميس جمال
ف العادى بحب اعمل قهوتى على نار هاديه و أراقب بهدوء عمليه التسويه و الغليان البطئ ليها .
بحب أتأمل و أراقب دوائرها الصغيرة و هى بتتحرك ببطئ و كأنها تهمس ليا بفكرة مقال جديد و النهاردة معرفش ليه عقلى و إلهامى ربط بين { القهوة و الغيرة } يمكن لإخطلاهم بمزيج من الدفء و المرارة ، الحب و الخوف ، الإمتلاك و الضياع .
فالغيرة يا عزيزى مش مجرد إنفعال عابر ، ولا شعور مؤقت ..
لكن تقدر تقول عنها إنها لو زادت عن الحد و تحولت جواك لنار آكله ف لابد من علاج ليها .
و علشان أطمنكم أحب أقولكم ف البدايه أن مشاعر الغيرة مش ضعف ولا تقليل منك ف حاجة أبدا و لكن هى شعور من ضمن كميه المشاعر اللى إتخلقت جوانا ، منها السلبى اللى هيتعبك ، و منها الايجابى اللى هيرفعك .
و علشان كدة بحب أشبهها بلحظة مواجهة حقيقة مع الذات مع كام سؤال إجاباته اكيد جوانا !
تعالوا ندخل سوا ف جولة هاديه جوة فنجان قهوتك .. قصدى مشاعر الغيرة اللى جواك و نعرف سببها و نتكلم عن الغيرة المقبوله و المطلوبه مننا كبشر … و الغيرة المرفوضة .
أولا .. لو ف الحب فهى من أجمل المشاعر لأنها بتقول للطرف التانى بإختصار إنك أعظم إنتصارتى فى الحياة و كأن قلبك و فكرك رافع رايا بتقول فيها لكل البشرية عن حبيبك ( هذا أعظم إنتصارتى ف ممنوع الإقتراب منه ) ، و لكن إحذر من فخ التملك لأنها لو زادت أكيد ثم أكيد الخسارة جيالك ف الطريق .
ثانياً .. غيرة فى مجال العمل و دى ذكويه شويه بيتميز بيها الرجال أكتر ، و طبعا دى غيرة حميدة نوعاً ما لأنها بتكون حافز حقيقى و شرطى لتقدمك و دعمك الذاتى لنفسك ، و دى كمان محتاجة منك تتعامل بروح المحبه مع الزملاء و المديرين قبل من تتحول جواك لحقد و غل بدون مبرر .
ثالثاً .. غيرة ف التفوق العلمى و التعليمى و طبعا مش محتاجة توضيح عن قوتها ف بناء الشخصية الثقافيه و الاجتماعية ليك .
رابعاً .. الغيرة الدينيه .. و مقصدش هنا دين بأسمة أو بطقوسه و لكن أقصد غيرتك ف محاولاتك لإرضاء ربك ف كل حاجة بتعملها و إصرارك على التقرب اللى الله .
فى بقى نوعية من الغيرة و دى حقيقى أعان الله كل اللى بيشعر بيها على تحملها زى …
أولا .. الغيرة من المظهر الشكلى ، و دى هتلاقيه بالاكتر ف الإناث ، و دة سبب كم عمليات التجميل و البهرجة الغير طبيعية ف إظهار مفاتن الأجساد و كأنها مسابقة ملكة جمال الكون و مجراته .
ثانياً .. غيرة الشخصية النرجسيه و دة بيغير من أى شخص يتفوق عليه ف أى شئ سواء ( شكل أو عمل أو دراسه أو حتى لو شك أن الشخص المنافس ليه محبوب اكتر من الناس أو المقربين ليه ) لأنه دائما شايف وجود شخص تانى بيهدد إرتفاع الذات بالنسباله .
ثالثاً .. الغيرة بين الإخوات و دة بيسبب صراعات ملهاش نهايه و خصوصاً لو فيه ميراث بينهم .
رابعاً .. غيرة المقارنه المستمرة بينك و بين غيرك و السماح لمشاعر الكراهيه تتسل لقلبك .
يمكن أقدر أقولك أن الغيرة الشريرة بتشبه لحد كبير ( مرآه سودا ) أنت مش شايف منها غير سواد من كل اتجاهها ، فعلشان مرآتك ترجع جميله و تشوف كل حاجة بشكلها الطبيعى ف أنت محتاج تعمل عمليه ازاله للسواد اللى عليها … و هنا أقصد بيها سواد النفس و الفكر .
كتير بشوف الغيرة شعور محتاج لمحبه و لكن من نوع تانى و هو محبه ذاتك و دة اللى هيولد جواك إصرار على تغيير نفسك للأحسن ، و لو جواك اى شعور من اللى قلته ف المقال أو متقلش ف أنت اكيد عارف كل شعور جواك و ازاى تقدر تحوله لخير ليك ، و تأخدة نقطة قوة مش ضعف .
طيب يلا نقول ازاى نتخلص منها لو هى شعور مؤذى و مسببلك تعب .
١- و دة الأهم بالنسبالى و هو إنك تحب نفسك و تقبلها زى ما هى ، بنواقصها قبل إكتمالها و أتأكد أن محدش فينا كامل غير الله وحدة .
٢_ نمى نفسك ف مجالك سواء مهنى أو دراسى ، كتر كورسات ، نمى هوايات ، المهم تتقدم للإمام بطريقة مشروعة .
٣_ كن شخصية أجتماعية و حاول تساعد غيرك بكل محبه من غير رياء أو مصلحة .
٤_ لو شايف عندك غيرة من أى شخص و لأى سبب ف أنت للأسف الشديد عندك ميول نرجسيه مؤكدة ف مش عيب أبدا تطلب مساعدة متخصص .
و أفتكر يا عزيزى أن الغيرة نار مدمرة لو أساءنا ترويضها .
و أخيرا علشان تعيش سعيد حاول تعبر عن نفسك بطريقتك أنت مش طريقة شخص غيرك ف كلنا خلقنا مثل ألوان الطيف برغم إننا مختلفين و لكن في اختلافنا صنعنا احلى ألوان الحياة .
دمتم بخير وعافية دائما و أبدا

